لودريان يدعو دول جوار ليبيا إلى لعب "دور محوري" لحل الأزمة

16 أكتوبر 2020
هذه هي الزيارة الثالثة للوزير الفرنسي إلى الجزائر منذ انتخاب الرئيس تبون (الأناضول)
+ الخط -

دعت باريس، مساء الخميس، إلى تفعيل دور دول الجوار الليبي للمساعدة في حل الأزمة الليبية، ورفض التدخلات العسكرية الأجنبية في هذا البلد.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان، في تصريح صحافي عقب استقباله من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون: "لدول الجوار دور مهم جداً، لأنها المعني الأول بالمخاطر الناجمة عن الأزمة الليبية، وعليها أن تلعب دوراً لتحقيق الاستقرار مع الأطراف الليبية ووقف تدخلات القوى الخارجية"، مشيراً إلى أنّ للجزائر وباريس توافقاً "على رفض الحل العسكري بضرورة الحل السلمي والسياسي تحت مظلة الأمم المتحدة".

وبشأن الأزمة في مالي عقب الانقلاب العسكري الأخير، قال لودريان: "لدينا توافق على ضرورة أن تفضي المرحلة الانتقالية إلى انتخابات مفتوحة، حرة وشفافة، تتيح العودة إلى الإطار الدستوري، كما نضم صوتنا إلى الجزائر للدعوة إلى الاستمرار في تطبيق اتفاق الجزائر"، للسلام والموقّع في الجزائر في مايو/ أيار 2015.

وتطرّق لودريان إلى ملف المسلمين في فرنسا، وقال إنه بحث مع المسؤولين الجزائريين خطة الرئيس إيمانويل ماكرون في محاربة من وصفهم بالانعزاليين في فرنسا، (المتشددين) والتطرف.

وأشار إلى أن فرنسا تضع فرقاً بين الإسلام والتطرف، في إشارة إلى التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس الفرنسي ماكرون قبل أسبوعين، حول الإسلام والمسلمين في فرنسا، وخطته لمحاربة التطرف في بلاده، موضحاً أنه "انشغال نتقاسمه مع السلطات الجزائرية".

وفي ما قد يثير جدلاً في الجزائر، أدلى وزير الخارجية الفرنسي بموقف بلاده من قضايا سياسية داخلية تخص الجزائر، كالاستفتاء على تعديل الدستور، حيث أعلن دعم بلاده لـ"الإصلاحات السياسية والدستورية" التي يباشرها الرئيس تبون، وقال إنّ "الجزائر على أعتاب مرحلة مهمة ستُمكن في الفاتح من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، الشعب الجزائري من الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور، والرئيس تبون أعرب عن رغبته في إصلاح المؤسسات والحوكمة وإحداث التوازن بين السلطات والحريات، وسيعود للجزائريين وحدهم التعبير عن آمالهم التي عبروا عنها بطريقة حضارية"، مضيفاً أنّ "فرنسا تتمنى النجاح للجزائر في ظل الاحترام الكامل لسيادتها".

وجدد لودريان الذي التقى أيضاً رئيس الحكومة عبد العزيز جراد، ونظيره الجزائري صبري بوقادوم، التزام باريس بالاستمرار في معالجة ملف الذاكرة ومخلفات المرحلة الاستعمارية بين البلدين، مؤكداً أنّ "الرئيس ماكرون التزم منذ عام 2017 بخطوات تتعلق بتاريخ الاستعمار الفرنسي والثورة الجزائرية، وبرهن على ذلك من خلال استرجاع رفات المقاومين الجزائريين، والذي كان معروضاً في متحف الإنسان، كما أن الرئيس ماكرون طلب من المؤرخ بنيامين ستورا أن يعمل على ملف الذاكرة الجزائرية في إطار الحقيقة والمصالحة، من أجل أن يتطلع بلدانا إلى المستقبل من خلال رؤية واضحة".

وكانت الجزائر قد استرجعت، في 5 يوليو/ تموز الماضي 24 جمجمة، لمقاومين وقادة المقاومة الجزائرية في القرن الـ19 ضد الاستعمار الفرنسي، من متحف الإنسان بباريس من مجموع 508 جماجم لمقاومين جزائريين كان يحتفظ بها في المتحف.

وأكد لودريان أن الشق الاقتصادي كان حاضراً في زيارته إلى الجزائر، وقال: "هذه هي ثالث زيارة لي إلى الجزائر منذ انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون، قدمت إلى الجزائر لإبراز متانة العلاقة التي تربط بلدينا بالنسبة لفرنسا، فالجزائر شريك من الدرجة الأولى بالنظر إلى العلاقات التي تجمعنا في حوض البحر المتوسط. علاقاتنا متعددة وثرية، وتعاوننا علمي تربوي واقتصادي، وكذلك بالنسبة للرهانات الأمنية والجهوية"، مشيراً إلى أن "الإصلاحات الاقتصادية التي يرغب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في تنفيذها مهمة، وباريس حريصة على أن تكون للشركات الفرنسية العاملة في الجزائر مساهمة في هذه التحولات".

وكان لودريان قد زار الجزائر مرتين خلال السنة الجارية، الأولى في شهر يناير/ كانون الثاني، ثم في شهر يونيو/ حزيران، الماضيين.

وفي قضية أخرى، أعلن المسؤول الفرنسي عن تسوية وضع الطلبة الجزائريين الذين يدرسون في الجامعات الفرنسية والعالقين في الجزائر، من قبل القنصليات الفرنسية للسماح لهم بالالتحاق بجامعاتهم.

المساهمون