شنت قوات أمن النظام السوري، اليوم، حملة اعتقالات في ريف دمشق الجنوبي وريفها الشرقي خلال عمليات دهم نفذتها ضد العديد من المناطق، بالتزامن مع نشر حواجز واستنفار على مداخل ومخارج الأماكن التي شهدت عمليات الاعتقال، في حين فجّر مجهولون جسراً على الطريق الدولية "M4" في ريف إدلب، شمالي البلاد.
وقالت مصادر من جنوب العاصمة السورية دمشق، لـ"العربي الجديد"، إن أمن قوات النظام نفذ عمليات مداهمة لعدد من المنازل في بلدتي ببيلا وبيت سحم في أطراف مدينة دمشق الجنوبية، واعتقل عشرة أشخاص على الأقل واقتادهم نحو مدينة دمشق.
يرجح أن المعتقلين من المطلوبين للتجنيد الإجباري في صفوف النظام والمطلوبين على خلفية معارضة النظام
وبحسب المصادر، فإن عمليات المداهمة تمت على أماكن أُبلغ عن وجود الأشخاص المعتقلين فيها، ويرجح أن المعتقلين من المطلوبين للتجنيد الإجباري في صفوف النظام والمطلوبين على خلفية معارضة النظام سياسياً.
وجاءت الحملة في ريف دمشق الجنوبي بالتزامن مع حملة أخرى طاولت بلدة كفربطنا في ريف دمشق الشرقي، وجرى خلالها أيضاً اعتقال قرابة خمسة أشخاص في حي الكرم في وقت لم تعرف الأسباب وراء تلك الاعتقالات.
وذكرت مصادر "العربي الجديد" أن العملية في كفربطنا تزامنت مع إقامة حواجز على مداخل ومخارج المدينة وتفتيش دقيق للمارة، كما نشرت قوات النظام حواجز في منطقتي مديرا وحرستا.
وكانت قوات النظام قد شنت سابقا عدة عمليات مشابهة في الغوطة الشرقية والغربية طاولت عشرات الشبان ممن لم يخرجوا من تلك المناطق بعد سيطرة النظام عليها، وجل تلك العمليات كانت بهدف التجنيد الإجباري ضمن صفوف النظام.
وخضعت تلك المناطق في وقت سابق لعملية مصالحة وتسوية مع النظام عقب معارك عنيفة انتهت بتهجير الرافضين للتسوية نحو الشمال السوري، وخلّف هجوم النظام على تلك المناطق آلاف القتلى والجرحى ودمار مساحات واسعة منها.
منشورات إسرائيلية
على صعيد آخر، ألقى طيران إسرائيلي، اليوم، منشورات ورقية فوق مناطق في ريف محافظة القنيطرة، جنوبي سورية، بعد ساعات من تنفيذ قصف على مواقع للنظام جنوب دمشق.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن طيران الاحتلال الإسرائيلي ألقى منشورات ورقية على قرى وبلدات عدة في ريف القنيطرة الشمالي والأوسط، يقول فيها إن "حزب الله" اللبناني تحول في سورية من "ضيف إلى سيد".
وتضمن المنشور، الذي اطلع "العربي الجديد" عليه، أن "الفيلق الأول" في قوات النظام السوري قدم لـ"حزب الله الغالي والنفيس على طبق من ذهب"، مضيفا أن "الفيلق بجميع وحداته أصبح مضيفاً للحزب".
وخاطب المنشور من وصفهم بـ"عناصر الجيش السوري في الجنوب"، مبينا لهم أن النظام تخلى عن حمايتهم وسلامتهم ومصالحهم باستضافته للحزب.
وقال المنشور للجنود إن علاقة النظام بحزب الله وإيران "تمنع إعادة إعمار سورية"، محذرا: "إياكم والعمل لصالح الحزب، لن نسمح لأي جهة بزعزعة استقرارنا".
وجاء إلقاء تلك المنشورات بعد ساعات من قصف إسرائيلي طاول منطقة جبل المانع، جنوب ريف دمشق، وبلدة الرويحنة في ريف القنيطرة، وقالت مصادر محلية إن القصف طاول مواقع للنظام والمليشيات المدعومة من إيران.
