مصادر لـ"العربي الجديد": قياديان في "الحرس الثوري" الإيراني يزوران بغداد لبحث قصف أربيل

15 مارس 2022
قاآني وصل إلى بغداد برفقة مسؤول آخر في "الحرس الثوري" (الأناضول)
+ الخط -

وصل، في ساعة متأخرة من مساء أمس الإثنين، إلى العاصمة العراقية بغداد، قياديان في "الحرس الثوري" الإيراني بعد يومين من القصف الصاروخي الإيراني الذي استهدف مدينة أربيل شمالي العراق، وسط رفض شعبي للهجمات الإيرانية ومطالبة حكومة مصطفى الكاظمي باتخاذ إجراءات واضحة حيال القصف.

وقالت مصادر سياسية مطلعة إنّ قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري"، إسماعيل قاآني، وصل إلى بغداد برفقة مسؤول آخر بـ"الحرس الثوري"، إضافة إلى السفير الإيراني السابق ببغداد، حسن دنائي فر، الذي يُعرف داخل الأوساط السياسية العراقية بأنه "مسؤول ملف العراق".

ووفقاً للمصادر ذاتها، التي اشترطت عدم كشف هويتها، فإنّ القيادات الإيرانية عقدت فور وصولها اجتماعات مع قيادات سياسية في "الإطار التنسيقي"، إضافة إلى زعماء مليشيات عراقية مسلحة حليفة لطهران، دون عقد أي اجتماع مع أي مسؤول أو شخصية حكومية لغاية الساعة التاسعة من صباح اليوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي.

وأكدت المصادر ذاتها لـ"العربي الجديد"، أنّ الوفد الإيراني ناقش مع قادة الفصائل المسلحة والقوى السياسية الحليفة لطهران ملف القصف الإيراني على أربيل والتأكيد مجدداً على الرواية الإيرانية بأنهم يمتلكون معلومات بوجود مقرات للاستخبارات الإسرائيلية في تلك المواقع، مرجحة أن تلتقي القيادات الإيرانية اليوم بجهات حكومية عراقية للغرض ذاته.

وتابعت المصادر قولها إنّ الزيارة قد تكون محاولة لمنع الحكومة العراقية من تقديم مذكرات احتجاج للأمم المتحدة بناء على طلب زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، وقيادات سياسية وحكومة إقليم كردستان العراق.

وحول ذلك قال النائب عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، الحاكم في إقليم كردستان العراق، ماجد شنكالي لـ "العربي الجديد"، إنّ "الحكومة العراقية مطالبة باتخاذ كافة الإجراءات الدبلوماسية المتاحة لها ضد العدوان الإيراني على سيادة العراق، من خلال رفع مذكرة احتجاج للأمم المتحدة أو الجامعة العربية وغيرها".

وشدد شنكالي على أنّ "تعامل الحكومة العراقية مع ملف قصف أربيل من قبل إيران، يجب أن يكون بعيداً عن أي تأثير وضغوطات سياسية أو خارجية"، محذراً من أنّ هذا الأمر "يهدد أمن العراق واستقراره، ويجب التعامل معه بشكل يحفظ للعراق سيادته ويمنع أي تجاوز عليه من قبل كافة دول الجوار والعالم".

وأعرب النائب العراقي عن اعتقاده بأنّ "عدم اتخاذ الحكومة العراقية موقفاً شديداً وحازماً تجاه قصف الحرس الثوري الإيراني لمدينة أربيل، سوف يدفع إيران وغيرها من الدول إلى الاستمرار في التجاوز على سيادة العراق وتهديد أمنه واستقراره ولهذا يجب العمل على هذا الملف من قبل بغداد، بعيداً عن أي تأثيرات وضغوطات سواء داخلية أو خارجية"، كما قال.

من جهته، اعتبر عضو "التيار المدني العراقي"، أحمد حقي، أنّ وصول قيادات من "الحرس الثوري" إلى بغداد، يؤكد أنّ "النهج الإيراني لا يريد التعامل مع العراق من إطار دولة لدولة، حيث لم يرسل وزير الخارجية أو أي مسؤول رسمي مدني، بل أرسل شخصيات عسكرية".

ودعا الحكومة إلى أن تقوم بتدويل الهجوم بالفعل "مستندة إلى الدعم الشعبي العراقي وأن تمضي بالإجراءات التي يجب أن تفعلها أي دولة تحترم سيادتها"، معتبراً أنّ "التصرفات الإيرانية تسهم في ابتعاد الفصائل والجماعات السياسية المرتبطة بها بشكل تدريجي ومستمر عن القاعدة الشعبية العراقية".

وكان "الحرس الثوري" قد تبنى رسمياً قصف أربيل، ليل السبت-الأحد، مؤكداً، في بيان، أنه استهدف "المركز الاستراتيجي للمؤامرة والشرارة للصهاينة بصواريخ قوية ودقيقة"، معتبراً أن القصف جاء رداً على "الجرائم الأخيرة للكيان الصهيوني المزور، وفي ضوء إعلاننا السابق أن الجرائم والأعمال الشريرة لهذا الكيان المشؤوم لن تمر من دون رد".

وتسبب القصف الإيراني بموجة ردود فعل غاضبة دولية ومحلية باستثناء مليشيات وقوى سياسية منضوية ضمن "الإطار التنسيقي"، رفضت التنديد بالقصف الإيراني واعتبرته رد فعل على وجود مقرات تهدد أمن طهران داخل العراق.