قطعت مجموعات مسلحة طرقاً عدة في محافظة السويداء، جنوبي سورية، صباح اليوم الاثنين، إثر توقيف أحد الحواجز الأمنية شاباً في دمشق، فيما رد الجيش وأجهزة الأمن بالانتشار المكثف عند دوار الكراجات الجنوبي لمدينة السويداء.
وأوضحت مصادر لـ"العربي الجديد" أن ما يزيد عن خمسين عنصراً، بقيادة ضابط برتبة عميد، انتشروا عند مدخل المدينة الجنوبي (دوار الباسل) بعتادهم الكامل مع آليات عسكرية، عقب الأنباء المتواترة عن احتجاز عناصر تتبع النظام السوري، عند حاجز برد في الريف الغربي، شباناً آخرين أثناء قطع الطريق الرئيسي عند بلدة عتيل.
وأوضحت المصادر أن التصعيد بلغ أشده عندما حصل إشكال بين أحد قادة الفصائل المحلية المسلحة وبعض عناصره، مع أحد عناصر الجيش في موقع انتشاره، انتهى بتبادل لإطلاق النار في الهواء من الجهتين، والتوعّد بالتصعيد.
الإعلامي حمزة المعروفي قال لـ"العربي الجديد"، إن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري "اعتقلت ثلاثة شبان في منطقة العباسيين في دمشق صباح أمس كانوا في طريقهم إلى حمص، وانقطع الاتصال معهم، إلى أن اكتشفت عائلاتهم، مساء أمس الأحد، أنهم محتجزون لدى أحد الأفرع الأمنية في دمشق، ومنهم رافي أسامة الشاهين المنحدر من محافظة السويداء، الذي هددت عائلته بالتصعيد ما لم يجر إطلاق سراحه".
وأضاف المعروفي أن "النظام يضغط على المحافظة وسكانها بشكل غير طبيعي، ما يدفع السكان إلى قطع الطرقات، واحتجاز عناصر من قوات النظام وأجهزته الأمنية".
وشهد الأسبوع الماضي حادثة مشابهة تمثلت بقطع طريق دمشق السويداء، إثر توقيف أحد الحواجز الأمنية شابين كانا في طريقهما إلى محافظة حمص أيضاً، فرفض المحتجون إطلاق ما يزيد عن خمسة عشر عنصراً وضابطاً حتى إطلاق الشابين من دمشق، على الرغم من تدخل وجهاء وضباط كبار في جيش النظام لحل المعضلة.
الشاب ماجد الأحمد قال إن سلطات النظام السوري هي "السبب في أي تصعيد يحصل، فهي تمنع الشبان الباحثين عن العمل من التحرك وتحتجزهم بلا سبب، وتزيد التضييق على أهالي المحافظة، من خلال التقارير الكيدية التي تمنع السكان من التحرك خارج المحافظة، وهدفها التضييق العلني بدون تقديم حلول للمشاكل المستعصية على الحل".
ويلجأ عدد كبير من شبان محافظة السويداء للسفر إلى حمص، ومنها تهريباً إلى لبنان، لعدم قدرتهم على دفع الرسوم أو الحصول على موافقة للذهاب بشكل نظامي إلى لبنان، وغالباً ما يقعون في مصيدة عصابات الخطف المنتشرة في ريف حمص الغربي، أو يقعون في قبضة الحواجز الأمنية، ولكن رغم كل ذلك لا يزالون يحاولون الهرب بأي ثمن.