استمع إلى الملخص
- التحركات الدولية والموقف الأميركي: تعتبر حماس الولايات المتحدة شريكًا في الجرائم الإسرائيلية، حيث لم تسفر زيارة بلينكن عن تقدم ملموس. تفتقر الإدارة الأميركية إلى الرغبة والقدرة على إنهاء الحرب.
- الجهود المصرية والموقف الإقليمي: شهدت القاهرة والدوحة حراكًا لإحياء المفاوضات، مع رفض مصر للعملية العسكرية في غزة وتحذيرها من عرقلة المساعدات. الإدارة الأميركية عاجزة عن الضغط على إسرائيل.
قال مصدر قيادي في حركة حماس، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إن "الحركة كانت ولا تزال تتعامل مع مقترحات وقف النار بغزة ومع جهود الوسطاء، سواء المصريين أو القطريين، بكل إيجابية"، مضيفاً: "لدينا خطوط حمراء أبلغنا بها كل الوسطاء على مدار الفترة الماضية، وهي تتعلق بالانسحاب الكامل من قطاع غزة وعودة كل النازحين إلى أماكن سكنهم من دون تفرقة بين الشمال والجنوب، وكذلك إدخال ما يلزم لشعبنا من إغاثة وإعادة إعمار".
وقال المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه لانخراطه الحالي في المفاوضات، إنه "في نهاية المطاف، سيتم الوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى، وفق مفاتيح يُتفّق عليها بيننا وبين الاحتلال عبر الوسطاء، لكننا في الحقيقة نرى أن الاحتلال لا يزال مصراً على تعنته وإجرامه بحق شعبنا، وكل حديث عن هدوء أو تهدئة مجرد فقاعات غير متوافقة مع ما يحدث على أرض الواقع من مجازر".
القيادي في حماس: ثوابت الحركة ومبادئها قبل السنوار كما بعده
وأكد القيادي الحمساوي أن "حديث الاحتلال عن اختلاف موقف حماس بعد استشهاد (رئيس حركة حماس) يحيى السنوار مجرد حديث أهوج لشخص لا يعرف كيف يُتخذ القرار في حماس، ولكن في العموم، فإن ثوابت حماس ومبادئها قبل السنوار كما بعده، نفس الطريق التي سار عليها أبناء شعبنا وقادته".
وحول التحركات الأميركية الأخيرة للتوصل إلى وقف النار بغزة قال القيادي في حركة حماس إنه "من حيث المبدأ، الحركة لا تنظر إلى الطرف الأميركي على أنه وسيط بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلي، بل هو شريك وداعم أساسي ورئيسي لكل هذه المجازر التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة على مدار أكثر من عام من الإبادة، هذا أولاً. ثانياً: الاحتلال الإسرائيلي يراوغ، ويساعده على ذلك الطرف الأميركي، ببث الحديث عن مقترحات جديدة كلما ارتكب الاحتلال مجازر". وأضاف المصدر أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني "بلينكن زار المنطقة، وهذا تكرر أكثر من عشر مرات على مدار أكثر من عام من الحرب، وبالتالي لا يمكن الثقة مطلقاً بالجانب الأميركي ولا بخططه، وليس لديه ما يكفي من الرغبة والقدرة على تنفيذ حل ينهي هذه الحرب، ولو أراد ذلك، لفعل قبل أن نصل إلى هذه المراحل من الوحشية الإسرائيلية التي نشاهدها الآن في شمال غزة".
