كردستان العراق: نشاطات مريبة لعناصر حزب "العمال" المعارض لأنقرة في السليمانية

03 يناير 2021
عناصر حزب العمال لا يزالون يمارسون نشاطات داخل إقليم كردستان (أليس مارتينز/Getty)
+ الخط -

على الرغم من الدعوات المتكررة، التي سبق أن أطلقت من قبل مسؤولين وسياسيين في إقليم كردستان، لخروج مقاتلي حزب "العمال الكردستاني" من مدن الإقليم، إلا أن الحزب لا يزال يمارس نشاطات يصفها مسؤولون وسياسيون في الإقليم بـ"المريبة"، لا سيما في محافظة السليمانية، كعمليات تجنيد الأطفال بعد اختطافهم وبشكل يكاد يكون دوريا، خاصة في القرى الحدودية العراقية مع تركيا وإيران. 
وقال عضو مجلس النواب في إقليم كردستان العراق عبد السلام برواري،  في إيجاز صحافي اليوم الأحد، إن حزب "العمال الكردستاني" دخل إلى السليمانية خلال سنوات الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي (2014 – 2017)، وقام بافتتاح معسكرات علنية بالمحافظة، متهماً الحزب بممارسة العمل العسكري وارتكاب جرائم خطف للأطفال. 

وأوضح أن حزب "العمال" يهدف من وراء أعماله تلك إلى تشويه صورة سلطات إقليم كردستان والقوى السياسية في الإقليم أمام المواطنين. 
ولفت برواري إلى أن بعض الجهات كانت تعتقد أن تقوية حزب "العمال الكردستاني" يمكن أن تلحق الضرر بالخصوم السياسيين، لكن الذين سبق أن سمحوا بنشاطاته (حزب العمال) في السليمانية ومهدوا الأرضية لوجوده، يشعرون الآن أنهم ارتكبوا عملا خاطئا. 
مسؤول محلي في محافظة السليمانية أكد، لـ"العربي الجديد"، أن العلاقة الوطيدة بين "العمال الكردستاني" وبعض الأحزاب التي تعمل في المحافظة منحت "الكردستاني" قدرا كبيرا من الحرية، على عكس مدينتي أربيل ودهوك، إذ فتح الحزب مقرات لمنظمات وجمعيات تابعة له وتحمل أحياناً مسميات أخرى إلا أنها تابعة له، مبيناً أن تحركات "الكردستاني" في السليمانية باتت مكشوفة ولا تنطلي على أحد. 
وأوضح أن أصابع الاتهام تشير نحو عناصر "العمال الكردستاني" بالوقوف وراء عدد غير قليل من الجرائم التي ترتكب في السليمانية، إلا أن نفوذه وعلاقته ببعض الأحزاب يجعلانه بعيداً عن المحاسبة في كثير من الأحيان. 
وشدد عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة السليمانية، برزان حامد، على ضرورة إخضاع المراكز التابعة لحزب "العمال الكردستاني" إلى التحقيق، مضيفاً في حديث نقلته وسائل إعلام كردية "نحن في مجلس محافظة السليمانية جاهزون لاستقبال شكاوى المواطنين المتعلقة بهذه المراكز والتحقيق فيها". 

ولفت إلى أن أي مكان يمكن أن يهدد أمن وسلامة المجتمع، ويخرق القوانين الخاصة بالمقرات، يجب أن يخضع للتحقيق. 
يشار إلى أن برلمانيين وسياسيين عراقيين من محافظة السليمانية لا يخفون دعمهم العلني لحزب "العمال الكردستاني" الذي تصنفه تركيا على لائحة الإرهاب. 
وقالت عضو مجلس النواب العراقي السابق سروة عبد الواحد، في وقت سابق، إنها تعتبر قتلى حزب العمال "شهداء"، مبينة أنهم يقاتلون من أجل هدف يعملون لتحقيقه. 
وبعد انتخابات 2018، تمكن حزب "العمال الكردستاني" من التسلل إلى البرلمان العراقي من خلال تمكن يسرى رجب كمر، وهي من كوادر "حزب العمال الكردستاني"، من الحصول على مقعد برلماني عن محافظة السليمانية. 
وتترأس كمر حركة "حرية المجتمع الكردستاني" في السليمانية، وهي حركة تأسّست عام 2014 من قبل حزب "العمال الكردستاني" كواجهة له للعمل المدني والإعلامي، عقب اجتياح "داعش" للعراق، ودخول مسلحي "العمال الكردستاني" إلى محافظة نينوى وعدد من المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل. 


 

المساهمون