قوات الدعم السريع في السودان: لن نرفع سلاحنا ضد الجيش

26 فبراير 2023
عبد الرحيم دقلو هو شقيق قائد الدعم السريع (فيسبوك)
+ الخط -

تعهدت قوات الدعم السريع، اليوم الأحد، بعدم توجيه السلاح ضد الجيش السوداني بسبب خلاف ظاهر بين الطرفين منذ عدة أشهر، مستنكرة بشدة ما أسمته الحملات ضدها واستفزازها وتشويه صورتها.

جاء ذلك على لسان القائد الثاني لقوات الدعم السريع، عبد الرحيم حمدان دقلو، وهو الشقيق الأكبر لقائد قوات الدعم السريع نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) أثناء خلال مخاطبته ضباط وضباط صف وجنود قوات الدعم السريع، بمقر رئاسة القوات بالخرطوم.

وأوضح دقلو أنه لن يحدث اشتباك بين قواته والجيش السوداني، قائلاً "إخوانكم في الجيش مستحيل أن يرفعوا في وجهكم السلاح، أو أن نرفع في وجههم السلاح، كلنا يد واحدة نبني وطننا العزيز، ونعيده إلى وضعه الطبيعي دون تفرقة أو شتات".

واستنكر ما أسماه الحملات الإعلامية الممنهجة في الأيام الماضية، والتي يقف خلفها من أطلق عليهم "أصحاب أغراض". وأوضح دقلو أنها تهدف إلى استفزاز قوات الدعم السريع وتشويه صورتها والتأثير على معنوياتها "بسبب سيرها في الطريق الصحيح، المتمثل في حماية الوطن وحراسة حدوده، والمحافظة على أمن المواطنين العزل، والوقوف مع رغبة الشعب".

وفيما أكد أن تلك الحملات لن تؤثر على القوات، بل تزيدها قوة وصلابة، جدد دقلو، موقف قوات الدعم السريع مع مبدأ الجيش الواحد وإصلاح المؤسسة العسكرية.

ولفت إلى أن الجيش وإخوانهم في قوات الدعم السريع، وشابات وشبان ثورة ديسمبر المجيدة، قدموا أرتالاً من الشهداء من أجل الوطن. كما أعاد الالتزام بالوقوف مع إرادة وتطلعات الشعب السوداني والذي بدأ في 11 أبريل/ نيسان 2019، تاريخ سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير وتجدد عقب انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول، واستمر بوقوف قوات الدعم السريع مع الاتفاق الإطاري. وشدد بالقول "لن تتغير هذه المواقف أبداً".

ويدور خلاف علني منذ أسابيع بين قائد قوات الدعم السريع والجنرالات في مجلس السيادة على رأسهم قائد الجيش ورئيس المجلس عبد الفتاح البرهان، والذين جددوا في أكثر من مناسبة التأكيد على ضرورة دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني كواحد من شروط دعمهم للاتفاق الإطاري، الموقّع في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2022، بين قوى مدنية والمكون العسكري، وتستند إليه عملية التسوية السياسية المدعومة من المجتمع الدولي.

وسخر عبد الرحيم حمدان دقلو في كلمته، من محاولات البعض التكسب من خلال استعطاف الجماهير، مشيراً إلى أن رغبة الشعب السوداني، لا يمكن اصطناعها بين يوم وليلة. وأشار إلى أن هناك جملة من الشائعات منتشرة في وسائل الإعلام، لإضعاف القوات، ومن بينها شائعة تقليص رواتب القوات، موضحا أن هناك إجراءات قامت بها وزارة المالية، لحوكمة ولايتها على المال العام، وأن تلك الإجراءات شملت جميع مؤسسات الدولة، بما في ذلك جميع القوات النظامية.

وأمس السبت، قال الفريق ياسر العطا عضو مجلس السيادة، أنه لا يمكن لدولة تحترم نفسها أن يكون بها جيشان وشدد على أهمية دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة جنبا لجنب مع قوات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام السوداني.

وتتزايد المخاوف في السودان من مواجهة محتملة بين الجيش والدعم السريع بسبب الخلافات بين الطرفين حيث دعم قائد الدعم السريع بقوة الاتفاق الإطاري الذي تم التوقيع عليه في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول الماضي بين العسكر والمدنيين فيما يضع الجيش شروطاً للمضي به للأمام أهمها استيعاب قوى سياسية أخرى ضمن التسوية السياسية وليس حصرها على قوى إعلان الحرية والتغيير. كما يتهم قائد الدعم السريع قائد الجيش بالسماح بعودة فلول النظام القديم للسلطة عقب انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

وأكد حميدتي الأحد الماضي التزامه بالاتفاق الإطاري بخصوص توحيد الجيش، وأنه لن يسمح لعناصر "النظام البائد" بالوقيعة بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، مقرّا بـ"خطأ" مشاركته في انقلاب 25 أكتوبر (نفذه البرهان)، مشيرا إلى أنه "أصبح بوابة لعودة النظام البائد".

المساهمون