قوات الدعم السريع ترتكب مجزرة في ود النورة وسط السودان: 100 قتيل وإدانات

05 يونيو 2024
لاجئون سودانيون فروا من الحرب في الرنك بجنوب السودان، 14 فبراير2024 (لويس تاتو/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة في قرية ود النورة بالسودان، مما أسفر عن مقتل العشرات بينهم صحافي وشقيقه، بعد حصار القرية وإطلاق النار من أسلحة متنوعة.
- لجان مقاومة وأحزاب سودانية بما في ذلك حزب الأمة القومي وحزب المؤتمر السوداني أدانت المجزرة بشدة، مطالبة بالتحقيق ومحاسبة المرتكبين وإنهاء الانتهاكات ضد المدنيين.
- المبعوث الأمريكي توم برييلو ناقش الوضع في السودان مع حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، معبرًا عن أسفه للآثار الإنسانية لأفعال مليشيات الدعم السريع ودعا إلى وقف الحرب.

ارتكبت قوات الدعم السريع اليوم الأربعاء، مجزرة مروعة أودت بحياة العشرات في قرية ود النورة بولاية الجزيرة وسط السودان، بحسب ما كشفت مصادر لـ"العربي الجديد".

وروت المصادر أن "قوات الدعم السريع حشدت عشرات المركبات القتالية وحاصرت القرية الواقعة في محلية القرشي، على الحدود مع ولاية النيل الأبيض، لعدة ساعات منذ الصباح، ثم أطلقت وابلاً من النار من الأسلحة الخفيفة والثقيلة قبل اقتحام القرية، مما أدى إلى مقتل العديد من أهالي القرية، بينهم صحافي وشقيقه". وتشير تقارير محلية إلى أن عدد القتلى وصل إلى 80 شخصاً، فيما قال حزب الأمة القومي إن ما يزيد عن المائة قتيل سقطوا جراء الهجوم، ولم يتسن حصر الجرحى.

كما أفادت مصادر أخرى بأنّ "طيران الجيش حاول التدخل بشن غارات على تجمعات الدعم السريع المهاجمة وتمكن من تفريقها، إلا أن القوة عادت مجدداً لترتكب المجزرة وتنهب القرية، مما تسبب في نزوح الأهالي".

إدانات سودانية لمجزرة قوات الدعم السريع

من جهتها، دانت لجان مقاومة مدينة ود مدني، مركز ولاية الجزيرة، الحادثة، وحمّلت المسؤولية كاملة لقوات الدعم السريع. كما دان حزب الأمة القومي الهجوم على القرية وعلى جميع قرى ولاية الجزيرة.

بدوره، قال حزب الأمة القومي، في بيان له، إنه يدين المجزرة البشعة ويحمّل قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن "إزهاق الأرواح البريئة واقتحام القرية مهما كانت المبررات". وأضاف أن "إقحام المواطنين الأبرياء في الحرب اللعينة من الطرفين يشكل جريمة حرب تستوجب الإدانة والتحقيق ومحاسبة مرتكبيها"، مجدداً مطالبته قوات الدعم السريع بعدم اقتحام القرى ووقف "انتهاكاتها المستمرة بحق المواطنين العزل بولاية الجزيرة".

إلى ذلك، قال حزب المؤتمر السوداني، إنه يدين بشدة "الجريمة البشعة" لقوات الدعم السريع، وكل جرائمها في ولاية الجزيرة منذ سيطرتها على معظم جغرافيتها، داعياً قيادة تلك القوات إلى "التوقف فوراً عن ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات في حق الأبرياء العزل في الجزيرة وغيرها". وأكد الحزب، في بيان له، أن لا مناص من مثول مرتكبي جرائم وانتهاكات حرب 15 إبريل/ نيسان، أمام منصات العدالة، مشيرًا إلى أنه يبذل جهودًا رفقة حلفائه في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية من أجل إنهاء وإيقاف الحرب عبر الطرق السلمية التفاوضية.

وتعاني القرى بولاية الجزيرة منذ انسحاب الجيش في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، من انتهاكات واسعة بواسطة قوات الدعم السريع بلغ ضحاياها مئات الأشخاص، وأدّت إلى نزوح مئات الآلاف من الولاية. ويتسبب قطع شبكة الاتصالات عن أجزاء واسعة من الولاية في صعوبة رصد كل الانتهاكات.

ودخلت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ إبريل/ نيسان الماضي عامها الثاني، وأودت بحياة نحو 15 ألف مدني، وتسببت بنزوح ولجوء ما يقارب ثمانية ملايين شخص إلى مناطق آمنة وإلى دول الجوار مثل مصر وتشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا.

من جهة أخرى، قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، في منشور على "إكس"، إنه استقبل مكالمة هاتفية من المبعوث الأميركي، توم برييلو، ناقش فيها الوضع في السودان عموماً، وعلى نحو خاص الأوضاع في إقليم دارفور ومدينة الفاشر. وأطلع مناوي الدبلوماسي الأميركي على ما تقوم به "مليشيات" الدعم السريع والآثار الإنسانية الكارثية جراء ذلك، وأبان أن المبعوث عبّر عن بالغ أسفه وطالب بوقف الحرب.