أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري مساء اليوم الثلاثاء عن نجاح وساطة قادتها دولة قطر بالتعاون مع الجمهورية الفرنسية في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يشمل إدخال أدوية وشحنة مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة.
وأوضح أن تلك المساعدات ستشمل بالأخص المناطق الأكثر تأثراً وتضرراً في القطاع، مقابل إيصال الأدوية التي يحتاج إليها المحتجزون في القطاع، في إشارة إلى الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس.
وأوضح الأنصاري في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا" أن الأدوية والمساعدات سترسل غداً إلى مدينة العريش في مصر، على متن طائرتين للقوات المسلحة القطرية، تمهيداً لنقلها إلى قطاع غزة.
وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية "استمرار الجهود مع الشركاء الإقليميين والدوليين خلال المرحلة المقبلة، خاصة في الجوانب الإنسانية والإخلاء الطبي في إطار الجهود القطرية لإنهاء الحرب في قطاع غزة".
من جهة أخرى، أكد الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية لوزارة الخارجية، أن "الموقف القطري منذ اليوم الأول لمأساة غزة وما تبعها من تطورات خطيرة إقليميا ودوليا كان واضحا، وهو ضرورة احتواء هذه الأزمة بأسرع وقت ممكن، وأن التوسع الإقليمي لها يسبب المزيد من التوتر على المستويين الإقليمي والدولي".
وأضاف أن "دولة قطر عمدت منذ اليوم الأول إلى جهود الوساطة بالتواصل ليس فقط بين طرفي النزاع، ولكن مع الأطراف الإقليمية والدولية المختلفة، ولم تتوقف جهودها حتى في أحلك الأوقات، بما في ذلك ما يجري هذه الأيام، من خلال الاتصالات والزيارات والمبادرات التي قدمت لإنهاء الحرب"، مشددا على أن "كل التوترات الإقليمية هي فرع من أصل، وأن الأصل هو إيقاف الحرب.. فلا يمكن الحديث عن حل لكل هذه التوترات إذا تجاهلنا وضع الحرب في غزة".
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إن "المجتمع الدولي مطالب إذا كانت لديه رغبة حقيقية في إنهاء التوترات الإقليمية في البحر الأحمر والعراق وغيرهما، بأن يتخذ قرارا واضحا للضغط لإيقاف هذه الحرب، التي تلغي إنسانية الفلسطينيين وتستهدف إنسانيتنا".
وأضاف: "لا يمكن التعامل مع هذه التداعيات الإقليمية بشكل منفصل ومعزول عما يحدث في غزة، فمسألة البحر الأحمر لن تحل عسكريا أو أمنيا، بل بشكل سياسي عن طريق إيقاف الحرب في غزة، وبقية هذه التداعيات ستتراجع بناء على ذلك، لكن إذا لم يحدث ذلك واستمرت آلة الحرب الإسرائيلية في طحن المواطن الفلسطيني في قطاع غزة فلن ينجم عن ذلك إلا مزيد من التداعيات الإقليمية".
وعن جهود الوساطة القطرية لإيقاف آلة الحرب الإسرائيلية، أوضح الأنصاري أن الجهود مستمرة حاليا بالتنسيق مع جميع الأطراف، معربا عن أمله في أن تشهد المفاوضات تقدما خلال الأيام المقبلة، خاصة أن الوضع صعب جدا والتحديات كبيرة وهناك جزئيات يتم التفاوض عليها حاليا "نأمل أن تسفر عن تطورات إيجابية".
وبشأن اقتراح إخراج قادة حركة حماس من قطاع غزة، استنكر الأنصاري مثل هذه المعلومات المغلوطة التي تنتشر عبر وسائل الإعلام من قبل جهات مختلفة هدفها تخريب جهود المفاوضات، مشددا على أن دولة قطر منذ اليوم الأول وهي تبحث عن الفرص الممكنة في عملية التفاوض لتحقيق اتفاق، ومثل هذه المعلومات هدفها تخريب المسار التفاوضي ويجب الحذر منها. وقال: "العملية التفاوضية دقيقة وحساسة وتجري في أصعب الظروف حاليا، لذلك يجب أن نترك لها مساحة للنجاح وتحقيق هدفها الأساسي وهو إيقاف هذه الحرب".
وفي ما يتعلق بالمساعدات القطرية، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن هناك تنسيقا كاملا مع مصر ومنظمات الأمم المتحدة في هذا الشأن، وأن المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مستمرة عن طريق مطار العريش، حيث وصلت إلى هناك الطائرة رقم 62 حاملة 18 طنا من المساعدات، تمهيدا لنقلها للقطاع لتصل كمية المساعدات التي قدمتها قطر إلى 1897 طنا، كما تم إجلاء 401 شخص حتى الآن من حملة الإقامات وأصحاب الحالات الخاصة والمرضى، مشيرا إلى استمرار عمليات الإجلاء بالتنسيق مع المسؤولين المصريين.