لبنان: عون يبدأ الثلاثاء لقاءات ثنائية تشاورية مع رؤساء كتل نيابية

10 يناير 2022
عون مستقبلاً ميقاتي قبل مغادرة الأخير إلى مصر (الرئاسة اللبنانية/تويتر)
+ الخط -

يبدأ الرئيس اللبناني ميشال عون، غداً الثلاثاء، سلسلة لقاءات ثنائية مع عدد من رؤساء الأحزاب والكتل النيابية، بغرض عقد "الحوار الوطني" الذي دعا إليه في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ومناقشة الملفات الثلاثة الأساسية التي يطرحها: اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، الاستراتيجية الدفاعية، وخطة التعافي المالي والاقتصادي".

وأكدت أوساط قصر بعبدا لـ"العربي الجديد" أن اللقاءات التي تم الاتفاق حولها حتى الساعة هي، غداً مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" (تمثل حزب الله نيابياً) النائب محمد رعد، ورئيس "كتلة ضمانة الجبل" النائب طلال أرسلان، ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية إذا "ما لم يطرأ أي تعديل".

اللامركزية الإدارية لا تلغي الارتباط بالدولة المركزية

 

أما بعد غد الأربعاء فتمّ تحديد مواعيد مع "كتلة اللقاء التشاوري"، ورئيس "الكتلة القومية السورية الاجتماعية" النائب أسعد حردان، و"كتلة الطاشناق"، ورئيس "تكتل لبنان القوي" النائب جبران باسيل (صهر عون).

وتختلف وجهات النظر السياسية حول دعوة عون للحوار الذي لم يُحسَم مصيره بعد، بما فيها تلك التي أكدت تلبية الدعوة، وعلى رأسها حركة "أمل" بقيادة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، التي شدّدت على أنها لا تقف بوجه أي دعوة لحوار وطني، ولكنها أبدت تحفظها على توقيته وجدول أعماله.

وهو تحفظّ أبداه أيضاً رئيس الوزراء نجيب ميقاتي خلال لقائه عون يوم الجمعة الماضي، بينما اعتبر "الحزب التقدمي الاشتراكي" برئاسة وليد جنبلاط، أن الحوار تأخر جداً وعناوينه لا تلامس الواقع مع الإشارة إلى أن تلبيته للدعوة لم تحسم بعد رسمياً.

وأبلغ رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري عون، يوم الجمعة الماضي، اعتذاره عن عدم المشاركة لأن أي "حوار على هذا المستوى يجب أن يحصل بعد الانتخابات النيابية"، في حين أعلن "حزب القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع مقاطعة الحوار.

عون والبحث عن تسوية

وترى الأوساط المعارضة للحوار أن الرئيس اللبناني يبحث عن تسوية سياسية جديدة تنقذه في آخر 10 أشهر من عهده وتعيد تعويمه، كما أن الدعوة للحوار ليست الأولى له والتجارب السابقة في نفس الإطار لم تكن أبداً مشجعة.

وحاول عون تأكيد أهمية الذي دعا إليه، مشدداً على ضرورة أن يتخطى الخلافات السياسية البسيطة. ولفت خلال استقباله شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز، سامي أبي المنى، اليوم إلى أن "الخلاف السياسي لا يجب أن يوصلنا إلى خلاف وطني حول مبادئ جوهرية وأساسية، مثل الهوية والوجود ما قد يهدد وحدة لبنان وسيادته واستقلاله". وأمل الرئيس اللبناني دعم هذه اللقاءات "لأن الحوار يعنينا جميعاً وهدفه ليس تحقيق مصلحة حزبية أو شخصية".

وقال: "بالنسبة إلى دعوتنا إلى الحوار، فإن ردود الفعل كانت إيجابية، ولكن بدأت بعض التحفظات بالظهور، علماً أن برنامج اللقاء الحواري يقوم على ثلاث نقاط خلافية أساسية في لبنان، ونحن نسعى ليس إلى حلها قبل الانتخابات، ولكن على الأقل تخفيف حدة الكلام عنها، إذ لا نريد الاستمرار في صراع كلامي بين وقت وآخر".

وأضاف عون: "النقطة الأولى هي موضوع التعافي الاقتصادي وتوزيع الخسائر. كلنا نريد التعافي الاقتصادي، ولكن توزيع الخسائر نريده عادلاً. المصارف تحسم اليوم حوالي 80 في المائة من الأموال المسحوبة عند سحب الدولار. وإذا استمر هذا الأمر على هذا المنوال، سيخسر أصحاب الودائع الصغيرة كل ودائعهم".

استعداد مصري للإسهام في إيصال الغاز إلى لبنان

 

وأضاف أن "النقطة الثانية هي اللامركزية الموسعة الإدارية والمالية. أُعطي هذا الموضوع أبعاداً ليست واقعية. اللامركزية الإدارية لا تلغي الارتباط بالدولة المركزية، ولكنها تسمح بتحقيق الإنماء والازدهار في مختلف المناطق. أما النقطة الثالثة، فهي خطة الاستراتيجية الدفاعية التي يجب أن تُدرس، لأن لبنان بلد بالكاد يتمكن من الدفاع عن نفسه ضمن محيطه كي يحافظ على استقلاله وسيادته. وعلينا التعاطي بانضباط مع المشاكل والخلافات الدائرة في محيطنا، وأن لا نذهب إلى أكثر من ذلك".

في سياق متصل، أكد المكتب السياسي لحركة "أمل" بعد اجتماعه الدوري اليوم، أن "الحركة ورئيسها كانوا دائماً السباقين إلى الحوار بين المكونات اللبنانية وعلى أهميته كعنوان تلاق بين اللبنانيين على ثوابتهم المشتركة وعناصر قوتهم".

ميقاتي يلتقي السيسي

من جهة أخرى، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في مقر إقامته في شرم الشيخ، بعد الجلسة الافتتاحية لـ"المنتدى الشبابي الدولي" الذي تستضيفه مصر. وأفاد المكتب الإعلامي لميقاتي بأن السيسي "أكد التضامن الكلي مع لبنان خصوصاً في الضائقة التي يمر بها"، مبدياً "استعداد مصر للإسهام في إيصال الغاز المصري وفق المعاهدات الموقعة، وأعطى توجيهاته لتسهيل الموضوع والإسراع في تنفيذه".

وفي كلمته في المنتدى، قال ميقاتي: "إن الانتخابات النيابية التي ستجري في الربيع المقبل، سوف تشكل فرصة لشباب لبنان ليقولوا كلمتهم ويحددوا خياراتهم في ما يتوافق مع رؤيتهم للانخراط في ورشة الإنقاذ الوطني المنشود".

المساهمون