قال كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، إن مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 "تمضي إلى الأمام بشكل إيجابي"، لكنه أكد وجود "قضايا مهمة عالقة".
وجاءت تصريحات باقري كني، الثلاثاء، خلال لقاء مع أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية، نقلها اليوم الأربعاء، المتحدث باسم اللجنة محمود عباس زادة لوكالة "تسنيم" الإيرانية.
ونقل عباس زادة عن كبير المفاوضين الإيرانيين، قوله خلال الاجتماع إن الوفد الإيراني "لم يجر أي تفاوض مباشر مع أميركا"، مؤكدا أنه "في ظل الظروف الراهنة ليس واضحاً ما إذا كان التفاوض المباشر مع أميركا سيحقق أي نتيجة".
وأضاف "من حقنا إلغاء جميع العقوبات لكن حتى اليوم الطرف الآخر وافق على رفع جزء منها"، مشيراً إلى أن "ثمة مؤشرات وحقائق بالنظر إلى امتلاك الجمهورية الإسلامية الإيرانية أوراقا تظهر أن الظروف مهيأة للتوصل إلى اتفاق جيد على قاعدة رابح رابح لكن شريطة أن تكون لدى الغربيين الجدية وحسن النوايا".
وكانت أطراف مفاوضات فيينا قد اتفقت، الجمعة، على وقف الجولة الثامنة من المفاوضات لأسبوع اعتبارا من السبت الماضي، وتوجه الوفود إلى بلدانها للعودة بعد ذلك بقرارات سياسية لحل القضايا العالقة، بغية التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي.
واقتربت المفاوضات من "مرحلتها النهائية وهي تحتاج إلى قرارات سياسية"، وفق بيان للترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) المشاركة في المفاوضات.
وكان عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران، جليل رحيمي جهان أبادي، قد كشف، أمس الثلاثاء، في مقابلة مع "العربي الجديد" حصول "اتفاق تقريبا" حول المسائل النووية خلال مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، مؤكدا أن الخلافات بشأن رفع العقوبات "مستمرة".
وأضاف رحيمي جهان أبادي أن المفاوضات "تمضي إلى الأمام في مسار مقبول"، مشيرا إلى أنها "تجري ببطء لكن بأمل وآفاق إيجابية"، متوقعا أن تخوض إيران مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة إذا ما حصل اتفاق كامل حول المسائل النووية ودخلت المفاوضات عمليا مرحلة رفع العقوبات بعد ذلك. لكنه استدرك بالقول "لا حاجة" لهذه المفاوضات راهنا.
وأوضح البرلماني الإيراني أن "ملف رفع العقوبات بحاجة إلى المزيد من التفاوض"، قائلاً إن الإدارة الأميركية "تريد إخراج جزء كبير من العقوبات من طاولة التفاوض باعتبارها عقوبات غير نووية ولا ترغب بإحداث أي تغيير في هذه العقوبات لكن إيران ترفض ذلك ولن تقبل به".
وتوقع المسؤول الإيراني أن "يحصل اتفاق قبل حلول عيد النوروز (رأس السنة الإيرانية في 21 مارس/آذار) بشأن البعد التقني والنووي، ثم تبدأ المفاوضات بشأن رفع العقوبات بمشاركة الأميركيين". وأضاف أن الاتفاق على رفع العقوبات قد يؤجل إلى ما بعد النوروز.