استمع إلى الملخص
- تتزايد التوترات الأمنية على الحدود اللبنانية مع تقارير عن نية الجيش الإسرائيلي البقاء في القرى الحدودية، مما يثير مخاوف من تجدد القتال مع حزب الله.
- تتجه الأنظار نحو جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، حيث يُطرح اسم العماد جوزاف عون كمرشح محتمل، وسط زيارات دبلوماسية تهدف إلى تحريك الملف الرئاسي.
على وقع التحولات الجذرية في لبنان العام الماضي، انطلاقاً من تداعيات العدوان الإسرائيلي عليه، دخلت البلاد مرحلة نشطة سياسياً، مع بدء زيارة وزيري الدفاع والخارجية الفرنسيين، سيباستيان لوكورنو وجان نويل بارو، أول من أمس الاثنين، بيروت، وترقّب زيارتين، إحداها لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، على رأس وفد رفيع المستوى، والأخرى للمبعوث الأميركي إلى لبنان عاموس هوكشتاين. وتبدو الحركة السياسية نشطة مع اقتراب المهلة التي حددها رئيس المجلس النيابي نبيه بري من أجل انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة برلمانية مقررة في التاسع من يناير/ كانون الثاني الحالي، وأيضاً مع اقتراب انتهاء مهلة الـ60 يوماً، لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، في 27 يناير الحالي، على وقع تتابع الخروقات الإسرائيلية.
وصل وزيرا الخارجية والدفاع الفرنسيان إلى لبنان مساء الاثنين
زيارة فرنسية إلى لبنان
ووصل لوكورنو وبارو، أول من أمس الاثنين، إلى لبنان حيث التقيا قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون فور وصولهما. وأورد الجيش اللبناني على منصة أكس (تويتر سابقاً)، أن الوزيرين الفرنسيين بحثا مع عون "سبل تعزيز علاقات التعاون بين جيشَي البلدَين، ومواصلة دعم الجيش في ظل الظروف الراهنة". كما التقى الوزيران، أمس الثلاثاء، جنود الكتيبة الفرنسية المنضوية في قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، في بلدة دير كيفا بجنوب لبنان لمناسبة حلول العام الجديد. وكتب لوكورنو على منصة أكس أن "جيوشنا ستبقى ملتزمة باستقرار لبنان والمنطقة"، لافتاً إلى أنه التقى أيضاً "الجنرال (غيوم) بونشان، ممثل فرنسا في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار"، التي تضم إلى جانب فرنسا، كلاً من الولايات المتحدة و"يونيفيل" ولبنان وإسرائيل. ويبلغ عدد عناصر الكتيبة الفرنسية في "يونيفيل" 677 جندياً من أصل 10251 عنصراً أممياً، وفق آخر تحديث لموقع "يونيفيل" الإلكتروني، صادر في 2 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وجاءت الزيارة الفرنسية مع تزايد المخاوف من عودة القتال بين حزب الله وإسرائيل، بعد كشف تقارير صحافية إسرائيلية، في "هآرتس" و"يسرائيل هيوم" في الأيام الماضية، عن وجود نية لدى جيش الاحتلال للبقاء في القرى الحدودية اللبنانية بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً لوقف إطلاق النار في 27 يناير الحالي. ونقلت الصحيفتان عن مصادر في الجيش الإسرائيلي تعليلها هذه الخطوة بـ"بطء انتشار الجيش اللبناني جنوبي نهر الليطاني". مع العلم أن الاحتلال لم ينسحب سوى من بلدتي الخيام وشمع في القطاع الشرقي، منذ إقرار وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وحافظ الاحتلال على انتشاره في القرى الأمامية، بل واظب على نسف وتفجير مبانٍ ومنشآت فيها. كما أصيب راعي ماشية في كتفه، أمس الثلاثاء، بطلق ناري أطلقه الاحتلال أثناء تفقده مزرعته الواقعة جنوبي بلدة رميش. كما وجّه جيش الاحتلال إنذاراً جديداً، أمس الثلاثاء، إلى سكان عشرات القرى الجنوبية اللبنانية مفاده "أنه حتى إشعار آخر يحظر عليكم العودة إلى بيوتكم".
