كوريا الشمالية تطلق "مقذوفاً غير محدّد" وواشنطن تدعو مجلس الأمن لفرض عقوبات على بيونغ يانغ
أطلقت كوريا الشمالية "مقذوفاً غير محدّد" باتّجاه الشرق، بحسب ما أعلنته رئاسة أركان الجيش الكوري الجنوبي الأربعاء.
وقالت رئاسة الأركان، في بيان، إنّ "كوريا الشمالية أطلقت مقذوفاً غير محدّد باتجاه الشرق"، من دون مزيد من التفاصيل.
إلى ذلك، قال الجيش الأميركي، في بيان، إنّ الولايات المتحدة نددت بإطلاق كوريا الشمالية صاروخاً بالستياً اليوم الأربعاء، وحثت بيونغ يانغ على الامتناع عن المزيد من الأعمال المزعزعة للاستقرار.
وجاء في البيان "على الرغم من تقييمنا أنّ هذا الحدث لا يشكّل تهديداً مباشراً للعسكريين الأميركيين أو لأراضي الولايات المتحدة أو لأراضي حلفائنا، فإننا سنواصل مراقبة الوضع".
ومنذ مطلع العام أجرت بيونغ يانغ أكثر من عشر تجارب صاروخية من بينها خصوصاً إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات، في سابقة منذ 2017.
وعلى الرّغم من خضوعها لعقوبات صارمة، سرّعت كوريا الشمالية جهود تحديث قدراتها العسكرية، وأجرت هذا العام اختبارات على أسلحة محظورة، متجاهلة عروضاً أميركية لإجراء محادثات، في وقت حذّر مراقبون من احتمال استئناف النظام الكوري الشمالي تجاربه النووية.
والأسبوع الماضي، جدّد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون التهديد بأنّ بيونغ يانغ يمكن أن تستخدم "بشكل استباقي" أسلحة نووية لمواجهة قوات معادية. وقال خلال عرض عسكري ضخم أقيم في بيونغ يانغ في 25 إبريل/نيسان إنّه قد يلجأ إلى الأسلحة النووية إذا تعرضت "المصالح الأساسية" لكوريا الشمالية للتهديد.
وتأتي هذه التجربة الصاروخية الجديدة قبيل أيام من حفل تنصيب الرئيس الكوري الجنوبي الجديد المحافظ يون سوك يول، الذي سيتولّى مهامه في العاشر من مايو/أيار، وكان وعد باتخاذ موقف أكثر صرامة في مواجهة استفزازات الشمال.
واشنطن تريد أن يصوّت مجلس الأمن الدولي على عقوبات لكوريا الشمالية هذا الشهر
وفي سياق متصل، قالت ليندا توماس غرينفيلد السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، إنّ الولايات المتحدة تود أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال شهر مايو/أيار الجاري على فرض مزيد من العقوبات على كوريا الشمالية بسبب إطلاقها صواريخ بالستية في الآونة الأخيرة.
ووزعت الولايات المتحدة مسودة مشروع قرار على مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً الشهر الماضي، يقترح حظر التبغ وخفض صادرات النفط إلى كوريا الشمالية إلى النصف، وإدراج جماعة التسلل الإلكتروني "لازاروس" في القائمة السوداء.
غير أنّ روسيا والصين أشارتا بالفعل إلى معارضتهما لتشديد العقوبات. ويحتاج قرار مجلس الأمن إلى تسعة أصوات "نعم" لتمريره إذا لم يتم استخدام حق النقض (الفيتو) من جانب أي من الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس؛ روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وقالت غرينفيلد للصحافيين رداً على سؤال عما إذا كانت ستطرح مشروع القرار للتصويت: "نعتزم المضي قدماً بهذا القرار خلال هذا الشهر". وتتولى الولايات المتحدة رئاسة مجلس الأمن لشهر مايو/أيار.
وأضافت السفيرة الأميركية: "نحن قلقون جداً من هذا الوضع.. يحدونا الأمل بأن نتمكن من إبقاء المجلس موحداً في التنديد بأفعال كوريا الشمالية تلك".
وتخضع كوريا الشمالية لعقوبات الأمم المتحدة منذ عام 2006. ويشدد مجلس الأمن الدولي تلك العقوبات بشكل مطّرد منذ سنوات في محاولة لقطع التمويل عن برامج بيونغ يانغ للأسلحة النووية والصواريخ البالستية.
(فرانس برس، رويترز)