استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء، نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وتناول اللقاء بينهما قضايا مكافحة الإرهاب والحرب في غزة، إضافة إلى العلاقات الثنائية.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقده الرئيسان، في وقت لاحق من الأربعاء، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، قال الرئيس التركي إنه بحث مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، قضايا فلسطين وسورية والعراق وأفغانستان.
وحول الهجمات الإسرائيلية على غزة، قال أردوغان، إنه اتفق مع الرئيس الإيراني، "على أهمية تجنب الخطوات التي من شأنها تهديد أمن واستقرار منطقتنا أكثر.. واتخاذ خطوات عاجلة نحو إقامة سلام عادل ودائم".
وشدد على ضرورة إنهاء الهجمات الإسرائيلية في غزة "فوراً" ودعم الأهالي هناك بالمساعدات.
وأدان أردوغان، بشدة "الهجوم الإرهابي الشنيع" الذي وقع في محافظة كرمان الإيرانية، في 3 يناير/ كانون الثاني الجاري، مؤكداً وقوف أنقرة إلى جانب طهران في مكافحة الإرهاب.
وأضاف: "تطرقنا إلى أهمية مواصلة تعزيز تعاوننا ضد التنظيمات الإرهابية التي تستهدف أمن بلدينا ومنطقتنا".
من جانبه، شدد الرئيس الإيراني إن تركيا وإيران متفقتان بشأن دعم فلسطين ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه، مؤكداً أن تركيا وإيران لديهما وجهات نظر مشتركة بشأن فلسطين.
وقال: "نتفق مع الرئيس أردوغان، بشأن القضية الفلسطينية، وضرورة منح الشعب الفلسطيني حقوقه". وأشاد بموقف تركيا، شعبا وحكومة، من الهجمات الإسرائيلية في غزة، واصفاً إياه بأنه "أمر يستحق التقدير".
وشدد رئيسي على أن "دعم أميركا والدول الغربية لجرائم الاحتلال الإسرائيلي وزعمهم الدفاع عن حقوق الإنسان يخلق مشكلة كبيرة"، ودعا المجتمع الدولي لـ"أخذ قرار يردع الاحتلال الإسرائيلي ويوقف جرائمه".
وأضاف: "أقمنا علاقات جيدة مع تركيا طيلة سنوات طويلة، ونريد أن نرتقي بهذه العلاقات إلى مستويات أعلى في المرحلة القادمة أيضاً"، مبيناً أن "إيران لا تتوانى عن محاربة الإرهاب وأمن إيران من أمن تركيا وكل المنطقة".
وخلال استقباله، أقيمت مراسم رسمية للرئيس الإيراني، حيث كان أردوغان في انتظاره عند المدخل الرئيسي للمجمع. فيما ضم الوفد التركي المستقبل وزراء الخارجية هاكان فيدان، والداخلية علي يرلي قايا، والخزانة والمالية محمد شيمشك، والثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي، والدفاع يشار غولر، والزراعة والغابات إبراهيم يوماقلي.
كما ضم وزراء التجارة عمر بولاط، والمواصلات والبنى التحتية عبد القادر أورال أوغلو، إضافة إلى رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة فخر الدين ألطون، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، ورئيسة البنك المركزي حفيظة غاية أركان.
وبعد الاستقبال توجه أردوغان ورئيسي لعقد لقاء ثنائي، ومن المنتظر أن يحضر الرئيسان عقبه الاجتماع الثامن لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين، ومراسم توقيع عدد من الاتفاقيات، وأن يعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً.
وكانت زيارة رئيسي إلى العاصمة التركية أنقرة، قد أُرجئت مرتين، حيث أعلن عنها للمرة الأولى في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، ثم في مطلع يناير/ كانون الثاني، لكنها أُجلت بعد تفجيرين تبناهما تنظيم "داعش" وأوقعا 89 قتيلاً.
وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، زار طهران مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، والتقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي أكد، في مؤتمر صحافي مشترك، اتفاق طهران وأنقرة على تفعيل الآليات الموجودة بينهما بشأن مختلف القضايا والسعي لإزالة العقبات عبر عقد اجتماعات تخصصية، لافتاً إلى أن "القضية الفلسطينية تشكل أولوية دول المنطقة.
من جهته، قال فيدان إنه بحث مع عبد اللهيان مواضيع ثنائية وأوضاع سورية ولبنان واليمن وأوكرانيا والقوقاز وليبيا، مضيفاً أنه في الملف السوري "بحثنا فرص التعاون بشكل أكثر عمقاً واتخاذ ما يمكن فعله".
(الأناضول، العربي الجديد)