استمع إلى الملخص
- المقابر الجماعية والجرائم: توجد مقابر جماعية في محيط سجن صيدنايا ومقبرة نجها، ويُستخدم القتل لتوريط الجيش في الجرائم. تم تمديد رئاسة اللواء محمد كنجو للقضاء العسكري بسبب تشدده.
- قصة رستم غزالي: قام بتعذيب شاب لبناني وأطعم جسده لحيوانات. لقي مصرعه على يد زميله رفيق شحادة بسبب خلافات، وتمت تصفيته في المستشفى.
قالت مصادر سورية مطلعة لـ"العربي الجديد"، أمس الثلاثاء، إنه لا معتقلين أحياء في سجون نظام بشار الأسد المخلوع غير الذين جرى تحريرهم، بعد الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الحالي، ذلك أن قتلاً جماعياً ومنظماً كان يحصل في فروع الأمن وفي معتقلات الأسد بعد الإحالة إلى المحاكم الميدانية أو محاكم الإرهاب التي شكلها النظام عام 2012 في القضاء العسكري. فبعد وصول المعتقلين إلى مكان الاعتقال الأخير، لا يسمح بالبقاء على قيد الحياة لأحد غير الذين نجوا. كما أن حكم المحاكم الميدانية أو محاكم الإرهاب لا يمكن نقضه إلا بقرار من الرئيس، وهذا ما لم يفعله الأسد، حتى أن مقرّبين من الأخير حملوا له ملفات لمحكومين بالإعدام نتيجة وشايات كاذبة، أو اعترافات منتزعة بالعنف، ولم يصدُر قرار بالعفو أو إعادة المحاكمة.
مصدر: هناك مقابر جماعية في محيط سجن صيدنايا وفي مقبرة نجها بريف دمشق
وينصح مصدر في حديث لـ"العربي الجديد" بأن يتوجه البحث عن سجلات المعتقلين بشكل أساسي إلى سجلات القضاء العسكري في دمشق وغيرها. ورداً على سؤال عن أمكنة جثث المعتقلين، وما إذا هناك مقابر جماعية، يقول المصدر إن هناك مقابر جماعية في محيط سجن صيدنايا وفي مقبرة نجها بريف دمشق، وأخرى قرب أماكن القتال والمعارك، حيث كانت تفتح قبور جماعية لدفن الضحايا فيها. بإقامته نظام قتلٍ للمعتقلين، كان بشّار الأسد يورّط الجيش وأجهزة الأمن وأعوانها بهذه الجرائم ليستمرّوا بالولاء له. ومن ذلك مثلاً أنه مدّد للواء محمد كنجو من قرية خربة المعزة بريف طرطوس، رئاسته للقضاء العسكري عدة سنوات إضافية، وذلك لما عرف عنه من تشدّد وإجرام في أحكامه. ولم يجر استبداله حتى 2023 باللواء يزن الحمصي.
كان يجري ابتزاز الأهالي ليكون الحكم بالسجن بدل الإعدام أو بتخفيف الحكم لقاء أموال طائلة
المسار إلى معتقلات الأسد
المسار العادي في معتقلات الأسد هو أن تعتقل جهة أمنية وعسكرية، أو حتى بعض مجموعات "الشبّيحة" شخصاً ما، وإذا انتهى التحقيق معه تحوّله هذه الجهة إلى القضاء العسكري، لأن تهم الإرهاب التي يُعتقل الناس بحجّتها من اختصاص هذا القضاء. ولاحقاً تأخذه الشرطة العسكرية إلى مكان اعتقال، وتبدأ المحاكمة، وغالباً ما تكون محاكمة سريعة، أحكامها إعدام أو سجن مؤبد، وغالباً لا يخرج أحد منها بريئاً مهما كان وضعه. كما يجري ابتزاز الأهالي ليكون الحكم بالسجن بدل الإعدام، ولتخفيف الحكم مقابل أموال طائلة. وبعد الحكم، يؤخذ المعتقل إلى سجنه الأخير، بانتظار تنفيذ حكم الإعدام أو وفاته ضمن ظروف اعتقال صعبة، أو النجاة التي لا تحصل إلا لكل ذي حظ عظيم. تتمثل ظروف السجن في معتقلات الأسد بشدة الاكتظاظ وسوء التهوية والتغذية الرديئة ودوام التعذيب، وغياب الرعاية الصحية نهائياً. وعلى سبيل المثال فعندما اشتد حصار تنظيم "جيش الإسلام" على دمشق في 2018، جرى نقل المعتقلين من سجن عدرا إلى سجون الفروع الأمنية، وكانوا حينها حوالي 25 ألف سجين، منهم حوالي تسعة آلاف معتقل بتهمة الإرهاب، فيما كانت الوفيات كبيرة نتيجة ظروف الاعتقال، والنسبة الأكبر من الوفيات عند الأمن العسكري الذي يرأسه اللواء رفيق شحادة.
مغامرة رستم غزالي
يُروى من فظاعات رجال الأسد أن زوجة رئيس شعبة الأمن السياسي السابق، رستم غزالي، هربت إلى الإمارات، وساعدها في ذلك شاب لبناني، ثم استطاع غزالي أن يقنع الزوجة بالعودة، وتمكن من القبض على الشاب الذي ساعدها. لم يكتف غزالي بتعذيب الشاب بل أطعم جسده لحيوانات ضارية في مزرعته. لاحقاً لقي غزالي مصيراً أسود (قتل عام 2015) على يد زميله، رئيس شعبة الأمن العسكري رفيق شحادة، والسبب أن غزالي كان يتواصل، وهو يقوم بأعمال التهريب في المنطقة الجنوبية، مع قيادات الفرق والألوية العسكرية، الأمر الذي اعتبره شحادة تعدّياً عليه، موجهاً المسؤولين العسكريين بعدم التواصل مع غزالي، والتضييق على جماعته. لكن الأخير ردّ عليه بالمثل، فاستدعى الضابط في "الأمن السياسي"، العميد عدي غصّة، زوج أخت شحادة، الذي قتل بمسيّرة في أثناء اقتحام حماة بمسيّرة شاهين، للتحقيق معه بمخالفة بناء في منتجع الرمال الذهبية في طرطوس. واتصل شحادة بغزالي معنفاً، فركب الأخير سيارته إلى الأمن العسكري يريد مواجهة شحادة الذي استقبل ومعه مرافقته رستم بالضرب والركل، ما استدعى نقله إلى مشفى الشامي في دمشق، حيث قالت مصادر إنه جرت تصفيته هناك.