ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن اجتماع المجلس الأمني السياسي المصغّر (الكابينت)، الذي انعقد مساء الخميس وأفضى إلى الإعلان بشكل مسبق عن وقف لإطلاق النار من الجانب الإسرائيلي، أقرّ بأن العدوان الذي استمرّ 11 يوماً على غزّة "لم يسفر عن أية نتيجة عملياتية ناجحة على الأرض"، فيما عبّر الوزراء، وعلى رأسهم رئيس الحكومة نتنياهو، عن شكوكهم بأن الحرب ستنتهي بأجواء نصر لحركة "حماس".
وبحسب ما كشفت الصحيفة، فقد انتقد الوزراء المخابرات الإسرائيلية، ووصفوها بأنها "بائسة" لأنها لم تقدّم أهدافًا من شأنها "أن تغيّر الوقائع على الأرض"، وأكدوا أنه لم يتم تحقيق أي نجاح عملياتي.
كما كشفت سجالات الوزراء، بحسب الصحيفة، أن الطيران الحربي الإسرائيلي فشل في تدمير معظم الأنفاق الدفاعية لحركة "حماس"، والتي ظلّ يتردّد في الأوساط الإسرائيلية أنها إحدى المهمّات الرئيسية للعملية، وسط تركيز على ما يسمّى "مترو حماس تحت الأرض"، الذي زعم جيش الاحتلال، ونتنياهو نفسه، أنه وجّه ضربة مؤثّرة له، لا سيما في الليلة التي سرّب فيها المتحدث باسم الجيش لوسائل الإعلام الأجنبية خبرًا يفيد ببدء التوغل البري الإسرائيلي، قبل أن يتضح في اليوم التالي أنه كان مجرّد "خدعة" لإيقاع مقاتلي النخبة لدى المقاومة الفلسطينية في مصيدة الأنفاق التي كانت قوّات الاحتلال تعرف خارطتها.
كما وجّه وزراء آخرون انتقادات مردّها أن قوات الاحتلال لم تعمل داخل القطاع، واقتصر الهجوم فقط على الضربات الجوية.
وتساءل وزراء آخرون، كما تنقل "هآرتس"، كيف يمكن أن يتواصل إطلاق الصواريخ حتى نهاية العملية، وكيف لم يتمكّن جيش الاحتلال من اغتيال شخصيات بارزة في "حماس" على مدار الأحد عشرَ يومًا، لا سيما بعد أن زعم الأخير أنه حاول اغتيال القائد العام لـ"كتائب القسام"، محمد الضيف، مرّتين وفشل، فضلًا عن القصف الذي وجّهه صوب منزل رئيس "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، والذي انتهى بمجزرة دامية في شارع الوحدة.