اللجنة البرلمانية لتقصي الحقائق بهجوم أربيل: "ادعاءات إيران لا أساس لها"

15 مارس 2022
أكدت اللجنة أن المكان المقصوف منزل لإحدى العوائل العراقية (صافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -

وصلت لجنة من البرلمان العراقي برئاسة النائب الأول حاكم الزاملي إلى مدينة أربيل لتقصي الحقائق بشأن المواقع المستهدفة، ضمن مساعي حكومة إقليم كردستان وقوى سياسية في بغداد وأربيل، للرد على الادعاءات الإيرانية بأنها استهدفت مقرات للموساد الإسرائيلي.

 وتأتي زيارة الوفد البرلماني العراقي لأربيل بالتزامن مع وصول قيادات إيرانية في الحرس الثوري إلى العاصمة بغداد، وفقاً لما أكده مسؤولون عراقيون لـ"العربي الجديد"، قالوا إن الوفد يحاول شرح الموقف الإيراني ومنع توجه بغداد إلى تدويل الهجوم على أربيل.

والتقى الوفد البرلماني العراقي برئاسة حاكم الزاملي، وعضوية النائب الثاني للبرلمان شاخوان عبد الله، وعدد من أعضاء البرلمان من كتل وقوى مختلفة، فور وصوله، قيادات أمنية وحكومية مختلفة، أبرزها وزير الداخلية في إقليم كردستان، ريبير أحمد خالد، لمناقشة الهجوم الصاروخي الإيراني.

وكشف مسؤول كردي بارز في أربيل لـ"العربي الجديد"، عن أن لجنة تقصي الحقائق البرلمانية استمعت إلى شرح كامل بشأن المواقع التي استُهدِفَت بالصواريخ الإيرانية قبل أن ينتقل أعضاء اللجنة إليها، مؤكداً أن اللجنة كانت تضمّ آخرين من غير أعضاء البرلمان، اعتُبِروا خبراء تقييم من بغداد للتأكد من صحة الادعاءات الإيرانية من عدمها".

وتتألف لجنة تقصي الحقائق من النائب الأول لرئيس البرلمان، حاكم الزاملي، والنائب الثاني، شاخون عبد الله، وعضوية كل من: عطوان العطواني، وعباس الزاملي، وهريم كمال آغا، ونايف الشمري، وجميعهم أعضاء في البرلمان عن كتل برلمانية مختلفة، بينها تحالف "الإطار التنسيقي"، الحليف لطهران، وفقاً للمصدر ذاته الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، طالباً عدم ذكر اسمه.

وعقد النائب الأول لرئيس البرلمان، حاكم الزاملي، عقب تفقده مواقع القصف، مؤتمراً صحافياً قال فيه إنه "بعد إكمال تقصّي الحقائق، سندعو إلى جلسة نناقش فيها ما وصلنا إليه كلجنة لتقصي الحقائق".

وأكد أنه "من خلال تجوالنا في مكان الحادث، كان المكان المقصوف منزلاً لإحدى العوائل العراقية، تابع للشيخ باز"، مضيفاً: "دخلت كل الغرف، وكل ما وجدته يثبت أن المنزل تابع لعائلة عراقية".

وأضاف الزاملي أن "على دول الجوار أن تفهم أن العراق لا يهددها، بل هو مفتوح أمامها من أجل الاستثمار والعمل"، لافتاً إلى أن "جميع دول الجوار محترمة لدينا، ونرفض مثل هذه الهجمات بأي مكان في العراق"، مؤكداً أن "القرار عراقي، وهذا توجه جميع العراقيين الذين يرفضون أن يكون قرارنا مرتبطاً بأي دولة"، مشيراً إلى أن "هناك تحالفاً رباعياً بين العراق وإيران وروسيا وسورية لتبادل المعلومات فيما بينها، وكان من المفترض إبلاغ التحالف بكل الأمور".

وأكد وزير داخلية حكومة إقليم كردستان، ريبر أحمد، في المؤتمر الصحافي ذاته، أن كل المواقع والأماكن في إقليم كردستان مفتوحة أمام لجنة التحقيق بخصوص المبررات الواهية لقصف أربيل.

وأضاف: "يسعدنا وجود لجنة من البرلمان العراقي تضم كل الكتل لتقصي الحقائق والتحقيق في القصف الصاروخي الذي تعرضت له أربيل، ونشكرهم على دعمهم"، متحدثاً عن "رؤية مشتركة لمواجهة هذه التهديدات"، بين بغداد وأربيل، وأن "المكان الذي تعرّض للقصف مدني، وليس عسكرياً ولا يوجد فيه أي أجنبي، وهذه الصواريخ استهدفت المدنيين".

وختم بالقول: "نطالب الجارة إيران والحكومة العراقية والجامعة العربية بتشكيل لجنة دولية للتحقيق، فنحن لدينا سياسة واضحة في العلاقات الخارجية، ولدينا تنسيق كبير مع الحكومة الاتحادية، وسيتم لاحقاً الكشف عن الحقائق للشعب. ليس لدينا ما نخفيه، وسنشارك الجميع بالمعلومات الموجودة لدينا، وكل مناطق إقليم كردستان مفتوحة أمام لجنة التحقيق، حتى يعلم الجميع بأن مبررات القصف واهية ولا أساس لها على الإطلاق".

 وأمس، نفى رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وجود أي قاعدة إسرائيلية في إقليم كردستان. واعتبر الطرفان، بحسب بيان رسمي، الهجوم بأنه تطور جدي وانتهاك صارخ لسيادة العراق واعتداء يعرّض أمن وأمان واستقرار كل العراق للخطر"، وفي رد له عن مبرر الهجوم والزعم أن قاعدة إسرائيلية استُهدِفَت في أربيل، قال البارزاني إنها "حجة لا أساس لها".

من جهته، قال عضو التيار المدني العراقي محمد كرم، الذي وصل إلى جانب ناشطين سياسيين وحقوقيين إلى المكان المستهدف في أربيل، اليوم الثلاثاء، إنهم لم يجدوا مواقع سرية تحت الأرض، ولا مباني مغلقة، كما ذكر البيان الإيراني.

وأضاف كرم لـ"العربي الجديد"، أن "مسؤولي أربيل فتحوا المواقع المستهدفة أمامنا وتجولنا أكثر من نصف ساعة بالمكان. كان هناك منزل لتاجر وشيخ عشيرة بارز ومحطة تلفزيون ومزرعة، وكلها تعود إلى مواطنين"، مؤكداً أن أقرب صاروخ من القنصلية الأميركية كان يبعد بنحو 2 كيلومتر"، معتبراً أن اللجنة البرلمانية ستقدم تقريرها مع صور وفيديو وبشهادة خبراء أمن مستقلين قدموا من بغداد لهذا الغرض".

 وكان "الحرس الثوري" الإيراني قد تبنّى رسمياً قصف أربيل فجر الأول من أمس الأحد، مؤكداً، في بيان، أنه استهدف "المركز الاستراتيجي للمؤامرة والشر للصهاينة بصواريخ قوية ودقيقة"، معتبراً أن القصف جاء رداً على "الجرائم الأخيرة للكيان الصهيوني".

وسبّب القصف الإيراني موجة ردود فعل غاضبة دولية ومحلية، باستثناء مليشيات وقوى سياسية منضوية ضمن "الإطار التنسيقي"، رفضت التنديد بالقصف الإيراني، واعتبرته رد فعل على وجود مقرات تهدد أمن طهران داخل العراق.