رئيس لجنة التحقيق الأممية: الجمود في سورية لا يطاق والوضع غير آمن لعودة اللاجئين

22 سبتمبر 2023
انتقد مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة تقرير اللجنة (Getty)
+ الخط -

وصف رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية باولو بينهيرو، اليوم الجمعة، الجمود الحالي في سورية بأنه "لا يطاق"، قائلاً إن سورية حتى هذه اللحظة غير آمنة لعودة اللاجئين.

وقال بينهيرو، في كلمة خلال الدورة الرابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إنّ الحرب لم تنته بعد، ولا يوجد فائزون نهائيون، ويظل البلد بلداً غير آمن من أجل عودة اللاجئين.

وأضاف: "يفر شباب سورية اليوم من بلدهم بأعداد كبيرة، تاركين خلفهم دولة مجزأة واقتصاداً منهاراً وبيوتاً مدمرة. وفقدوا الشعور بأنهم يملكون مستقبلاً في بلدهم".

وأكد المسؤول الأممي أنه رغم الجهود الدبلوماسية لضمان استقرار الأوضاع في سورية، بما في ذلك من خلال إعادة قبولها في جامعة الدول العربية، يعاني السوريون من تفاقم القتال والاضطراب على العديد من الجبهات، ومن اقتصاد على وشك الانهيار، ومن استمرار الانتهاكات والاعتداءات المتصلة بحقوق الإنسان. وقال إنّه بعد ما يقارب 12 سنة، تواصل أطراف النزاع ارتكاب جرائم الحرب وانتهاك حقوق الإنسان الأساسية.

وشدّد رئيس اللجنة على أن التطبيع في غياب معايير واضحة وملموسة "لن يفضي إلى الخروج من المأزق، ومن شأنه أن يحكم على السوريين بالمزيد من المعاناة، والمزيد من الدمار، والمزيد من إراقة الدماء".

وأردف أنه في حال بقي الوضع كما هو، فإن البلاد ستشهد "المزيد من الأمهات وهي ترثي أبناءها أو بناتها من القتلى والمفقودين. وينبغي وضع معايير تسمح بمعالجة المظالم الحقوقية التي أدت إلى هذا النزاع".

وقال بينهيرو إنه خلال النصف الأول من عام 2023، تستمر عمليات القتل والاختفاء والتعذيب والاحتجاز التعسفي والنزوح وسلب الممتلكات، ليس فقط من طرف النظام السوري، بل كذلك من طرف ثلاثة من أبرز الجهات الفاعلة المسيطرة على ثلث أراضي سورية، وهي "هيئة تحرير الشام"، التي تُصنفها الأمم المتحدة جماعة إرهابية، و"الجيش الوطني السوري المعارض"، و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في شمال شرق سورية.

وتطرق بينهيرو في حديثه إلى تظاهرات السويداء قائلاً إنّه "من المدهش أن نرى السوريين في الشوارع يرفعون أصواتهم للمطالبة بالتغيير"، مؤكداً أن "التظاهرات تتزامن مع الانتقادات المتنامية للسياسيات العامة في كل المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، في سياق يشهد مستويات غير مسبوقة من الفقر والقمع السياسي المستمر".

وبخصوص ملف اللاجئين، قال رئيس اللجنة إنّ بعض اللاجئين العائدين من دول الجوار، بما في ذلك بعض الأفراد المُرحَّلين بشكل قسري من جانب سلطات حكومية، "يتعرضون إلى الاعتقال وسوء المعاملة من طرف القوات الأمنية السورية أو العصابات الإجرامية"، مضيفاً أن البعض منهم تعرَّض للابتزاز مقابل إطلاق سراحهم، بينما جرى تسليم البعض منهم إلى قوات الأمن، كما أصبح بعض الأفراد، من بينهم أطفال، في عداد المفقودين.

وحث بينهيرو النظام السوري على "الاهتمام والاستجابة بشكل إيجابي لتطلعات وحقوق السوريين المشروعة".

وختم بالقول إنّ "سورية تستحق منكم أكثر من هذا. إنّ الإبقاء على حالة جمود لا تشهد ظهور منتصر صريح، ولا مسارات واضحة لتحقيق السلام والعدالة، أمر يضمن فقط خسارة الجميع".

من جهته، انتقد مندوب النظام السوري الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة السفير حيدر علي أحمد تقرير المنظمة الدولية، وقال إنه "تقرير عبثي ومضيعة للوقت".

وقال سفير النظام، بحسب ما نقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري، إنّ التقرير يأتي تنفيذاً لأجندات الضغط والابتزاز السياسي، التي تمثل لجنة التحقيق الدولية المعنية بسورية إحدى أدواتها، مشيراً إلى أن تقارير اللجنة تؤكد أنها "مجرد أداة تحريض ضد سورية"، وتؤكد أيضاً صوابية موقف سورية بعدم الاعتراف بها وبقراراتها.

المساهمون