لهذا انسحبت مصر من اجتماعات الجامعة العربية

08 سبتمبر 2022
انسحب شكري من اجتماع وزراء الخارجية العرب الثلاثاء (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

كشف انسحاب وزير الخارجية المصري سامح شكري من اجتماع وزراء الخارجية العرب، أمس الأول الثلاثاء، احتجاجاً على تولي وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الليبية نجلاء المنقوش، رئاسة الدورة الجديدة للمجلس (158)، عن طبيعة الخلافات التي تضرب التحركات الإقليمية، بشأن التوصل إلى صيغة حلّ للأزمة الليبية.

الانسحاب المصري... لفت الانتباه لخرق التوافقات

وقال دبلوماسي في جامعة الدول العربية، إن "سبب الانسحاب المصري أنه كان من المقرر أن يمثّل ليبيا في الاجتماع إما أحد نواب رئيس المجلس الرئاسي، أو مندوبها لدى الجامعة العربية، حتى لا يكون الموقف بمثابة اعتراف بشرعية حكومة على حساب أخرى أو تغليب موقف حكومة ما".

وأكد أن "الوفد المصري اضطر إلى الإجراء الذي أقدم عليه بالانسحاب أثناء كلمة وزيرة الخارجية في حكومة عبد الحميد الدبيبة، المنتهية ولايتها، للفت الانتباه لخرق التوافقات التي تمّت بين الأطراف المعنية أخيراً".

دبلوماسي في جامعة الدول العربية: كان من المقرر أن يمثّل ليبيا في الاجتماع إما أحد نواب رئيس المجلس الرئاسي، أو مندوبها لدى الجامعة العربية

وشهدت الأيام الأخيرة توافقات بين مصر وتركيا والولايات المتحدة، بشأن حلحلة الأزمة في ليبيا، ووضع تصور جديد يمنع المواجهة العسكرية، عبر تشكيل حكومة جديدة تقوم بعملية تسيير الأعمال والتجهيز للانتخابات.

وبالفعل جرت المشاورات بناء على هذا التصور، في اجتماعات ضمّت مسؤولين مصريين وأتراكاً وأميركيين، بخلاف مشاورات أخرى جرت في القاهرة، بين رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، في أعقاب لقاءات جمعت الرجلين برئيس جهاز المخابرات العامة المصري اللواء عباس كامل.

وكانت الأمور تسير إلى الأمام في ظلّ التوافق على الخط العام الخاص بتشكيل حكومة جديدة بديلة لحكومة الوحدة الوطنية، وتلك المكلفة من مجلس النواب، إلا أن خلافاً حدث خلال المناقشات، بعد تمسك المشري بقيادة الحكومة الجديدة بحال تشكيلها، ورفض المجلس الأعلى للدولة اثنين من الأسماء التي تم طرحها لتلك المهمة.

وحول ما إذا كانت هناك خلافات جديدة بين مصر وتركيا بشأن الملف الليبي، فإن الطرفين يؤكدان أن الأمر ليس كذلك، وأن التوافق المصري التركي الأخير لا يزال قائماً وفقاً للتصور المنتهي عند تشكيل حكومة جديدة كمخرج من الأزمة.

يؤكد هذا أن تركيا خلال استقبالها كل من الدبيبة ورئيس الحكومة المكلفة من برلمان طبرق فتحي باشاغا أخيراً لم تعلن دعماً مباشراً لأي منهما، ولكنها أكدت على الخطوط العامة المتعلقة بضرورة الذهاب للانتخابات في أسرع وقت ممكن.

دبلوماسي معني بملف العلاقات العربية: ما يجري صراع بالوكالة بين مصر والجزائر

وبالعودة إلى انسحاب الوفد المصري من جلسة الجامعة العربية الثلاثاء، فقد وصفته المنقوش بأنه مخالف لميثاق جامعة الدول العربية وقرارات مجلس الأمن. وقالت المنقوش إن حضورها "مدعوم دولياً" عبر عدة اتفاقيات بينها اتفاق باريس، واتفاق الصخيرات، وغيرها. وأضافت أن كل تلك المواثيق "تقول إن حكومة الوحدة الوطنية هي الحكومة الانتقالية الأخيرة وصولاً للانتخابات".

صراع بالوكالة

في المقابل، أكد دبلوماسي معني بملف العلاقات العربية أن "الأزمة الأخيرة عنوانها الرئيس هو الجزائر"، موضحاً أنه في المشاورات الأخيرة التي جرت بشأن ليبيا، كانت هناك ترتيبات بأن تتولى أنقرة تحييد الموقف الجزائري، على غرار ما جرى من جانب مصر، لكن حالة التنافس الإقليمي التي تعيشها الجزائر يبدو أنها حالت دون ذلك، إذ أصرّت على التمسك برؤيتها الخاصة بدعم حكومة الدبيبة، ورفضها بشكل قاطع إبداء أي مرونة تجاه باشاغا، إلى حين الانتهاء من التفاهمات الجديدة.

وأشار الدبلوماسي إلى أن "السجال الحاد الذي وقع بين مندوبي الجزائر وليبيا من جهة، ومندوبي عدد من الدول الخليجية من جهة أخرى، خلال اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، الأحد الماضي، بشأن ملف عودة سورية للجامعة، بدت فيه ليبيا أكثر توحداً مع الموقف الجزائري، على الرغم من أنها لم تكن معنية أو مهتمة بالملف السوري منذ انشغالها بصراعاتها الداخلية".

وشدد على أن "ما يجري صراع بالوكالة بين مصر والجزائر، التي تتحرك بشكل حثيث بشكل مضاد للرؤية المصرية تقريباً في كافة الملفات محل الاهتمام المشترك".

المساهمون