وكانت مواقع للنظام والحرس الثوري الإيراني قد تعرضت، فجر الأربعاء الماضي أيضا، لقصف جوي إسرائيلي، وأعلن جيش الاحتلال توجيه ضربات لقواعد للنظام ردا على الانتشار الإيراني في الجنوب.
مقتل عنصر تسوية
إلى ذلك، قال الناشط أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن مجهولين يستقلون دراجة نارية هاجموا المدعو قاسم محمد الجباوي في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، ما أسفر عن مقتله على الفور.
وذكر الناشط أن الجباوي كان يعمل سابقا في "الهيئة الشرعية" التابعة للمعارضة السورية في مدينة إنخل قبل دخول المنطقة في عملية تسوية ومصالحة مع النظام.
وقتل أمس شخصان، بينهم نجل قيادي سابق في المعارضة، جراء هجومين من مجهولين في ريف درعا الغربي.
وشهد ريف درعا عموما ومدينة درعا عشرات العمليات المشابهة منذ دخول كافة مناطق المعارضة في اتفاق التسوية والمصالحة مع النظام، كما طاولت عدة هجمات مماثلة قوات النظام وكبدته خسائر بشرية.
تفجير جسر
إلى ذلك، تحدثت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، عن تفجير مجهولين جسرا على الطريق الدولي بالقرب من بلدة محمبل في ريف إدلب الغربي، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير.
وقالت المصادر إن الجسر المفجر يقع على الطريق الذي يشهد بين الحين والآخر دوريات مشتركة روسية تركية ضمن إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في مارس/ آذار الماضي.
ووفق المصادر، فإن غاية مفجري الجسر تعطيل الدوريات الروسية التركية المشتركة التي ينوي الطرفان تسييرها على الطريق الدولي لاحقا.
وكان مجهولون قد فجروا في وقت سابق "جسر الكفير" قرب قرية الكفير بريف إدلب الغربي، والواقع على الطريق الدولي "M4" أيضا وذلك باستخدام ألغام وعبوات ناسفة، ما أدى إلى دمار جزئي في بنية الجسر.
المعارضة تجدد قصف "قسد"
إلى ذلك، جدّد "الجيش الوطني السوري"، مساء اليوم، بدعم تركي، عمليات القصف المدفعي والصاروخي على مواقع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في شمال سورية، وذلك بعد ضبطه سيارة مفخخة قادمة من مناطق سيطرة "قسد" وتفجيرها في محيط قرية الزيدي بريف الرقة الشمالي شمال البلاد.
وقالت مصادر عسكرية من المعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، إن "الجيش الوطني السوري" قصف بالمدفعية والصواريخ مواقع لـ"قسد" في قريتي كورحسن وقزعلي في ناحية تل أبيض بريف الرقة الشمالي الغربي، وذلك بعد تفجير الجيش سيارة مفخخة قادمة من مناطق سيطرة المليشيات. ولم يتبين حجم الأضرار الناتجة عن القصف وفق المصادر.
وقالت المصادر إن السيارة المفخخة تم ضبطها في محيط قرية الزيدي بريف الرقة الشمالي قبل دخولها إلى القرية، حيث تم تفجيرها بعد اكتشاف أنها مفخخة، وكانت قد ركنت في المنطقة قبيل هروب السائق الذي قام بركنها في المنطقة إلى مكان مجهول.
وكانت مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" قد شهدت يوم أمس تفجير سيارتين مفخختين في ريف حلب، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص، بينهم أطفال وإصابة 50 شخصا على الأقل بينهم عناصر من الشرطة المحلية.
وتتهم المعارضة السورية بشكل رئيس مليشيا "قسد" بالوقوف وراء التفجيرات التي تضرب مناطق سيطرة "الجيش الوطني" والتي ارتفعت وتيرتها خلال الشهور الماضية وأودت بحياة المئات من المدنيين وعناصر الشرطة والجيش.
في المقابل أعلنت فصائل "الجيش الوطني" عن مقتل ثلاثة من عناصرها جراء الاشتباكات مع المليشيات في محيط مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي.
من جانبها، سيّرت الشرطة العسكرية الروسية دورية بالقرب من نقاط التماس بين المليشيات والجيش الوطني في محيط بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي، ضمن مناطق سيطرة "قسد" قرب الطريق الدولي "M4" الواصل بين الحسكة وحلب.