قيادي في "الجيش الوطني": نستعد للزحف تجاه محاور القتال شرقي حلب

23 نوفمبر 2022
"الجيش الوطني السوري" يتأهب لمساندة العملية التركية (مصطفى بطيس/ الأناضول)
+ الخط -

حصل "العربي الجديد" على معلومات خاصة من قادة عسكريين في "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا، تُفيد بأن فيالق "الجيش الوطني" الثلاثة تستعد اليوم الأربعاء للتحرك باتجاه مدينة جرابلس الواقعة ضمن منطقة "درع الفرات" بريف حلب الشرقي، وذلك استعداداً لتنفيذ عملية عسكرية برية باتجاه منطقة عين العرب (كوباني) التي تُسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بريف حلب الشرقي.

وأكدت المصادر أن العمل العسكري سوف يكون محدوداً ومن محورين، وسيقتصر فقط على منطقة عين العرب بريف حلب الشرقي، دون أن تستبعد أن يكون هناك محور آخر للمعركة على بلدة تل رفعت التي تُسيطر عليها "قسد" بريف حلب الشمالي.

وأشارت المصادر، التي رفضت الكشف عن اسمها لأسباب أمنية، إلى أنه خلال الساعات الماضية تم استهداف بنك أهداف لمواقع "قسد" عبر سلاح المدفعية والراجمات والمُسيرات التركية في محيط منطقة عين العرب وريف محافظة الحسكة، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف "قسد"، وتدمير عدة مقرات ونقاط عسكرية، وذلك من أجل إنهاك تلك المواقع قُبيل بدء العمل العسكري البري.

بدوره، قال قيادي عسكري في الفيلق الثاني التابع لـ"الجيش الوطني السوري" ويدعي الفاروق أبو بكر لـ"العربي الجديد"، إن "فيالق الجيش الوطني السوري رفعت الجاهزية القتالية استعداداً لتنفيذ أي عمل عسكري مرتقب خلال الأيام القادمة ضد مليشيات (قسد)".

وبحسب أبو بكر، فإن سلاح المدفعية الثقيلة التابع لـ "الجيش الوطني" استهدف مواقع "قسد" في مطار منغ، وبلدة مرعناز بريف حلب الشمالي، مؤكداً وقوع قتلى وجرحى في صفوف عناصر "قسد" نتيجة الاستهداف، وذلك رداً على عملية "قسد" في مدينة اعزاز ليل الثلاثاء، التي راح ضحيتها خمسة مدنيين نازحين من ريف إدلب الشرقي والجنوبي، بالإضافة إلى استهداف مليشيا "قسد" معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا شمالي محافظة حلب.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، أن بلاده ستشنّ "قريباً" عملية برية في سورية ضدّ المقاتلين الأكراد، بعد غارات جوية شنتها أنقرة على شمال سورية.

وقال أردوغان في خطاب متلفز، وفق ما نقلته "رويترز"، "حلّقنا فوق الإرهابيين لبضعة أيام بطائراتنا ومدافعنا ومسيّراتنا... إن شاء الله سنقتلعهم جميعاً قريباً بالدبابات والمدفعية والجنود".

ولفت أردوغان إلى أن القوات المسلحة التركية دمّرت معاقل لـ"الإرهابيين" شمالي سورية والعراق، رداً على هجوم إسطنبول. وقال: "قمنا بالردّ على الهجوم الإرهابي الدنيء في إسطنبول الذي أودى بحياة 6 أبرياء من خلال تدمير الأهداف الإرهابية شمالي سورية والعراق".

وكان البيت الأبيض قد أشار في تصريحات صحافية الثلاثاء إلى أن "تركيا تعاني من تهديد إرهابي ويحق لها الدفاع عن نفسها، لكن موقفنا من العمليات العابرة للحدود ثابت"، مضيفاً "نخشى أن تجبر عملية تركيا شركاءنا في قوات سورية الديمقراطية على تقويض قتالها ضد تنظيم (داعش)".

وتربط تركيا هجومها على مواقع "قسد" في سورية بتفجير إسطنبول الأخير، إذ تصنف أنقرة "وحدات حماية الشعب"، الجناح العسكري لحزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي"، جناحاً عسكرياً تابعاً لحزب "العمال الكردستاني" في سورية، وتتهم تركيا الأخير بالوقوف وراء هجوم إسطنبول.

وكانت تركيا قد أكدت وقوف "العمال الكردستاني" وراء التفجير الذي استهدف شارع الاستقلال في إسطنبول، وأدى إلى مقتل 6 أشخاص وجرح 81 آخرين، وتوعدت بالرد بعد اعتقال المتهمة بتنفيذ الهجوم أحلام البشير، ومجموعة مرتبطة بها، واتهام آخرين بالضلوع في التفجير، ونسبهم إلى التنظيم المصنف على لوائح الإرهاب.

المساهمون