قمة للاتحاد الأوروبي تبحث العلاقات مع تركيا: هل تفرض عقوبات؟

10 ديسمبر 2020
قد يفرض الاتحاد عقوبات على شركات تركية تنقب في شرق المتوسط (Getty)
+ الخط -

يعقد زعماء الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، قمة في بروكسل تبحث العلاقات مع تركيا، وسط مخاوف من فرض عقوبات على أنقرة، على خلفية أعمال التنقيب في المياه المتنازع عليها في البحر المتوسط، التي تثير خاصة غضب اليونان.

واستبق رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، القمة بالإعراب عن أمله في ألّا يُقدم الاتحاد الأوروبي على قرارات من شأنها تعميق أزمة الثقة القائمة بين أنقرة وبروكسل.

وقال، اليوم الخميس، في كلمة ألقاها خلال مشاركته في ندوة حول أوضاع شرقي المتوسط، نظمتها جامعة أنقرة في مقر البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة، وفق ما أوردته "الأناضول"، إن جهات دولية (لم يسمّها) تعمدت تصعيد التوتر في شرق المتوسط، عقب بدء تركيا فعاليات البحث والتنقيب في تلك المنطقة، وإبرامها اتفاقية بحرية مع ليبيا. 

وأضاف شنطوب أنه من غير الممكن تقييم الأزمات الحاصلة في سورية وليبيا ولبنان وفلسطين بمعزل عمّا يجري في شرق المتوسط، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى عدم الرضوخ لإملاءات اليونان وإدارة قبرص الرومية، واتخاذ قرارات تضرّ بالعلاقات بين أنقرة والاتحاد.

وقد أفادت مسوَّدة بيان مسرَّبة أعدها زعماء الاتحاد الأوروبي للموافقة عليها في قمتهم المقررة، اليوم الخميس، بأنّ الاتحاد سيفرض عقوبات على المزيد من الأتراك والشركات التركية المسؤولة عن أعمال التنقيب في شرق المتوسط.

وتنص مسوَّدة البيان، التي اطلعت "رويترز" عليها، على أنّ الاتحاد "سيُعدّ قوائم إضافية" إلى قائمة العقوبات المعدة بالفعل منذ 2019، "وسيعمل على توسيع نطاقها إذا تطلب الأمر".

وما زالت المفاوضات بشأن البيان، الذي يقع في صفحتين، جارية. ووفقاً لتصريحات دبلوماسيين مطلعين على المناقشات، فإنّ اليونان وقبرص الرومية، اللتين تتهمان تركيا بالتنقيب عن النفط والغاز قبالة الجرف القاري لكل منهما، تعتقدان أن العقوبات لا تصل إلى مدىً كافٍ.

ويدرس زعماء الاتحاد الأوروبي ما إذا كانوا سينفذون تهديدهم في أكتوبر/ تشرين الأول بفرض عقوبات على تركيا بسبب أعمال التنقيب قبالة قبرص واليونان.

"الناتو" يدعو القمة الأوروبية إلى انتهاج موقف إيجابي تجاه تركيا 

من جهة أخرى، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، أوروبا إلى انتهاج موقف إيجابي خلال المحادثات المتعلقة بتركيا في قمة زعماء الاتحاد الأوروبي.

وقال ستولتنبرغ، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا اليوم الخميس: "هناك خلافات يجب أن نناقشها، لكن في الوقت نفسه يجب أن ندرك أن تركيا جزء من الحلف والعائلة الغربية".

وأضاف: "نحتاج جميعاً إلى انتهاج موقف إيجابي في أثناء النظر في الخلافات المتعلقة بتركيا في قمة زعماء الاتحاد الأوروبي". وأشار إلى أن الحلف وضع آلية لفض النزاع بين تركيا واليونان تستند إلى هذا النهج الإيجابي.

ووصف الوضع في شرق المتوسط بأنه "صعب"، مشيراً إلى أن القضية نوقشت أيضاً في اجتماع وزراء خارجية الناتو الأسبوع الماضي.

