تعرّض زعيم المعارضة في كوريا الجنوبية، لي جاي ميونغ، للطعن في رقبته بسكين على يد مجهول خلال زيارة لمدينة بوسان جنوب شرقي البلاد اليوم الثلاثاء، بحسب الشرطة.
ونقل جاي ميونغ، زعيم الحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي في كوريا الجنوبية، جواً إلى مستشفى في العاصمة سول، لإجراء عملية جراحية بعد تلقيه علاجاً طارئاً في بوسان.
وقال قائد الشرطة في بوسان، سون جاي هان، خلال مؤتمر صحافي متلفز، إن المهاجم اقترب من لي وقال إنه يريد الحصول على توقيعه، ثم طعنه في الجانب الأيسر من رقبته بسكين.
وأضاف هان أن مسؤولي الحزب الديمقراطي القريبين من ميونغ تمكنوا من القبض على المهاجم قبل أن تعتقله قوات الشرطة.
وذكر قائد الشرطة أنه أمر بنشر 41 شرطياً في المنطقة للسيطرة على الحشود وإدارة حركة المرور، مشيراً إلى أن المشتبه به، 67 عاماً، أبلغ المحققين بأنه اشترى السكين -التي يبلغ طولها 18 سنتيمتراً- عبر الإنترنت، ولا تزال الشرطة تحقق في دوافع الهجوم.
ووقع الهجوم عندما كان زعيم المعارضة يسير وسط حشد من الصحافيين والمؤيدين، بعد الانتهاء من جولة داخل مطار جديد في بوسان.
وأظهرت لقطات مصورة ميونغ ملقى على الأرض، بينما كان أحد الأشخاص يضغط بمنديل على رقبته لوقف النزيف.
وقال جين جيونغ، شاهد عيان لمحطة (واي تي إن) التلفزيونية الكورية إن زعيم المعارضة في كوريا الجنوبية نزف لفترة طويلة.
وأظهرت مقاطع مصورة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، المشتبه به يرتدي تاجاً ورقياً كتب عليه "أنا لي جاي ميونغ"، بينما كان أشخاص يطاردونه.
وقالت الشرطة إن قوات الأمن اعتقلت الرجل على الفور.
وأثناء استجوابه، رفض ذكر اسمه أو سبب تنفيذه الهجوم، وفقاً لوكالة أنباء يونهاب.
من جانبه، وصف الحزب الديمقراطي الحادث بأنه "هجوم إرهابي على ميونغ وتهديد خطير للديمقراطية". وطالب الحزب الشرطة بإجراء تحقيق سريع في الحادث.
وعبّر رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، عن قلقه العميق إزاء صحة زعيم المعارضة، وأمر السلطات بالتحقيق في الهجوم.
وقال مكتبه إن الرئيس لن يتسامح مع مثل هذا العنف.
زعيم المعارضة في كوريا الجنوبية من أشدّ المنتقدين للرئيس الحالي
وخسر ميونغ الانتخابات الرئاسية الكورية عام 2022 أمام الرئيس الحالي، يون سوك يول، بفارق 0.7 نقطة مئوية، وهو أقل هامش جرى تسجيله على الإطلاق في الانتخابات الرئاسية الكورية.
وكان ميونغ، منذ هزيمته في الانتخابات، من أشد المنتقدين لسياسات يول.
وأضرب ميونغ عن الطعام 24 يوماً العام الماضي، احتجاجاً على ما وصفه بـ "فشل يول" في معارضة إطلاق اليابان مياهاً مشعة معالجة من محطة فوكوشيما النووية، بالإضافة لتعامله مع ملف الاقتصاد بعد جائحة فيروس كورونا، وسياساته المتشددة تجاه كوريا الشمالية.
ويواجه الرئيس الحالي مجموعة اتهامات بالفساد، ومن بينها تقديم خدمات غير قانونية لمستثمر حصد أرباحاً ضخمة من مشروع إسكان مشبوه في مدينة سيونغنام.
وكان يول عمدة المدينة لمدة عشر سنوات حتى 2018.
ونفى الرئيس ارتكاب أي مخالفات قانونية. ويشتهر يول، بتصريحاته اللاذعة، ويرى أنصاره أنه بطل مناهض للنخبة بإمكانه إصلاح مؤسسات البلاد، والقضاء على الفساد، وحل مشكلة عدم المساواة الاقتصادية المتزايدة.
ويعتبره منتقدون شعبوياً خطيراً يعتمد على تأجيج الانقسامات، وشيطنة خصومه المحافظين.
(أسوشييتد برس)