استمع إلى الملخص
- تمت مناقشة إيفاد 250 طالباً ليبياً للدراسة في الأكاديميات العسكرية الروسية، بما في ذلك 100 طالب في الأكاديميات البحرية، لتعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين.
- تأتي الزيارة في إطار تعميق العلاقات بين حفتر وروسيا، مع توجه موسكو لتوسيع نفوذها في ليبيا وأفريقيا، مما يثير قلق المجتمع الدولي حول أهدافها الاستراتيجية.
أعلنت رئاسة أركان القوات البحرية بقيادة مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، مساء أمس الاثنين، عن وصول قطعتين حربيتين روسيتين الى ميناء طبرق بشرق ليبيا "في زيارة عمل" تستمر لمدة ثلاثة أيام. ووفقاً للمكتب الإعلامي لرئاسة أركان القوات البحرية، فإن القطعتين هما "الطراد فارياج" والفرقاطة "الأدميرال شابوشنيكوف"، وجرى استقبالهما، أول أمس الأحد، في مراسم شارك فيها عدد من ضباط البحرية قبل أن يجري استقبال آمري القطعتين داخل قاعدة طبرق البحرية.
وذكر المكتب الإعلامي أن زيارة القطعتين "تهدف إلى تأكيد علاقات التعاون والتنسيق بين البحريتين الليبية والروسية في مجال التدريب والصيانة وتقديم الدعم الفني واللوجستي، وتبادل الخبرات والمعلومات والتعاون في مجال الأمن البحري بما يخدم مصالح البلدين". ونقل المكتب عن رئاسة الأركان البحرية قولها إنه جرت خلال الزيارة مناقشة مختلف جوانب التعاون بين قيادة حفتر والجانب الروسي وبرامجها، وكيفية تحقيق الاستفادة منها.
وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة لحفتر إن الزيارة ستستمر عدة أيام، وأضافت أن "زيارة السفن الحربية الروسية تأتي تعزيزاً للعلاقات بين القيادة العامة وروسيا الاتحادية، وضمن الخطوات العملية لتعزيز التعاون بين روسيا وليبيا"، مشيرة إلى أنه تمت مناقشة إيفاد 250 طالباً تابعاً لقيادة حفتر "للدراسة في الأكاديميات العسكرية بروسيا الاتحادية، من بينهم 100 طالب وضابط في الأكاديميات البحرية الروسية" مع آمري القطعتين الروسيتين.
وتأتي زيارة القطعتين البحريتين بعد أسبوعين من زيارة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف إلى بنغازي برفقة وفد حكومي رفيع. وكان مصدر برلماني مقرب من لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب قد كشف لـ"العربي الجديد"، أن الزيارة تأتي ضمن ترتيبات مسبقة بين يفكيروف وحفتر لمناقشة اتفاق مشترك بين الجانبين وإمكانية أن يتضمن توقيع مذكّرة تفاهم في مجال الدفاع وتحديداً تقديم تدريبات روسية عسكرية لنخبة من قوات حفتر على أسلحة روسية متطورة.
وعلى الرغم من إعادة افتتاح سفارتها في طرابلس تميل موسكو في سياساتها مع ليبيا إلى التحالف مع حفتر الذي تربطها معه علاقات وطيدة، حيث قدمت موسكو الدعم العسكري لحفتر من خلال مجموعة فاغنر خلال عدوانه على العاصمة طرابلس عامي 2019 و2020، وكذلك تمركزت دفعات من مرتزقة فاغنر في مواقع عسكرية خاضعة لسيطرته، كقاعدة الجفرة، وسط جنوب البلاد، وقاعدة الخروبة، شرقيّ البلاد.
وقام يفكيروف حتى الآن بخمس زيارات لبنغازي، وسط حديث متزايد عن رغبة موسكو في إعادة هيكلة وجودها العسكري في ليبيا ضمن مشروع عسكري باسم "الفيلق الأفريقي"، يضم ليبيا إلى جانب عدة دول أفريقية يوجد فيها مقاتلو فاغنر. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن زيارات يفكيروف تهدف إلى التعاون مع حفتر لإنشاء قواعد عسكرية في أفريقيا، ودعت حفتر إلى عدم الاعتماد على روسيا، في إشارة إلى سعيه للتحالف معها لتقوية وضعه بعد فشله في محاولة الدخول إلى العاصمة طرابلس.
وفي نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، كشفت صحيفة التايمز عن تسليم مهمة بناء الفيلق ليفكيروف، ونقلت عن مسؤولين أوروبيين قلقاً حيال خطط روسيا لبناء قاعدة نووية في ليبيا عبر نشر غواصات نووية في ميناء بحري، شرقي البلاد، مشيرة إلى موانئ ليبية أخرى من المحتمل أن تستخدمها روسيا، مثل موانئ طبرق وسرت ورأس لانوف، وسط شمال البلاد. وفي 11 فبراير/ شباط الماضي، نشرت قناة فبراير الليبية فيديو يظهر عدداً من الدبابات قالت إنها روسية ومتجهة "إلى مقر مليشيا طارق بن زياد التابعة لصدّام حفتر عبر ميناء طبرق آتية من روسيا".