وشدد ستولتنبرغ على أن تركيا حليف مهم في الناتو، وأنها تؤدي دوراً مهماً في محاربة "داعش" الإرهابي على حدودها مع سورية والعراق. وأضاف أن تركيا استضافت عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين، وأنها الدولة الأكثر تعرضاً للضرر من الهجمات الإرهابية.

وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، قد قالوا بعد اجتماعهم التحضيري للقمة، يوم الاثنين، إنّ تركيا أخفقت في المساعدة في حل خلاف مع اليونان وقبرص، العضوين في الاتحاد، على موارد الغاز الطبيعي في شرق المتوسط، لكنهم تركوا قرار فرض عقوبات على أنقرة لقمة الاتحاد الأوروبي المقررة اليوم الخميس.

وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في تصريح صحافي عقب الاجتماع، إنّ الدبلوماسية أُوجدت لحل الخلافات سلماً عبر الحوار، وإن الاتحاد الأوروبي يحاول القيام بذلك مع تركيا.

أما وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، فقد شدد في تصريحات صحافية عقب الاجتماع، على ضرورة مواصلة الاتحاد الأوروبي الحوار مع تركيا. 

وقال ماس: "نعتقد بضرورة مواصلة الاتحاد الأوروبي الحوار مع تركيا من حيث المبدأ". وأشار إلى أن جهود ألمانيا لم تفلح بعد في تحقيق توافق (مصالحة) بين اليونان وقبرص الرومية من جهة، وتركيا من جهة أخرى.

ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي يرغب في أن يحصل إجماع بين أعضائه على كيفية الرد على تحركات تركيا شرقي المتوسط. 

ولفت إلى أن التطورات في شرق البحر المتوسط تُوتر العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، مشدداً على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة، بسرعة في هذا الصدد، بمشاركة أكبر من قبل المجتمع الدولي.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أكد، أمس الأربعاء، أنّ أي عقوبات محتملة ضد تركيا قد تتخذها القمة الأوروبية، اليوم الخميس، "لا تعني أنقرة".

وقال، في مؤتمر صحافي عقده الرئيس التركي في مطار "أسن بوغا" بالعاصمة أنقرة، قبيل توجهه في زيارة رسمية إلى أذربيجان، إنّ "أي عقوبات محتملة ستُتَّخَذ بحق تركيا في القمة الأوروبية المرتقبة الخميس لا تعني أنقرة".

وبخصوص تصريحات رئيس وزراء اليونان الأخيرة، قال الرئيس التركي: "في الواقع، هم من يتهربون من الحوار، لم يجلسوا إلى طاولة المفاوضات قَطّ". وتابع: "إذا تصرفت اليونان بصدق كدولة جارة، فإننا سنتمسك بدورنا بموقفنا المؤيد للجلوس إلى طاولة المفاوضات".

وقبله طالب وزير الخارجية التركية مولود جاووش أوغلو، اليوم الثلاثاء، الاتحاد الأوروبي بأن يتمتع بالنزاهة خلال أداء دور الوسيط في الخلافات بين أنقرة وأثينا. وأكد جاووش أوغلو، في مؤتمر صحافي مع نظيره المجري بيتر زيجارتو في العاصمة أنقرة، أنه لا يمكن حلّ المشاكل مع الاتحاد الأوروبي إلا بالحوار والدبلوماسية.

بدوره، قال الوزير المجري، وفق "الأناضول"، إنّ قسماً مهماً من أمن أوروبا بيد الأتراك، سواء أعجب ذلك الأوروبيين أو لم يعجبهم. وأضاف زيجارتو: "على الاتحاد الأوروبي أن يشكر تركيا التي تستضيف 4 ملايين مهاجر"، مبيناً أنّه لولا الدور التركي، لشهدت البلقان موجات هجرة غير نظامية لمئات الآلاف من الأفراد.

المساهمون