حراك لإحياء مفاوضات وقف النار بغزة
وشهدت العاصمة المصرية القاهرة حراكاً على صعيد إعادة إحياء مفاوضات وقف النار بغزة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالتوازي مع الحراك الذي شهدته العاصمة القطرية الدوحة، خلال الساعات الماضية. وجاء الحراك بعد الزيارة التي قام بها بلينكن إلى المنطقة. وشارك، أول من أمس الخميس، مسؤولون عسكريون مصريون، تقدمهم مدير المخابرات الحربية وأحد مساعدي وزير الدفاع، إلى جانب رئيس جهاز المخابرات العامة الجديد حسن محمود رشاد، في اجتماع مع رئيسي جهازي الموساد ديفيد برنيع والشاباك رونين بار في القاهرة، لبحث وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
يأتي ذلك في وقت كشف فيه مصدر أمني أن فريقاً أمنياً مصرياً وعسكرياً رفيع المستوى التقى رئيس الموساد ووفداً من الشاباك. وأضاف المصدر الأمني المسؤول أن اللقاء يأتي في إطار الجهود المصرية المكثفة لعودة المفاوضات والتوصل إلى وقف النار بغزة وتحقيق الاستقرار في المنطقة. وأشار المصدر الأمني المسؤول إلى أن مصر أكدت للوفد الإسرائيلي رفضها العملية العسكرية الجارية في شمال قطاع غزة، كما أن مصر حذرت من خطورة استمرار إسرائيل في إعاقة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
كما زار وفد قيادي من "حماس"، ترأسه رئيس وفد التفاوض في الحركة خليل الحية، الخميس الماضي، القاهرة في زيارة خاطفة. وعلم "العربي الجديد" أن الزيارة، التي جاءت بناء على مطلب مصري في أعقاب اتصالات هاتفية جرت بين أكثر من طرف، استمرت نحو خمس ساعات فقط، وبحثت أطروحات أميركية ومصرية بشأن وقف النار بغزة وصفقة تبادل الأسرى.
أميركا متواطئة في الإبادة
ورغم هذا الحراك، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة مخيمر أبو سعدة في حديث لـ"العربي الجديد": "للأسف، الإدارة الأميركية الحالية متواطئة في جريمة الإبادة التي تحصل في غزة". وأضاف أن "زيارة بلينكن، لا أعتقد أنها ستنجح في وقف العدوان، فهذه تقريباً الزيارة رقم 11 إلى المنطقة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023"، مشدداً على أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين "نتنياهو واليمين المتطرف في إسرائيل ليسا معنيين بوقف الحرب، ولا يزالان يتحدثان عن النصر الكامل وإعادة احتلال غزة لفترة قادمة، وكذلك إعادة ترتيب الشرق الأوسط". وتابع: "ثانياً، الإدارة الأميركية عاجزة عن القيام بأي ضغط جدي على نتنياهو في خضم الانتخابات الأميركية التي ستجرى بعد أقل من أسبوعين من الآن. وهناك محاولات أميركية لإنقاذ كامالا هاريس من الخسارة في الانتخابات، ولكن للأسف، لا يوجد أي مجهود جدي لوقف الحرب والعدوان. وفي اعتقادي، زيارة بلينكن لن تختلف عن سابقاتها بوضع اللوم على حماس وحزب الله".
مخيمر أبو سعدة: الإدارة الأميركية عاجزة عن القيام بأي ضغط جدي على نتنياهو في خضم الانتخابات
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة بلينكن و(المبعوث الأميركي عاموس) هوكشتاين إلى لبنان، لا تُنتظر منها إمكانية النجاح في فرض مسار الحل السياسي سواء بالنسبة للبنان أو غزة. في الحالتين، يحمل الأميركي شروطاً إسرائيلية غير مقبولة، فضلاً عن أن نتنياهو مصمم على الاستمرار في الحرب، ويسعى إلى توسيعها إقليمياً من خلال ضربة قريبة لإيران تتجاوز المحددات الأميركية، وترغم إيران على الرد بقوة أشد وأوسع". وتابع عوكل: "نتنياهو يضمن عملياً الانخراط الأميركي إلى جانب إسرائيل، حتى لو خالف رؤيتها وطلباتها. المساعي الأميركية الأخيرة ليست سوى منح إسرائيل مزيداً من الوقت وإيهام العرب والمجتمع الدولي بأن واشنطن تسعى من أجل وقف الحرب، ولكنها لا تستطيع أن تفرض على إسرائيل ما لا تقتنع به حكومتها".