"كيهان" الإيرانية: تأخير الرد على اغتيال العالم فخري زادة مكلف ويجب مهاجمة إسرائيل سريعاً

06 ديسمبر 2020
إيران توعدت بالرد على اغتيال فخري زادة (الأناضول)
+ الخط -

لا تزال الأوساط الإعلامية والسياسية في إيران والعالم منشغلة بالحديث عن الرد الإيراني على اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زادة، يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بالقرب من طهران، وطبيعة الرد وتوقيته أيضاً.

ووسط ترجيحات بأنه على الأغلب لن يكون خلال الفترة المتبقية لولاية الرئيس الأميركي الخاسر دونالد ترامب وقبل مجيء الرئيس المنتخب جو بايدن، لما يحمل الأمر من الخطورة قد يشعل حرباً في المنطقة، قال مسؤولون حكوميون إيرانيون إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى جرّ طهران إليها.
إلا أن إعلاميين ووسائل إعلام وشخصيات محافظة مقربة من "الحرس الثوري" الإيراني، على عكس قناعة الحكومة الإيرانية، يرون أنه من الضرورة الرد "سريعاً" على الاحتلال الإسرائيلي، الذي تتهمه السلطات الإيرانية رسمياً بالوقوف وراء حادث الاغتيال، مع اتهامات أخرى للولايات المتحدة والسعودية بالتعاون معه، ومنظمة "مجاهدي خلق" المعارضة بالمشاركة في التنفيذ.

واليوم الأحد، نشرت صحيفة "كيهان" المقربة من دوائر صنع القرار في إيران، مقالاً في افتتاحيتها بقلم الكاتب الإيراني المحافظ سعد الله زارعي، حمل عنوان "لا يجوز تأخير الرد"، قائلا إن "الرد الإيراني على الإجراء الإرهابي ضد العالم النووي الصاروخي البارز للجمهورية الإسلامية، له أهمية أساسية إن حدث خلال الأيام المقبلة".
وأكد زارعي أن تأخير هذا الرد "مكلف" للبلاد، مشيراً إلى أن "هناك خطا سياسيا في خارج إيران وداخلها، يريد التسويق على أنه لن يكون هناك رد، وإذا كان سيكون في وقت آخر".
وأضاف الكاتب المحافظ أن "حديث شخصيات سياسية إيرانية أن الرد حق لإيران، وأن ذلك سيحدث في وقت مناسب، وأن الجمهورية الإسلامية لا تريد اللعب في ملعب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قد فُسر على أن إيران لن ترد"، لافتاً إلى أن هذه التصريحات "تشبه صراحة بيانات أحالت الرد إلى الوقت المناسب لكنه لم يحدث وإذا حدث لم يكن مناسباً".
واعتبر زارعي أن "استخدام هذه المفردات يجعل العدو بعد تصرفه الإجرامي غير مقلق على الرد الإيراني الجاد، حيث يصل إلى درجة من الاطمئنان ليلجأ إلى الدعاية العكسية بشأن جريمته".
وأشار إلى تصريحات مسؤول الملف الإيراني في البيت الأبيض، أليوت أبرامز، والتي قال فيها إن "إيران لا ترغب في الانتقام خلال الأسابيع المتبقية لولاية إدارة ترامب وقبل حفل تنصيب جو بايدن، لكي لا تخاطر بالمفاوضات المحتملة مع الإدارة الأميركية المقبلة ومسألة إلغاء العقوبات". ليعتبر زارعي أن هذه التصريحات "تهدف إلى الضغط على الجمهورية الإسلامية من الداخل لضبط النفس".

وأضاف "إنهم (الأميركيون) من خلال طرح موضوع التفاوض لرفع العقوبات يهدفون إلى دفع التيار الساذج الداعي إلى التفاوض في إيران للضغط على الجمهورية الإسلامية لعدم الرد على جريمة إسرائيل".
ودعت افتتاحية "كيهان" إلى ضرورة الرد على إسرائيل خلال الأيام المقبلة، معتبرة أن "الرد الإيراني المزلزل على إسرائيلي سيعني أن القواعد الأميركية في المنطقة ليست في أمن وأمان، لأنه في حال مهاجمة إسرائيل يعني ذلك مهاجمة أكبر قاعدة أميركية في المنطقة، وبعد ذلك لن يكون أي معنى لأمن الأسطول الخامس في البحرين والقواعد الأميركية في الإمارات".
وأضاف زارعي أن "توجيه إيران ضربة مؤلمة للكيان الصهيوني يعني إثباتها على أنها القوة المتفوقة في المنطقة"، معتبراً أن "الرد القوي على اغتيال العالم فخري زادة وبقية التصرفات الإجرامية للكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية خلال السنوات الـ10 الأخيرة يمكن أن يغير أوضاع المنطقة الراهنة".
وختم مقاله بالقول إن "رد إيران الشديد على الاغتيال له ثلاث تبعات على الكيان الصهيوني"، مشيراً إلى أنه "أولاً سيكسر الاقتدار الأمني والعسكري والسياسي لهذا الكيان، وتعقبه سلسلة حوادث أمنية ضده، وثانياً سيؤدي إلى فجوة كبيرة في إسرائيل وسجالات كثيرة فيها. أما ثالثاً فسيجهض مسار التفاوض العربي الإسرائيلي وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني".

المساهمون