لجنة الإشراف الخماسية على وقف إطلاق النار في لبنان تعقد أولى اجتماعاتها

09 ديسمبر 2024
خلال دورية لقوات يونيفيل عند مدخل الناقورة جنوبي لبنان، 17 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عقدت اللجنة الخماسية اجتماعها الأول في الناقورة برئاسة اللواء جاسبر جيفرز لمراقبة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وسط استمرار الخروقات الإسرائيلية التي شملت استهدافات في جنوب لبنان.

- اجتمعت الولايات المتحدة وفرنسا ويونيفيل مع القوات المسلحة اللبنانية والإسرائيلية لتنسيق دعم القرار 1701، بهدف تعزيز التنسيق ومنع الخروقات الإسرائيلية، مع التأكيد على استمرار الاجتماعات بانتظام.

- وافق مجلس الوزراء اللبناني على خطة انتشار الجيش في جنوب الليطاني بالتعاون مع يونيفيل، مع التركيز على إزالة الأنقاض وتنظيف المناطق من القنابل العنقودية، وأهمية التعاون الدولي لوقف الخروقات.

عقدت اللجنة الخماسية لمراقبة تنفيذ قرار وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل اجتماعها الأول اليوم الاثنين برئاسة اللواء جاسبر جيفرز في مقرّ قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) في الناقورة، وذلك على وقع استمرار خروقات جيش الاحتلال والتي كان أبرزها استهداف سيارة قرب حاجز صف الهوا - بنت جبيل التابع للجيش صباحاً، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة 4 عسكريين بجروح متوسطة.

يأتي ذلك فيما أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيراً جديداً اليوم لسكان عشرات القرى جنوبي لبنان، يمنع بموجبه عودتهم إلى قراهم، وذلك حتى إشعار آخر، ترافق مع استهدافه أطراف بلدة مجدل زون، كما بلدة زبقين، ما أدى إلى تضرر منزلين واندلاع النيران بسيارة مركونة بجانبهما.

وأعلنت السفارتان الأميركية والفرنسية في بيروت، بالإضافة إلى "يونيفيل" في بيان مشترك عن عقد اجتماع في الناقورة حول التنسيق لدعم القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وبحسب البيان المشترك "اجتمعت الولايات المتحدة وفرنسا ويونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية والقوات الإسرائيلية في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري في الناقورة من أجل تنسيق دعمها لوقف الأعمال العدائية الذي دخل حيز التنفيذ في السابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي".

وأضاف البيان "كما ورد في إعلان الاتفاق، استضافت قوات يونيفيل الاجتماع الذي انعقد برئاسة الولايات المتحدة، بمساعدة فرنسا وبمشاركة القوات المسلحة اللبنانية والقوات الإسرائيلية، وسوف تجتمع هذه الآلية بوتيرة منتظمة وستنسّق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

وقالت مصادر لبنانية وفرنسية لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذا الاجتماع هو الأول وهو أكثر تنسيقاً والاجتماعات ستستمرّ على صعيد اللجنة الخماسية في الناقورة، كذلك التواصل والتنسيق بين الجانبين الأميركي والفرنسي، إضافة إلى يونيفيل، بهدف إحراز تقدم على صعيد الاتفاق وحمايته، وصولاً إلى تقويته وتدعيمه، منعاً لحصول أي خرق على المدى المتوسط والبعيد"، مشيرة إلى أنّ "الخروقات الإسرائيلية لا تزال مستمرة لكن سجل تراجع في وتيرتها، والجهود ستكثف لوقف هذه الخروقات بشكل كامل، مع حث جميع الأطراف على الالتزام التام بالاتفاق".

ويأتي هذا الاجتماع بعدما جال يوم الجمعة الماضي رئيس لجنة الإشراف الخماسية الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز والجنرال الفرنسي غيوم بونشان والعميد الركن اللبناني إدغار لاوندس، بالطوافة فوق قطاع جنوب الليطاني، للاطّلاع على الواقع الميداني، وذلك ضمن إطار متابعة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.

وعقد مجلس الوزراء اللبناني، أول من أمس السبت، جلسة استثنائية في "ثكنة بنوا بركات" في مدينة صور جنوبي البلاد، برئاسة نجيب ميقاتي، ومشاركة قائد الجيش العماد جوزيف عون، حيث وافق على خطة انتشار الجيش في منطقة جنوب الليطاني، وبدأ الجيش بالفعل بإرسال قواته إلى الجنوب، مع تأكيد الحاجة إلى عدد وعتاد وتجهيزات كثيرة، في حين تحدث قائد الجيش عن مساعدات ستصل إلى المؤسسة العسكرية قريباً.

وتبعاً للمقررات الصادرة عن الجلسة، ستجري إزالة الردم وأنقاض المباني المدمرة وتنظيف المساحات في الجنوب من القنابل العنقودية، وسينتشر الجيش على الحدود الشمالية والشرقية مع سورية، ويتخذ الإجراءات المناسبة تزامناً مع الأحداث هناك، كما جرت الموافقة على مشروع قانون يرمي إلى إعادة بناء المساكن المهدّمة جرّاء الحرب.

وقال ميقاتي في الجلسة إن "القرار 1701 الذي سيطبقه الجيش جنوب نهر الليطاني بالتعاون والتنسيق مع قوات يونيفيل هو الأساس لوقف إطلاق النار وانسحاب العدو من أرضنا المحتلة".

وأشار إلى أن "وجودنا في هذا الموقع بالذات، يؤكد مجدداً موقفنا الداعم للجيش والتعاون مع قوات يونيفيل، ومطالبتنا المجتمع الدولي ولا سيما الجهات الراعية للترتيبات الأمنية بالعمل الجاد والحاسم لوقف الخروقات المتمادية للعدو، وانسحابه من الأراضي التي يحتلها، والإسهام الفعلي بتنفيذ وقف إطلاق النار، والانتقال إلى وضعية الاستقرار الدائم المعزز بالكرامة والسيادة والحق".

على صعيد متصل، تسلّم وزير الدفاع الوطني موريس سليم، رسالة من نظيره الإيطالي غويدو كروسيتو ونظيرته الإسبانية مارغريتا روبلس، نقلها إليه سفير إيطاليا لدى لبنان فابريتسيو مارتشيلي وسفير إسبانيا لدى لبنان خيسوس سانتوس أغوادو، وهي عبارة عن نسخة من الرسالة الموجهة من نظيريه إلى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا إلى المرجعيات المعنية الأخرى حول دور القوة الدولية (يونيفيل) في تنفيذ القرار 1701، وفيها اقتراحات من أجل تطبيق فعال لترتيبات وقف إطلاق النار في لبنان ومنها ضرورة التنسيق الوثيق بين اليونيفيل واللجنة التقنية العسكرية.

وشدد سليم على التعاون الوثيق بين يونيفيل والجيش اللبناني لتنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته وعلى أهمية احترام دور القوة الأممية، بالتعاون مع الجيش بحسب المهام التي نصت عليها القرارات الدولية ذات الصلة.

وخلال اللقاء جرى التطرق إلى المستجدات الأخيرة في سورية، وأكد وزير الدفاع في هذا الإطار ضرورة تحصين الاستقرار في لبنان وتحييده عن تداعيات هذه المستجدات، حفاظاً على السلم الأهلي والتحلي بالوعي الوطني، تجنباً لأي تداعيات قد تنعكس على الأمن في البلاد، لافتاً في هذا السياق إلى دور الجيش المركزي في حفظ الأمن وحماية الحدود، من خلال ما يقوم به من تدابير وإجراءات صوناً للأمن الوطني، ودرءاً لأي مخاطر أو تطورات.