من المتوقع أن يتوجه غداً الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي وزعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار إلى العاصمة القطرية الدوحة، لإجراء المفاوضات مع قيادة "طالبان" السياسية حول انتقال السلطة وما جرى في كابول بعد سيطرة الحركة عليها قبل يومين.
وكان من المفترض أن يسافر كرزاي إلى الدوحة، وهو عضو مجلس الشورى الذي يضم أيضاً رئيس المجلس الأعلى الوطني للمصالحة عبد الله عبد الله، وزعيم الحزب الإسلامي قلب الدين، إلا أن الوضع في مطار كابول ووقف الرحلات التجارية والعادية من وإلى كابول قد أجلا تلك الزيارة.
وأجرى أمس حامد كرزاي وعبد الله عبد الله وقلب الدين حكمتيار لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة طالبان ورئيس لجنة الدعوة والإرشاد في الحركة الملا أمير خان متقي في كابول، وناقشوا معه المستجدات الأخيرة في كابول وقضية الحكومة الانتقالية وانتقال السلطة.
من جهته، قال الأكاديمي الأفغاني حسين سعيد، وهو من المقربين لحركة طالبان، إن "الاجتماع كان مهماً، ولكن الأمور باتت مرهونة بما يدور في الدوحة، تحديداً بين طالبان وبين أميركا وبين الأولى والوفد الذي سيزور الدوحة غداً برئاسة حامد كرزاي".
كما أضاف سعيد في حديث لـ"العربي الجديد" أن كلّ الجهود التي بُذلت حتى الآن لم تكلل بالنجاح ولم تصل إلى نتيجة، مشيراً إلى أن الأمور ستبقى خلال الأيام المقبلة على ما هي عليه، موضحاً أن العسكريين في حركة طالبان سيديرون البلاد لغاية تواصل الأطراف الداخلية إلى حل بشأن الحكومة القادمة.
وأكد سعيد أن "طالبان" تصرّ على أمرين مهمين لها حيال الحكومة القادمة هما: أن تكون الحكومة إسلامية، وأن تضم جميع الأطياف والأحزاب، فيما يصر المجتمع الدولي وأميركا والأحزاب الأفغانية الأخرى على رفض فكرة "الإمارة إسلامية" ويؤكدون ضرورة بقاء الجمهورية في البلاد.
وأوضح أن هذه الأحداث ولدت ضبابية كبيرة في المشهد، مشيراً إلى أن عدم حضور الوجوه السياسية إلى كابول إلى حد الآن وترك الأمور في يد العسكريين سيزيد الأمر سوءاً.
وكان الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي قد سبق أن أكد في تسجيل مصور له أنه في اتصال دائم مع القيادة السياسية والعسكرية في حركة طالبان من أجل انتقال السلطة، مشيراً إلى أنه قد يسافر إلى الدوحة من أجل التباحث مع القيادة السياسية للحركة حول ما جرى في كابول وحول مستقبل النظام في أفغانستان.