أكدت مصادر، لـ"العربي الجديد"، مشاركة بريطانيا في القمة الأمنية التي ستعقد، يوم غد الأحد، في مدينة العقبة الأردنية برعاية أميركية، والتي ستجمع ممثلين عن السلطة الفلسطينية، يتصدرهم وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، بوفد إسرائيلي يضم، وفق ما ذكر موقع "واللا"، رئيس "الشاباك" رونين بار.
وسيشارك عن بريطانيا الدبلوماسي ستيفن هيكي (43 عاماً)، وهو مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية والتنمية البريطانية، وعمل في السلك الدبلوماسي البريطاني في مصر وسورية وليبيا والعراق منذ عشرين عاماً، ويتقن اللغة العربية.
ويشارك من الجانب الفلسطيني، إلى جانب الشيخ وفرج، المستشار الدبلوماسي للرئيس محمود عباس مجدي الخالدي، فيما أضيف عضو اللجنة التنفيذية نبيل أبو ردينة إلى الوفد، مساء أمس الجمعة، بأمر من الرئيس محمود عباس.
ومن طرف حكومة الاحتلال الإسرائيلية، سيشارك كل من رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، ووكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية رونين ليفي، و"منسق أنشطة الحكومة في المناطق" اللواء غسان عليان، ورئيس الدائرة الأمنية السياسية في وزارة الأمن العميد احتياط درور شالوم، إلى جانب رئيس "الشاباك".
ويعدّ هنيغبي من قيادات حزب الليكود المقربين من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، قبل أيام، أنّ نتنياهو قد كلّف هنغبي بقناة التواصل مع الفلسطينيين، إذ تواصل والتقى مع حسين الشيخ عدة مرات بلقاءات غير معلنة في الفترة الماضية.
أما ليفي، الذي تم تعيينه الشهر الماضي في وزارة الخارجية، فقد لعب دورًا أساسيًّا في اتفاقيات التطبيع مع دول عربية، وكان طيلة الأعوام الماضية يعمل بشكل سري واسمه لم يكن معلناً، وظل يستعاض عنه بالاسم المستعار "ماعوز". عمل ليفي في جهاز "الشاباك" ضابطاً ويتحدث اللغة العربية بطلاقة.
وشغل العميد احتياط شالوم، حتى وقت قريب، منصب رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، وهو من أبرز الأشخاص الذين روجوا خلال توليهم المنصب بالغ الأهمية في الجيش بأنّ فرص اندلاع مواجهة في الضفة الغربية مرتفعة جداً.
وسيشارك عن الجانب الأميركي كل من مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربارا ليف، ومنسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في إدارة بايدن بريت ماكغورك.
"تمكين السلطة لتفادي انتفاضة ثالثة"
ونقل موقع "واللا" عن مصادر "مطلعة" قولها إن الهدف من اللقاء هو تطبيق التفاهم الذي توصل إليه قبل أسبوع هنغبي وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، والذي في إطاره تراجعت السلطة عن تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن يدين قرار إسرائيل بناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات.
ولفت الموقع إلى أنّ إسرائيل نفذت مجزرة نابلس على الرغم من تفاهم هنغبي والشيخ.
وأوضح أنّ حرص رئيس "الشاباك" على حضور "قمة العقبة" يأتي من منطلق إدراكه لأهمية الحفاظ على السلطة الفلسطينية ومنع انهيارها.
سيطالب ممثلو السلطة الفلسطينية بتشكيل منظومة تنسيق مشتركة مع جيش الاحتلال للحيلولة دون السماح بتنفيذ عمليات اقتحام "كبيرة" للأراضي الفلسطينية
ولفت الموقع إلى أنّ "الشاباك" يراهن على دور القمة في تمكين السلطة الفلسطينية "من التزود بالأدوات التي تمنحها القدرة على وقف التصعيد الأمني في الضفة الغربية ومنع تحوله إلى انتفاضة ثالثة".
ويشار إلى أن جهاز "الشاباك" هو الذي يشرف على إدارة المواجهة ضد المقاومة الفلسطينية ويعد المسؤول الرئيس عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة وضمنها مجزرة نابلس الأخيرة، حيث إن هذا الجهاز يوفر المعلومات الاستخبارية التي تساعد على تنفيذها.
ولفت الموقع إلى أنّ السلطة الفلسطينية قررت المشاركة في "قمة" العقبة رغم أنها هددت بمقاطعتها في أعقاب المجزرة التي نفذها جيش الاحتلال في نابلس ما لم تلتزم إسرائيل مسبقاً بوقف عمليات الاقتحام التي تنفذها قواتها للمدن الفلسطينية.
ويشار إلى أن إسرائيل رفضت الاستجابة لطلب السلطة، إذ هدد وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت بمواصلة العمليات في الأراضي الفلسطينية.
وفي السياق، ذكرت قناة التلفزة "12" أنّ ممثلي السلطة الفلسطينية سيطالبون بتشكيل منظومة تنسيق مشتركة مع جيش الاحتلال للحيلولة دون السماح بتنفيذ عمليات اقتحام "كبيرة" للأراضي الفلسطينية، فضلاً عن السماح بإدخال السلاح لأجهزة السلطة الأمنية.
وأشارت القناة إلى أنّ السلطة ستطالب بتوقف إسرائيل عن بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية.
فصائل جنين: لقاء انهزامي يخدم الاحتلال
في الأثناء، أكدت الفصائل والقوى والفعاليات الوطنية والشعبية في مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، رفضها للقاء العقبة، واصفة إياه بأنّه "انهزامي ويخدم الاحتلال الإسرائيلي بشكل مجاني".
وذكرت الفصائل، في بيان صحافي تلاه ملثم ويحيط به مجموعة أخرى من الملثمين المسلحين، خلال مؤتمر صحافي عقد بمخيم جنين، أنّ هذا اللقاء يأتي "على وقع المجازر والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا، وعلى وقع الاستيطان في الضفة الغربية والتهويد في القدس".
وتابع البيان أنّ "هذا اللقاء لا يصب في مصلحة شعبنا، بل يمثل خدمة مجانية للاحتلال الصهيوني المجرم، الذي لا يتوقف عن العدوان على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وإن مشاركة السلطة الفلسطينية في هذا اللقاء تأتي في اتجاه معاكس للإجماع الوطني".
ومضت الفصائل إلى القول: "لقد وقعت السلطة الفلسطينية والقيادة الرسمية للمنظمة، في الفخ الأميركي مرة أخرى، وقدمت خدمة مجانية للاحتلال، من خلال الاستجابة لضغوط الإدارة الأميركية التي لا يهمها سوى مصالح الاحتلال الصهيوني وحماية أمنه وتوفير مظلة لتمرير سياساته العدوانية والإرهابية، والأولى في هذه المرحلة الذهاب إلى الوحدة الوطنية كما توحدت البنادق في الميدان".
وقالت القوى: "إننا باسم شهداء نابلس وجنين وأريحا، وباسم كل الشهداء والأسرى والجرحى، وباسم كل عوائلهم وأمهاتهم وأبنائهم، وباسم كل كتائب ومجموعات المقاومة، وباسم كل الشباب الثائر والمرابطين والمرابطات، ندعو أبناء شعبنا إلى إدانة هذا اللقاء والتعبير عن رفضهم للمشاركة فيه".