استنكرت قوة العمليات المشتركة، في مدينة مصراته، اجتماع عدد من المرشحين في الانتخابات الليبية الرئاسية بمدينة بنغازي، في وقت بدأ رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، ونائب رئيس المجلس الرئاسي، موسى الكوني، لقاءات مع قادة عسكريين وعمداء بلديات لبحث سبل التهدئة في العاصمة طرابلس.
ووصف بيان قوة العمليات المشتركة في مصراته لقاء المرشحين للرئاسة في بنغازي بـ"المشبوه"، واتهم من قال إنهم "تصدروا المشهد" من أشهر بـ"تجسيد حلقات مسلسل الخنوع والذل والمهانة".
ولفت البيان إلى أن القوة تتابع "منذ أشهر ما يطرأ على المشهد السياسي والأمني في ليبيا من تطورات تلقي بظلالها على حياة المواطنين".
واعتبرت القوة أن اجتماع المرشحين في بنغازي "لم يكن الوطن أو الدفاع عنه غايتهم، بل السلطة والحكم هو مأربهم، حتى وإن كان على حساب آلاف الضحايا"، مؤكدة أن الطريق الى المصالحة الوطنية "يبدأ بالمحاسبة لا بالمهادنة، والجلوس مع المجرمين الذين يستحيل في وجودهم بناء دولة القانون ما لم تتم محاسبتهم على ما اقترفت أيديهم من جرائم في حق الإنسانية"، في إشارة للواء المتقاعد خليفة حفتر.
وكان عدد من المرشحين للانتخابات الرئاسية قد عقدوا اجتماعا في مدينة بنغازي، بدعوة من حفتر، من أبرزهم وزير الداخلية الأسبق فتحي باشاغا، ونائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق السابقة، أحمد معيتيق، المنحدرين من مصراته.
واتفقوا في نهايته على إطلاق مبادرة وطنية، لـ"توحيد الجهود الوطنية للتعامل مع التحديات والمعطيات التي تمر بها البلاد"، وقرروا، بحسب البيان الختامي للاجتماع، "استمرار التنسيق والتواصل وتوسيع إطار هذه المبادرة الوطنية لجمع الكلمة ولم الشمل واحترام إرادة الليبيين"، على حد قولهم.
وبالتزامن ألقى عدد من قادة "الثوار" في مدينة مصراته، بيانا متلفزا، أعلنوا فيه رفضهم اجتماع بنغازي، مؤكدين أنهم قرروا "خوض معركة التصحيح".
البيان الذي تلاه أحد قادة الثوار، وظهر إلى جانبه قائد "لواء الصمود" في مصراته العميد صلاح بادي، أكد "الرفض القاطع لإجراء انتخابات رئاسية قبل إنجاز الدستور".
وفيما طالب البيان المجتمع الدولي والبعثة الأممية بـ"التوقف عن المساهمة في تدمير ليبيا بإصرارهم على اختزال المشهد الليبي في مجرمين"، أكد أن "ملف المرتزقة والعملاء بات من ضمن أولويات ثوار فبراير لتحقيق الأمن والاستقرار للبلاد".
وفي سياق آخر، قالت وكالة الأنباء الليبية إن رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، بدأ اجتماعا مع نائب رئيس المجلس الرئاسي، موسى الكوني، وعمداء بلديات طرابلس الكبرى لـ "مناقشة التطورات السياسية والأمنية وسبل التهدئة في العاصمة".
وقبيل بدء اللقاء أثنى الدبيبة، من خلال تغريدة على حسابه في موقع "تويتر"، على الجهود المبذولة "لإنهاء فتيل الأزمة والاحتقان" في طرابلس، مؤكدا أن "حرمة الدماء خط أحمر".
أحي جهود الخيرين من مدينتنا طرابلس الحبيبة المكثفة خلال هذه اللحظات لإنهاء فتيل الأزمة والاحتقان، وعودة الحياة إلى طبيعتها، لا للحرب، نعم للحياة، والأمن والاستقرار وحرمة الدماء خط أحمر
— عبدالحميد الدبيبة Abdulhamid AlDabaiba (@Dabaibahamid) December 21, 2021
وأشارت الوكالة إلى أن الاجتماع جاء بعد لقاء الكوني، بصفته نائب رئيس المجلس الرئاسي الذي يمثل القائد الأعلى للجيش الليبي، مع عدد من قادة وأمراء التشكيلات والكتائب العسكرية والأمنية بالعاصمة طرابلس لـ "التباحث في التطورات الأمنية والاحتقان الأمني الذي شهدته" العاصمة.
وأوضحت الوكالة أن اللقاء ركز على "مناقشة إزالة أسباب الاحتقان الأمني وسبل المحافظة على الأمن والتهدئة في العاصمة"، بالإضافة لوقف التحركات العسكرية "غير الطبيعية وسحب كل الآليات والمركبات العسكرية من شوارع العاصمة وعودتها إلى مقراتها وثكناتها العسكرية والأمنية".
وكانت البعثة الأممية في ليبيا قد أصدرت بيانا، مساء الثلاثاء، عبرت فيه عن قلقها إزاء "التطورات الأمنية الجارية في طرابلس"، ودعت جميع الجهات إلى "ممارسة ضبط النفس"، بعد أن شهدت أحياء جنوب شرق العاصمة توتراً أمنياً على خلفية انتشار كبير لأرتال المسلحة فيها، وإغلاقها بعض الطرقات الرئيسية هناك. كما أقفلت جامعة طرابلس وعدد من المدارس أبوابها، وسرّحت طلابها حفاظاً على سلامتهم.
وقالت البعثة إنّ "تحركات القوات التابعة لمجموعات مختلفة تخلق حالة من التوتر وتعزز خطر الصدامات التي قد تتحول إلى صراع"، وحثّت على "حل أي خلافات بشأن المسائل السياسية أو العسكرية عبر الحوار"، مشيرة إلى حساسية "عملية انتخابية صعبة ومعقدة" تمر بها البلاد وينتظر أن تفضي إلى انتقال سلمي.