رشح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف علي خان إسماعيلوف لمنصب رئيس الوزراء، اليوم الثلاثاء في كلمة أمام البرلمان، في جلسة بثها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة.
وسارع إسماعيلوف بالموافقة على الترشيح، وصوّت مجلس النواب لصالح تعيينه في المنصب. وشغل إسماعيلوف، 49 عاماً، منصب النائب الأول لرئيس الوزراء في الحكومة السابقة التي أقالها توكاييف الأسبوع الماضي، وسط اضطرابات عنيفة في الدولة الغنية بالنفط في آسيا الوسطى.
إلى ذلك، قال توكاييف للبرلمان إن منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تكتل عسكري تقوده روسيا، ستبدأ سحب قواتها من بلاده في غضون يومين. وأضاف أن القوات ستغادر الدولة الواقعة في آسيا الوسطى بشكل كامل خلالة مدة عشرة أيام.
وطلبت كازاخستان مساعدة عسكرية من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، بمشاركة روسيا، وسط الاضطرابات العنيفة التي ضربتها الأسبوع الماضي.
ولاحقاً، أعلن الكرملين، وفق "الأناضول"، أن قرار إخراج "قوات حفظ السلام" التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي من كازاخستان من حق الأخيرة، ولا يحق لأحد الاعتراض على ذلك.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، إن الدولة التي طلبت دخول "قوات حفظ السلام الجماعية" إلى أراضيها هي التي يحق لها أيضاً البت بإخراجها، في إشارة إلى كازاخستان، وأضاف: "هذا نتيجة تحليلهم ولا يحق لنا الاعتراض على ذلك".
وفي سياق آخر، اتهم الرئيس الكازاخستاني مرشده القوي وسلفه نور سلطان نزارباييف بالمساهمة في نشوء "طبقة ثرية" تهيمن على هذا البلد الغني بالنفط وعلى سكانه.
وقال توكاييف: "بسبب الرئيس السابق، ظهرت في البلاد مجموعة من الشركات المربحة جداً وطبقة من الأغنياء جداً"، فيما تسيطر بنات الزعيم السابق وأصهرته وأحفاده وغيرهم من الأقرباء على مناصب مهمة للغاية ومصالح اقتصادية في البلاد الواقعة في آسيا الوسطى.
اعتقال قرابة 10 آلاف شخص خلال الاضطرابات الدامية
أمنياً، قالت وزارة الداخلية في كازاخستان، اليوم الثلاثاء، إن قوات الأمن اعتقلت 9900 شخص خلال الاضطرابات التي وقعت الأسبوع الماضي.
وتقول الجمهورية السوفييتية السابقة الغنية بالنفط إن المباني الحكومية تعرضت للهجوم في عدة مدن كبرى، بعدما تحولت الاحتجاجات على ارتفاع أسعار وقود السيارات إلى أعمال عنف، بعدما كانت سلمية في بادئ الأمر.
وقال الرئيس قاسم جومارت توكاييف إن من بين المهاجمين "مسلحين إسلاميين من دول آسيا الوسطى وأفغانستان، وكذلك من الشرق الأوسط".
ونقلت وسائل إعلام محلية الأحد، عن وزارة الداخلية، قولها إن التقدير الأولي لقيمة الأضرار المادية الناجمة عن هذه الاضطرابات بلغ حوالي 175 مليون يورو.
وسُجّل نهب أكثر من مائة متجر ومصرف وتدمير أكثر من 400 سيارة، وفق ما أكده المصدر نفسه.
وكان رئيس كازاخستان قد قال، الإثنين، إن بلاده نجت من محاولة انقلاب دبرتها ما سماها "مجموعة منفردة. وفي كلمة ألقاها أمام اجتماع لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي بقيادة روسيا عبر رابط فيديو، أكد استعادة النظام في البلاد، لكنه أشار إلى أن ملاحقة "الإرهابيين" مستمرة.
وأضاف: "تحت ستار احتجاجات عفوية، اندلعت موجة من الاضطرابات، وأصبح من الواضح أن الهدف الأساسي هو تقويض النظام الدستوري والاستيلاء على السلطة. إننا نتحدث عن محاولة انقلاب".
وقال الرئيس: "الصفعة الأساسية وُجهت إلى مدينة ألما آتا. وسقوط هذه المدينة كان من شأنه أن يمهد الطريق للسيطرة على الجنوب ذي الكثافة السكانية العالية، ثم على البلد بأسره... ثم كانوا يخططون للاستيلاء على العاصمة". وتابع أن عملية واسعة النطاق "لمكافحة الإرهاب" ستنتهي قريبا إلى جانب مهمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي قال إنها تضم 2030 جنديا و250 قطعة من المعدات العسكرية.
تركيا: نرحب برئيس الوزراء الجديد وتخفيف حدة التوترات في كازاخستان
"علماء المسلمين" يدعو للاستجابة لمطالب الشعب الكازاخستاني
دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشعب الكازاخستاني وحكومته إلى "تقديم مصالح البلاد واستقلالها وسيادتها وأمنها، والحفاظ على ثرواتها ومكتسباتها وكرامة أهلها وجعلها فوق كل اعتبار".
وطالب الاتحاد، ومقره في الدوحة، في بيان أصدره اليوم الثلاثاء، الحكومة الكازاخستانية بـ"الاستجابة للمطالب الشعبية بتوفير الأمن والعدل الاقتصادي والرفاهية، والقضاء على الفساد بجميع أنواعه، والسماح بالمظاهرات السلمية".
كما طالب الاتحاد المتظاهرين بعدم الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة، قائلاً في البيان: "لا يقابل الظلم - حتى لو ثبت- بالظلم والعدوان، فالضرر والإضرار والعدوان محرمة في الإسلام وفي جميع الأديان"، مناشدا الجميع إعادة الأمن والأمان والاستقرار للبلاد حتى يتم الاستغناء عن القوات الأجنبية فوراً.
وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيانه، الذي وقعه رئيس الاتحاد أحمد الريسوني والأمين العام علي القرة داغي، إنه يتابع بمنتهى الألم والقلق ما يحدث في هذا البلد العزيز (كازاخستان)، داعياً الشعب الكازاخستاني وحكومته إلى الهدوء وحل المشاكل بالحوار الداخلي والاستجابة لمطالب الشعب.