ليبيا: وفد مصري يضم نائب رئيس جهاز المخابرات يزور طرابلس

27 ديسمبر 2020
الوفد المصري يحل بعد زيارة مسؤولين أتراك لطرابلس (Getty)
+ الخط -

بدأ وفد مصري رفيع المستوى، اليوم الأحد، زيارة للعاصمة الليبية طرابلس، ويضم الوفد نائب رئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء أيمن عبد البديع، الرئيس التنفيذي للجنة المعنية بليبيا، وأحد مساعدي وزير الدفاع المصري، بالإضافة للسفير المصري لدى ليبيا محمد أبوبكر. 
وتعد الزيارة الأولى من نوعها منذ الهجوم العسكري الفاشل الذي شنته مليشيات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر في إبريل/ نيسان 2019.
وفي هذا السياق قالت مصادر مصرية خاصة، لـ"العربي الجديد"، إن الوفد من المقرر أن يجري مباحثات تتركز حول عدد من النقاط أهمها إعادة صياغة العلاقة مع غرب ليبيا لعدم ترك تلك المساحة خالية لتركيا فقط على حد قول المصادر، فضلاً عن إمكانية إعادة تشغيل السفارة المصرية في طرابلس وخطط تأمينها. 

وبحسب مصادر متطابقة فإن المسؤولين المصريين أجروا بعد وصولهم إلى طرابلس لقاءين مع وزير الخارجية محمد سيالة، ونائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، على أن يعقدوا في وقت لاحق اليوم لقاء مع وزير الداخلية فتحي باشاغا ووزير الدفاع صلاح النمروش. 
وأوضحت المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمها، أن الوفد المصري سيبحث مستجدات الأوضاع الليبية المتصلة بالحراك العسكري، وكذا مستجدات ملف شرق البحر المتوسط الذي ترتبط به حكومة الوفاق عبر اتفاق بحري مع نظيرتها التركية. 
 

وتأتي زيارة الوفد المصري بعد زيارة وفد تركي ترأسه وزير الدفاع خلوصي آكار، شارك فيه رئيس الأركان يشار غولر، إلى طرابلس حيث تفقد الوفد التركي الكلية العسكرية بمنطقة الهضبة لحضور حفل عسكري، بعد زيارة إلى وزارة الدفاع وقوة إنفاذ القانون في طرابلس.

وفيما يبدو الوفدان التركي والمصري على طرفي نقيض في الملف الليبي، حيث تدعم القاهرة معسكر شرق ليبيا، بينما تدعم أنقرة حكومة الوفاق، أكدت المصادر أن الزيارتين جاءتا على وقع تقارب تركي مصري على مستوى مخابراتي بشأن مستجدات ملف شرق المتوسط الذي يشهد سخونة منذ فترة، دون أن تدلي المصادر بتفاصيل أخرى.

الكاتب الليبي في الشؤون السياسية، خالد لملوم، قال في تصريح لـ "العربي الجديد" إن انتقال الملف الليبي إلى مجالات الصراع في المتوسط يبدو أنه سيسرع من جهود التوافقات الإقليمية في الأزمة الليبية، مشيرا إلى أن الجانب المصري لم يقابل زيارة آكار لطرابلس وتصريحاته الموجهة لحفتر بحدة كما هو المعتاد. 
ولفت لملوم إلى أنه "يجب علينا قراءة مستجدات الأوضاع في ليبيا وفق الخيارات المطروحة أمام  الأطراف الإقليمية التي وصلت إلى حد التهديد وإطلاق المناورات العسكرية بل واحتجاز السفن ومراقبتها"، موضحاً أن التوقيت وسرعة التحرك الحالي تشير إلى إمكانية بروز ملامح تقارب بين أنقرة والقاهرة من منطلق الملف الليبي. 
ورغم تهديدات حفتر، خلال كلمته الخميس الماضي بمناسبة عيد استقلال ليبيا، بدعوته لمليشياته بالاستعداد للقتال ضد ما قال إنه "الغزو التركي"، إلا أن الباحث الليبي في العلاقات الدولية مصطفى البرق، من جانبه، يؤكد أن حفتر لم تعد لديه القدرة على العودة للخيار العسكري خصوصا أنه واقع تحت مظلة الغضب الأميركي المتزايد حول الوجود الروسي في ليبيا. 

وأضاف البرق متحدثا لـ"العربي الجديد" أنه "كما بدت تصريحات أميركية غاضبة من تركيا وسياساتها في البحر المتوسط، لا يبدو أن واشنطن راضية على سلوك حفتر المتورط في تحالفه مع موسكو والذي لم تعد لديه القدرة على إخراج مرتزقة فاغنر ولا توجيههم حتى في مسارات الجبهات ومواقع التماس". 
وأعرب البرق عن اعتقاده بأن القاهرة كما أنقره وعواصم أخرى تسعى لاستثمار ما تعيشه طرابلس من خلافات بين قادتها لبناء تحالفات جديدة داخلها، مستبعدا أن يكون هناك تقارب تركي مصري في الملف الليبي.

المساهمون