ليامين زروال يدعو الجزائريين إلى "الوحدة للقطيعة مع ممارسات الماضي"

02 يوليو 2022
الجزائر تستعد للاحتفال بذكرى استقلالها الستين (Getty)
+ الخط -

دعا الرئيس الجزائري الأسبق ليامين زروال، في رسالة بمناسبة الذكرى الستين للاستقلال عن الاستعمار الفرنسي، إلى "مزيد من الوحدة والعمل لإحداث قطيعة مع كل ممارسات الماضي، وإصلاح الإخفاقات السياسية والاقتصادية التي حاقت بالبلاد في العقود الماضية"، مثمناً منجزات الحراك الشعبي الذي وصفه بـ"الانفجار العظيم" الذي أوقف انحراف الدولة.

وقال زروال، في رسالته، التي نشرتها وسائل الإعلام الجزائرية اليوم السبت: "إن بلادنا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة ماسة إلى تكاتف أبنائها والتزامهم من أجل اجتثاث سلوكيات الماضي الضارة واستكمال بناء دولة حديثة، جديرة بتضحيات شهدائنا، قادرة على مواجهة التهديدات والتحديات المتعددة للقرن الحادي والعشرين".

وأضاف قائلا: "لقد تم التعبير عن هذه الأهداف والمطالب علنا، وفي وضح النهار في 22 فبراير (شباط) 2019، من خلال انتفاضة سلمية وعفوية لعشرات الملايين من المواطنات والمواطنين. حظيت هذه الثورة السلمية، مثل ثورة نوفمبر (ثورة التحرير الجزائرية)، بالكثير من الإعجاب في جميع أنحاء العالم. لقد كانت صنيعة عمل شباب متعطش للحرية".

وأوضح زروال: "يدرك الشعب الجزائري أكثر من السابق حجم التحديات والتهديدات التي تنتظره، ويعي سبل الذود عن الوطن من هذه المخاطر، بعد أن نضج من اختبارات وتجارب الماضي. الدفاع عن الأمة يمر قبل كل شيء بالتفاف كل الجزائريين حول أهداف مشتركة".

كذلك، شدد على ضرورة أن "يبقى الشعب الجزائري على أهبة الاستعداد لمواجهة هذه التحديات الجسيمة"، قائلاً إنه "يجب الحفاظ على الروابط الفريدة التي كانت ومازالت قائمة دائما بين الشعب الجزائري وجيشه وتعزيزها في جميع الأوقات وبشكل دائم".

وتولى زروال المنصب الرئاسي بالجزائر عام 1994، في إطار ندوة الوفاق الوطني، بعد انتهاء مدة حكم المجلس الأعلى للدولة الذي استحدث في أعقاب استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد في يناير/ كانون الثاني 1992، وتوقيف المسار الانتخابي. وبقي رئيسا للجمهورية بعد الانتخابات التي جرت في نوفمبر/ تشرين الثاني 1995، حتى تقديم استقالته وإعلانه إجراء انتخابات مبكرة في إبريل/ نيسان 1999، فاز بها الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة.

ووصف زروال الحراك الشعبي الذي أطاح ببوتفليقة، في 22 فبراير/ شباط 2019، بأنه "انفجار عظيم"، مشيرا الى أنه كان "قادرا على وضع حد للاضطراب الخطير في تلك اللحظة، كما كان قادرا، قبل كل شيء، على إعادة الأمل لكل منا في إمكانية تجسيد حلم شهدائنا المجيد على أرض الواقع".

واستحضر الرئيس الجزائري السابق فترة حكمه (1995-1999)، والتي اتسمت بأزمة أمنية عنيفة ودامية، مشيرا إلى "نجاح حربنا وكفاحنا ضد الإرهاب لسنوات وبوسائلنا الخاصة، لا يزال موضع إعجاب العالم وتقديره".

لكنه أقرّ بوجود إخفاقات في مسار بناء الدولة الوطنية وتحقيق تطلعات الشعب الجزائري، قائلا: "حتى الآن، لم تتحقق كل تطلعات شعبنا، إذ سجلت انتهاكات جسيمة في السنوات السابقة".

واستدرك بالقول: "رغم ذلك، ظلت شعلة نوفمبر وروحه راسختان في الذاكرة الجماعية للجزائريات والجزائريين"، لافتا إلى أن "هذا الرصيد الثمين زاد في كل محنة من الوحدة الثابتة لشعبنا، وتصميمه على تصحيح التجاوزات الخطيرة والتخفيف من عواقبها".

وتستعد الجزائر للاحتفال بالذكرى الستين لاستقلالها عن الاستعمار الفرنسي، الذي أنهى وجوده في الجزائر في 5 يوليو/ تموز 1962، بعد احتلال دام 132 عاماً.

المساهمون