نفت كندا مزاعم إسرائيلية عن تصريح وزير الهجرة الكندي مارك ميلر، خلال زيارته إلى تل أبيب قبل أيام، بدعم أوتاوا "الهجرة الطوعية" لسكان قطاع غزة إلى كندا.
وقال مستشار الاتصالات في الحكومة الكندية جيفري ماكدونالد، لوكالة "الأناضول"، إن كندا تعمل مع شركائها في المنطقة لإجلاء مواطنيها وحاملي الإقامات الكندية وأفراد عائلاتهم ممن تتوفر لديهم الشروط اللازمة من قطاع غزة، وتقدم التسهيلات اللازمة بخصوص ذلك.
وأضاف أن كندا ستطلق برنامجاً للهجرة يتيح لسكّان قطاع غزة الذين لديهم أقارب كنديون أن يتقدّموا بطلب للحصول على تأشيرة مؤقتة، على أن تعطي الأولوية لطلباتهم وعمليات تقييمها.
ونفى ماكدونالد صحة ما تداوله الإعلام الإسرائيلي بخصوص تصريح وزير الهجرة الكندي بدعم بلاده "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين إلى كندا، مؤكدا أن "هذه الأخبار كاذبة ولا صحة لها".
وكانت الحكومة الكندية قد أكدت وصول أكثر من 600 شخص جرى إجلاؤهم من قطاع غزة إلى كندا حتى 3 ديسمبر/كانون الأول الحالي.
يأتي ذلك بعد ما نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال، في اجتماع له مؤخرا مع نواب حزب الليكود في الكنيست، إن "مشكلتنا هي الدول المستعدة لاستقبال اللاجئين. نعمل على حل هذه المشكلة".
وفي كلمة له خلال الاجتماع، تطرق النائب داني دانون إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، لافتاً إلى أن وزير الهجرة الكندي "تحدث علناً" عن الأمر خلال زيارته تل أبيب. ودعا النائب الإسرائيلي إلى تشكيل فريق معني بهجرة الفلسطينيين إلى دول أخرى، ليرد عليه نتنياهو بالقول: "نعمل من أجل هذا".
ومنذ اليوم الأول للحرب، لم تخف إسرائيل رغبتها في تهجير الفلسطينيين، عندما اقترحت نقل الفلسطينيين إلى سيناء، وهو الأمر الذي رفضته السلطات المصرية بشكل قاطع، كما كُشف عن وثيقة داخلية إسرائيلية، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تحمل تصورًا حول إمكانية استيعاب الفلسطينيين في عدة دول من بينها كندا وإسبانيا واليونان ودول شمال أفريقيا وغيرها.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نشر عضوا لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي داني دانون عن حزب "الليكود"، ورام بن براك عن حزب يش عتيد، مقالاً مشتركاً في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، دعوا فيه إلى "إجلاء طوعي لعرب غزة إلى دول العالم"، وكتبا أن "المنظمات الدولية يمكن أن تلعب دوراً مركزياً في نقل سكان غزة الذين يرغبون بالقيام بذلك إلى البلدان التي توافق على استقبالهم".
يأتي ذلك فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة منذ 85 يومًا، مخلفًا أكثر من 21 ألف شهيد ونحو 56 ألف جريح، عدا عن الدمار الهائل الذي حل بالبنى التحتية في القطاع.
(الأناضول، العربي الجديد)