تعيش العاصمة طرابلس توترا أمنيا وسط تحرك عدد كبير من الأرتال المسلحة في مناطق محيطة بها، فيما لم يصدر أي بيان رسمي حتى الآن لتوضيح ما يجري حول العاصمة. ويبدو أن التحركات على علاقة بأنباء عن عزم رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا على دخول العاصمة طرابلس اليوم.
وفي الوقت الذي تتداول فيه منصات التواصل الاجتماعي فيديوهات على نطاق واسع تظهر أرتالا من السيارات المسلحة وهي تتجمع عند كوبري 27، غرب طرابلس، قادمة من مدينة الزاوية، أظهرت أصوات بعض المسلحين ضمن تلك الأرتال أنهم من أنصار حكومة باشاغا، وأنهم في طريقهم لتأمين مقرات حكومية في طرابلس.
وفيما أكد شهود عيان لــ"العربي الجديد"، أن عدد السيارات المسلحة المتوافدة إلى كوبري 27، غرب طرابلس، يزيد عددها عن 100 سيارة مسلحة، أقفلت مجموعة مسلحة أخرى الطريق الساحلي الرابط بين مدينتي طرابلس ومصراته، وتحديدا عند مدينة الخمس (100 كم شرق طرابلس)، لمنع وصول باشاغا إلى طرابلس على ما يبدو.
ولم يصدر عن الحكومتين أي تعليق بشأن الحراك المسلح الحالي، إلا أن صفحات موالية لباشاغا أكدت قرب وصوله إلى العاصمة طرابلس خلال ساعات، دون أن يصدر أي بيان رسمي من جانبه في هذا الشأن.
وفي مقابل إصرار باشاغا على عمل حكومته من داخل العاصمة طرابلس، أعلن الدبيبة، في عديد المناسبات، عن رفضه تسليم السلطة إلا لسلطة منتخبة، واصفا حكومة باشاغا بــ"الحكومة الموازية".
وحول التوتر الحاصل في العاصمة طرابلس ومحيطها، قالت البعثة الأممية في ليبيا إنها تتابع عن كثب وبقلق تحشيد قوات وتحركات أرتال كبيرة للمجموعات المسلحة، ما أدى إلى زيادة التوتر في طرابلس وما حولها، بحسب تغريدة على حسابها على تويتر.
وشددت البعثة على أهمية الحفاظ على الهدوء والاستقرار في البلاد، وحثت "جميع الأطراف على الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يؤدي لحدوث مواجهات مسلحة"، كما دعت "كل الأطراف إلى التعاون مع المستشارة الخاصة للأمين العام في مساعيها الحميدة للتوصل إلى سبيل للخروج من الانسداد السياسي الراهن عبر التفاوض".
1/2 تتابع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن كثب وبقلق التقارير المتعلقة بحشد قوات وتحركات ارتال كبيرة للمجوعات المسلحة مما أدى إلى زيادة التوتر في طرابلس وما حولها.وتؤكد البعثة على أهمية الحفاظ على الهدوء والاستقرار في البلاد. pic.twitter.com/Ct0foCBm8r
— UNSMIL (@UNSMILibya) March 10, 2022
وفيما أعاد السفير الأميركي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند نشر تغريدة البعثة الأممية، أكد على دعمه لرسالة البعثة الداعية للحفاظ على الهدوء وحث الجانبين على "اغتنام الفرصة لمتابعة حل سياسي بدلا من المخاطرة بالتصعيد".
السفير نورلاند: "نحن نؤيد تمامًا رسالة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ونحث كلا الجانبين على اغتنام الفرصة لمتابعة حل سياسي بدلاً من المخاطرة بالتصعيد." #ليبيا https://t.co/bohhYogdvn
— U.S. Embassy - Libya (@USEmbassyLibya) March 10, 2022
ومن جانبها، غردت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني وليامز، على حسابها، حاثة "الجميع بلا استثناء على ضبط النفس والامتناع عن أي أعمال استفزازية قولاً وفعلاً بما في ذلك تحركات القوات".
أحثُ الجميع بلا استثناء على ضبط النفس والامتناع عن أي أعمال استفزازية، قولاً وفعلاً، بما في ذلك تحركات القوات. أجددُ دعوتي للاستفادة من المساعي الحميدة للأمم المتحدة للوساطة ومساعدة الليبيين في إيجاد سبيل توافقي للمضي قدمًا. https://t.co/vuuFTFUN7O
— Stephanie Turco Williams (@SASGonLibya) March 10, 2022
وقالت وليامز "أجددُ دعوتي للاستفادة من المساعي الحميدة للأمم المتحدة للوساطة ومساعدة الليبيين في إيجاد سبيل توافقي للمضي قدمًا".
ولم تظهر التشكيلات المسلحة في غرب البلاد ولاء واضحا لأي من الحكومتين المتنافستين، إلا أن ترحيب بعضها بقرار مجلس النواب تغيير الحكومة وتأجيل الانتخابات، ورفض البعض الآخر له، يعكس وجود اصطفافات غير معلنة إلى جانب الحكومتين.
والخميس الماضي اتهم باشاغا حكومة الدبيبة بغلق المجال الجوي أمام طائرة كانت تستعد لنقل عدد من وزراء الحكومة لأداء اليمين القانونية أمام مجلس النواب في طبرق، وكذلك اختطاف ثلاثة من وزرائها، من بينهم وزير الخارجية حافظ قدور، على يد مجموعة مسلحة بمدينة مصراته، فيما لم ترد حكومة الدبيبة على هذه التهم.
وتعيش الحكومتان ارتباكا داخليا، فبعد إعلان وزير الاقتصاد والتجارة بحكومة باشاغا جمال شعبان رفضه تسلم منصبه، الخميس الماضي، متهما مجلس النواب بعدم الشفافية في منح الثقة للحكومة، تداولت منصات التواصل الاجتماعي فيديوهين يظهران وزير الدولة لشؤون المهاجرين معتوق اجديد ووزير الخدمة المدنية عبد الفتاح خوجة في حكومة الوحدة الوطنية، وهما يعلنان استقالتهما، دون أن يصدر عن حكومتهما أي بيان يؤكد ذلك.