ليبيا: هدوء حذر في غريان وسط مقتل مسلحين وإصابة آخرين جراء اشتباكات مسلحة

29 أكتوبر 2023
بعض المواطنين سارعوا إلى شراء السلع وتخزينها خوفاً من تداعيات الاشتباكات (فرانس برس)
+ الخط -

تشهد مدينة غريان (90 كيلومتر غرب طرابلس) هدوءا حذرا بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين فصائل المدينة صباح اليوم الأحد، في الوقت الذي أعلن فيه مستشفى غريان عن مقتل مسلحين اثنين وإصابة اثنين آخرين جراء الاشتباكات.

ووفقا لمصدر أمني تابع لمديرية أمن غريان فقد شهدت المدينة اشتباكات مسلحة بين فصيل تابع لوزارة الداخلية حكومة الوحدة الوطنية وآخر تابع للمجلس الرئاسي، باستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة لمدة ساعة ونصف ضحى اليوم الأحد، بعد هجوم فصيل مسلح على مقر فصيل آخر.

وأوضح المصدر في حديثه لـ"العربي الجديد" أن وساطات واتصالات اجتماعية نجحت في وقف الاشتباكات، مستدركا بالقول "الهدنة لا تزال هشة، والحذر والترقب يسيطران على الوضع وسط مخاوف عدة الاشتباكات".

وفي توضيح أكثر لأسباب الاشتباكات، أفاد المصدر بأن مسلحي الفصيل التابع لوزارة الداخلية هاجموا مقر فصيل آخر يتبع جهاز الدعم والاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، على خلفية تكون أغلب عناصر الأخير من مسلحين من خارج المدينة، وأضاف "مسلحي المدينة التابعين لوزارة الداخلية طالبوا المجموعة التابعة بجهاز الدعم والاستقرار بإخلاء المقر ومغادرته، وحدثت بينهما عدة خلافات ومناوشات في السابق، وحتى الآن مسلحي جهاز الدعم والاستقرار يرفضون الخروج من المدينة".

وفي ما لم يصدر حتى الآن أي موقف من المجلس الرئاسي والحكومة في طرابلس حيال الوضع في غريان، أعلنت وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية عن تكليفها جهاز طب الطوارئ والدعم باتخاذ جميع إجراءات التأهب والاستعداد، والتوجه إلى غريان، لمساندة المستشفيات في ظل الاشتباكات التي تشهدها المدينة.

وفيما دعت الوزارة المراكز الصحية والعاملين الصحيين بغريان رفع مستوى الجهوزية القصوى، لتقديم خدمات الإسعاف والطوارئ، أعلن مستشفى غريان عن مقتل مسلحين اثنين وإصابة آخرين جراء الاشتباكات.

وقال مدير مستشفى غريان خالد زويط، عبر اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" إن هناك قتيلين وأربعة مصابين بجروح من المواطنين جرّاء الاشتباكات المسلحة بالمدينة.

كذلك، أشار محمد برشان، أحد سكان منطقة كمون في غريان، لـ"العربي الجديد" إلى وجود خسائر كثيرة تعرّض لها المواطنون جراء الاشتباكات المسلحة في المدينة.

وطالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، بالوقف الفوري لإطلاق النار وأعمال العنف بالمدينة، وعدم التصعيد العسكري من أي طرف من الأطراف، ما من شأنه أن يفاقم من حجم الصراع والانقسام السياسي والمعاناة الإنسانية التي يمر بها السكان بالمدينة، وتطالب اللجنة أيضاً بفتح ممرات إنسانية آمنة للمدنيين الراغبين في الخروج من المدينة.

توقّف الحركة التجارية في غريان

وكانت الحركة التجارية قد توقفت في مدينة غريان جنوبيّ العاصمة الليبية طرابلس بعد اندلاع اشتباكات مسلحة فجر اليوم الأحد، للسيطرة على المدينة بين مجموعات مدعومة من اللواء المتقاعد خليفة حفتر من جهة وجهاز دعم الاستقرار ولواء غريان التابع لحكومة الوحدة الوطنية.

ويبلغ عدد سكان غريان التي تعد عاصمة مدن الجبل نحو 400 ألف نسمة، وتبعد نحو 75 كلم جنوب طرابلس.

وقال سكان محليون لـ"العربي الجديد" إن حركة السير متوقفة بالكامل والمخابز مغلقة وكذلك المحالّ التجارية والصيدليات، ولا يوجد وقود في المدينة.

وقال محمد اليعقوبي، أحد السكان، إن "المدينة متوقفة بالكامل"، مشيراً إلى أن "هناك هلعاً بين المواطنين الذين يقطنون في أطرافها والذين سارعوا إلى شراء السلع وتخزينها".

بينما أكد مواطن يدعى معاذ، طالباً عدم ذكر اسمه كاملاً لـ"العربي الجديد"، أن "أسعار السلع الغذائية والخضروات ارتفعت بالمدينة صباح اليوم من قبل بعض سماسرة الحروب".

وقال المحلل الاقتصادي أبو بكر الهادي في تصريحات لـ"العربي الجديد" إن "مدينة غريان عاصمة الجبل، وإن توقف الحركة التجارية يعني توقف مسالك ودروب الطرق للمناطق الجبلية، ومن ثم ارتفاع الأسعار".

وأضاف الهادي أن "المشكلة في تجار الحروب الذين ينشطون في الأزمات والحروب"، مشيراً إلى أن "أسعار السلع بالمدينة شهدت ارتفاعاً راوح ما بين 20% إلى 30% في ما يتعلق بالسلع الأساسية والخضروات".

وتمتد منطقة الجبل الغربي من الناحية الجيولوجية من مدينة غريان جنوب طرابلس، وتستمر غرباً لتمرّ بوازن وتجتاز الحدود الليبية التونسية، ويعتمد سكان الجبل في المقام الأول على الزراعة ورعي الأغنام.

المساهمون