قمة الفرنكوفونية تناقش ملف الأزمات السياسية في الدول الأفريقية

20 نوفمبر 2022
تناقش القمة العديد من الملفات الشائكة (Getty)
+ الخط -

دخلت قمة رؤساء دول وحكومات الفرنكوفونية مرحلتها النهائية، اليوم الأحد، في جزيرة جربة في تونس، باجتماع مرتقب يخصص للتداول في الأزمات السياسية التي هزت مؤخراً دولاً أفريقية ناطقة بالفرنسية، مما أثر في غياب الثقة لدى المواطنين.

وخُصّص اليوم الأول لطرح مسألة الرقمنة كمحرّك أساسي للتنمية، بالاضافة إلى نقاشات حول مطالب 88 عضواً في المنظمة الدولية للفرنكوفونية لتدعيم دورها الدولي.

ويجتمع القادة ورؤسات البعثات، اليوم الأحد، ضمن لقاءات مغلقة لطرح موضوع "غياب ثقة المواطن".

وقالت الأمينة العامّة للمنظّمة الروانديّة لويز موشيكيوابو، لوكالة "فرانس برس" قبل القمة، إنها ستحاول إثارة هذا الموضوع لتحفيز قادة دول القارة.

وفي تقديرها، فإن "التمرد الذي نراه لدى الشباب الناطق بالفرنسية في أفريقيا سببه خيبة الأمل من السياسة" و"إحباط" تجاه "الطبقة الحاكمة".

وأضافت الأمينة العامة للمنظمة أن "هذا ليس رفضاً للغة الفرنسية على الإطلاق"، وذلك يؤثر على فرنسا.

وتخصص ورش عمل أخرى، اليوم الأحد، لريادة الأعمال التي تخص الشباب والمرأة، قبل افتتاح المنتدى الاقتصادي.

توترات

هنالك ثلاثة أهداف رئيسية للمنظمة منذ تأسيسها في العام 1970، وهي دعم انتشار اللغة الفرنسية عبر برامج ومناهج تعليمية، وتطوير التعاون الاقتصادي داخل فضاء فرنكوفوني يضم 321 مليون ناطق بالفرنسية، فضلاً عن المشاركة ولعب دور الوساطة خلال الأزمات والصراعات الدولية.

وشددت الأمينة العامّة، أمس السبت، على أنّ المنظّمة قادرة على امتلاك "تأثير في عالم ممزّق" بأزمات متعدّدة، وتابعت في كلمة الافتتاح، أنه "يجب أن تظلّ الفرنكوفونيّة حلقة وصل للحدّ من تحوّل التوتّرات إلى نزاعات".

غير أن صدى التوتر بين الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية كان حاضراً خلال افتتاح القمة عندما رفض رئيس وزراء جمهورية الكونغو الديمقراطية جان ميشيل ساما لوكوندي، المشاركة في الصورة الجماعية بجانب رئيس رواندا بول كاغامي، الذي تتهمه كينشاسا بدعم متمردي حركة "23 مارس" في شرق البلاد.

هنالك ملف حساس آخر على طاولة النقاشات، وهو الحرب الروسية على أوكرانيا، الدولة التي تحمل صفة مراقب في المنظمة الدولية للفرنكوفونية التي تضم دولاً آخرى غير ناطقة بالفرنسية على غرار صربيا والإمارات العربية المتحدة.

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي مساء أمس السبت، "تمكّنّا من التوصل إلى بيان من جميع الأعضاء (...) فيه موقف واضح جداً من الحرب التي تشنّها روسيا في أوكرانيا"، من دون أن يُعطي مزيداً من التفاصيل.

كما أنه من المرتقب اعتماد "إعلان جربة"، مساء اليوم الأحد، لاختتام أعمال القمة التي ستكون أيضاً مناسبة لإعادة انتخاب الأمينة العامة لولاية جديدة مدتها أربع سنوات، وهي الوحيدة المرشحة لهذا المنصب.

ترشح فرنسا

وأعلن الرئيس الفرنسي قبل مغادرته جزيرة جربة عائداً إلى باريس مساء السبت، أنّ فرنسا تقدّمت بطلب كي تُنظّم قمّة الفرنكوفونيّة عام 2024.

كما أعلن ماكرون، أمس السبت، لنظيره التونسي قيس سعيّد، أن بلاده ستمنح قرضاً قيمته 200 مليون يورو لتونس التي تمر بأزمة اقتصادية عميقة تفاقمت بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا.

وأفاد بيان صادر عن الإليزيه أن "رئيس الجمهورية جدد دعم فرنسا لتونس والشعب التونسي في مواجهة التحديات التي تواجهها البلاد".

من ناحية أخرى، لم يشر ماكرون إلا بإشارة خجولة إلى الأزمة السياسية التي تهز تونس منذ أن قرّر الرئيس التونسي في 25 يوليو/ تموز عام 2021 أن يحتكر السلطات في البلاد، ولم يشر أيضاً إلى اتهامات المعارضة له بوضع حد للتجربة الديمقراطية الفريدة في العالم العربي.

وقبل الانتخابات النيابية المرتقبة في تونس في منتصف ديسمبر/ كانون الأول المقبل، لانتخاب نواب لبرلمان تقلص دوره بشكل كبير من خلال الدستور الجديد الذي تم إقراره إثر استفتاء في يوليو/ تموز الفائت، علّق الرئيس الفرنسي أن "الحريات الأساسية (...) أساسية (...) للمكتسبات الديمقراطية" في تونس، في وقت تندد فيه المنظمات غير الحكومية بتراجع الديمقراطية.

(فرانس برس)