لقاء عباس والسيسي: الخلاف مع "حماس" ودعم المبادرة الفرنسية

09 مايو 2016
أطلع عباس السيسي على تطورات الوضع الداخلي الفلسطيني (الأناضول)
+ الخط -
عقد الرئيسان، المصري عبد الفتاح السيسي، والفلسطيني محمود عباس، جلسة مباحثات، يوم الإثنين، في ثاني أيام زيارة عباس إلى القاهرة تناولت عدداً من المواضيع أهمها العلاقات المصرية مع حكومة عباس، في ظل تطور المحادثات الرسمية المصرية، التي يقودها جهاز المخابرات العامة، مع حركة "المقاومة الإسلامية" (حماس)، وما يمكن لمصر القيام به في ملف التقارب الداخلي الفلسطيني، وسيناريوهات علاقتها بالفصائل الفلسطينية المختلفة، بحسب مصادر دبلوماسية مصرية تحدثت مع "العربي الجديد".

وتضيف المصادر أنّ "عباس بات يشعر بالقلق نتيجة زيادة النفوذ السياسي لحركة حماس في اﻵونة اﻷخيرة، للدرجة التي يجعلها تحوز ثقة عدد من العواصم العربية المؤثرة، باﻹضافة لتصاعد وتيرة التنسيق اﻷمني واﻻستخباراتي بين حماس والقاهرة، والضروري لكلا الطرفين بسبب اﻷحداث الدامية والمعارك المستمرة في شمال شرق سيناء".

وتكشف المصادر عن أن عباس التقى في اليوم الأول بعدد من قيادات جهاز المخابرات بمقر إقامته في مصر الجديدة، وتناولت المباحثات بينهما سبل دعم مصر لعباس أمنياً واستخباراتياً، وتنسيق فتح المعابر بين مصر والأراضي الفلسطينية.

وتشير المصادر إلى أن "عباس وجّه عدداً من التساؤلات للمسؤولين المصريين عن موقفهم الرسمي من اﻹشكال الداخلي الفلسطيني، خصوصاً أن الموقف الرسمي المصري تدرّج وتنوّع بين التأكيد على مساندة قيادة حركة فتح الموحدة للدولة الفلسطينية، ثم اتهام "حماس" بالضلوع في مساندة اﻹرهاب ودعم عمليات عنف مثل اغتيال النائب العام المصري، هشام بركات، ثم التنسيق مع "حماس" أمنياً، إلى التأكيد على اﻻتهام، مرة أخرى، أمس، ببيان حديث للنيابة العامة عن قضية اﻻغتيال، وفقاً للمصادر.

وتوضح هذه المصادر أن "السيسي، ومن قبله المسؤولين اﻻستخباراتيين، أكدوا لعباس دعم القاهرة الكامل له، ومصر ستركز في الفترة المقبلة على محاولة درء الخلافات، وتطمح إلى توطيد السلطة لقيادة فلسطينية موحدة". كما أطلع عباس المسؤولين المصريين على تطورات الوضع الداخلي الفلسطيني، والأزمات اﻻقتصادية والتمويلية التي تعاني منها حكومته.

وطلب عباس من السيسي دعم مصر باعتبارها عضواً في مجلس اﻷمن للمبادرات الدولية لإعادة الحياة إلى عملية السلام، وفي مقدمتها المبادرة الفرنسية التي أعلنت إسرائيل رفضها على الرغم من دعم العرب لها، بحسب المصادر.

وأصدر السيسي وعباس بياناً مشتركاً في نهاية اجتماعهما أكدا فيه على "أهمية وقف الممارسات، التي تؤدي إلى زيادة الاحتقان في الأراضي المحتلة، وضرورة وضع حد للاستيطان وتوفير الحماية اللازمة لأبناء الشعب الفلسطيني، وتهيئة المناخ اللازم لحل القضية الفلسطينية، وتضافر جهود المجتمع الدولي، خصوصاً المبادرات الدولية التي تدعو إلى ذلك على غرار المبادرة الفرنسية".


وقال السيسي في البيان إن "مصر ستواصل مساعيها الدؤوبة من أجل إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية". من جانبه، جدد عباس "رفضه استمرار الحكومة الإسرائيلية في سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية في ظل انسداد الأفق السياسي". 


وجدد دعوته إلى الإسراع بعقد مؤتمر دولي، وتوفير آلية دولية متعددة الأطراف لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين وفقاً لإطار زمني محدد.

في حين، أشاد عباس بالجهود المصرية الرامية إلى التوصل لحل للقضية الفلسطينية، مثمناً الدور المصري التاريخي في هذا الصدد وما تقوم به من تحركات على الساحتين الإقليمية والدولية بهدف توفير الحماية للشعب الفلسطيني ودفع جهود استئناف مفاوضات السلام قدماً، فضلاً عن دعمها التام لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فإن الرئيس الفلسطيني استعرض آخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، مشيراً إلى استمرار الحكومة الإسرائيلية بسياسة الاستيطان في الأرض الفلسطينية في ظل انسداد الأفق السياسي، مؤكداً على أهمية الإسراع بعقد مؤتمر دولي، وتوفير آلية دولية متعددة الأطراف لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين وفقاً لإطار زمني محدد.

إلى ذلك، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن القمة بين عباس والسيسي، تطرقت لـ "التفاهمات حول الحركة السياسية في المرحلة القادمة سواء ما يتعلق بالمبادرة الفرنسية، أو توقيت الذهاب إلى مجلس الأمن لطرح مشروع قرار حول الاستيطان".