والقرى هي الضهيرة، الطيبة، الطيري، الناقورة، أبو شاش، إبل السقي، البياضة، الجبين، الخريبة، الخيام، خربة، مطمورة، الماري، العديسة، القليعة، أم التوت، صليب، أرنون، بنت جبيل، بيت ليف، بليدا، بني حيان، البستان، عين عرب مرجعيون، دبين، دبعال، دير ميماس، دير سريان، حولا، حلتا، حانين، طيرحرفا، يحمر، يارون، يارين، كفر حمام، كفر كلا، كفر شوبا، الزلوطية، محيبيب، ميس الجبل، ميسات، مرجعيون، مروحين، مارون الراس، مركبا، عدشيت القصير، عين إبل، عيناتا، عيتا الشعب، عيترون، علما الشعب، عرب اللويزة، القوزح، رب ثلاثين، راميا، رميش، راشيا الفخار، شبعا، شيحين، شمع، طلوسة. في المقابل، لم تجتمع لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار الخماسية سوى مرتين في العاشر والثامن عشر من ديسمبر الماضي، من دون نجاحها في إجبار إسرائيل على تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق.
محمود قماطي: إما يلتزم الجميع بوقف النار أو لا يلتزمون
في السياق، أكد نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي، في حديث لقناة المنار، التابعة لحزب الله، مساء الاثنين، أنه "بالنسبة لاتفاق وقف إطلاق النار، فإما أن يكون هناك التزام من الجميع وإما لا يكون هناك التزام من الجميع أيضاً". وشدّد على أنه "التزمنا بالصبر 60 يوماً واليوم الـ61 سيكون يوماً آخر والموضوع سيتغير وتصبح القوات الموجودة قوات احتلال وسنتعامل معها على هذا الأساس". وأكد أن "اللبنانيين الجنوبيين سيعودون إلى بيوتهم وقراهم ولن يمنعهم أحد"، معتبراً أنه "فلتفهم أميركا ومعها فرنسا أن خطوطنا الحمراء لن نسمح بخرقها وجاهزون لكل الاحتمالات". وقال قماطي إن "مخزون المقاومة الصاروخي وكل قدراتها لا تزال موجودة وبقينا نطلق الصواريخ لآخر لحظة من الحرب". أيضاً، أعلنت شركة طيران الإمارات استمرار إلغاء رحلاتها من بيروت وبغداد وإليهما حتى 31 يناير الحالي.
تحريك الملف الرئاسي
في غضون ذلك، تُشكل الزيارتان المرتقبتان في الأيام المقبلة للوفد السعودي الرفيع المستوى، بقيادة وزير الخارجية فيصل بن فرحان، وللمبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين إلى بيروت، محطتان إضافيتان على صعيد ملفي اتفاق وقف إطلاق النار وانتخاب رئيس للجمهورية. في السياق، يدور الحديث حول إمكانية انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون في جلسة التاسع من يناير الحالي، وذلك وفق قاعدة حصوله على ثلثي عدد النواب (86 نائباً من أصل 128)، من الدورة الأولى، لتجاوز عقبة دستورية، إذ إن المادة 49 من الدستور تنصّ على أنه "لا يجوز انتخاب القضاة وموظفي الفئة الأولى، وما يعادلها في جميع الإدارات العامة والمؤسسات العامة وسائر الأشخاص المعنويين في القانون العام مدة قيامهم بوظيفتهم، وخلال السنتين اللتين تليان تاريخ استقالتهم وانقطاعهم فعلياً عن وظيفتهم أو تاريخ إحالتهم على التقاعد". وقائد الجيش لا يزال في الخدمة الفعلية. ووفق هذه المعادلة، فإن انتخاب عون، من دون تعديل دستوري، يحتاج إلى ضمانه ثلثي النواب من الدورة الأولى. ولم يحسم بعد العديد من النواب والكتل النيابية قرارهم رسمياً بعد بشأن انتخاب عون، غير أن النواب الـ13 للتيار الوطني الحر، بقياد جبران باسيل صهر الرئيس السابق ميشال عون (لا يمت بصلة قرابة إلى جوزاف عون)، يرفضون تأييد قائد الجيش رئاسياً.