"أكسيوس": قطر تتوصل لاتفاق مع "طالبان" بشأن استئناف رحلات الطيران من مطار كابول

01 فبراير 2022
قطر لعبت دوراً مركزياً بعمليات الإجلاء من مطار كابول (فاليري شاريفولين/ تاس/ Getty)
+ الخط -

أورد موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، اليوم الثلاثاء، أنّ دولة قطر توصلت لاتفاق مع حكومة "طالبان" يقضي باستئناف رحلات الطيران من مطار كابول، بعد توقف تلك العمليات لبضعة أشهر.

التأكيد بخصوص التوصل للاتفاق جاء على لسان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي أوضح، في تصريح للموقع، أنّ الاتفاق ينصّ على تسيير الخطوط الجوية القطرية رحلتين في كل أسبوع، ما سيسمح للولايات المتحدة الأميركية وبلدان أخرى بإجلاء مواطنيها المقدر عددهم بالآلاف، وكذا مواطنين أفغان معرّضين للخطر ويواجهون تهديدين مزدوجين يتمثلان في إمكانية استهدافهم من قبل عناصر "طالبان"، والتضرّر من استفحال الأزمة الإنسانية.

ومنذ سيطرة "طالبان" على الحكم في أفغانستان، في أغسطس/آب الماضي، لعبت دولة قطر دوراً مركزياً، حظي بإشادة أميركية ودولية، في تسهيل إجلاء الرعايا الأجانب، فضلاً عن جهود الوساطة التي قادتها بين حكام البلاد الجدد وعدّة لاعبين استراتيجيين على الساحة الدولية.

وفي التفاصيل، ذكر موقع "أكسيوس" أنه استقى نبأ عودة رحلات الطيران من وزير الخارجية القطري خلال مقابلة أجراها معه تناولت عدة مواضيع بالسفارة القطرية في واشنطن، بعد لقائه مع الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ومسؤولين آخرين.

كما كشف آل ثاني عن وجود محادثات لإتمام اتفاق من أجل السماح بتسيير رحلة جوية في كل أسبوع للخطوط الجوية الأفغانية "آريانا" في حال وافقت "طالبان" على بعض الإجراءات الأمنية.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء أمس الإثنين، خلال استقباله أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في البيت الأبيض، أنه سيبلغ الكونغرس بنيته تصنيف قطر "حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي" (الناتو).

وفي هذا الصدد، أوضح موقع "أكسيوس" أنّ أمير قطر هو أول قائد خليجي يستقبله الرئيس الأميركي داخل البيت الأبيض.

أمير قطر يلتقي الرئيس الأميركي 

وبحسب تعريف وزارة الخارجية الأميركية، فإنّ تصنيف قطر "حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي" يندرج تحت القانون الأميركي، ويمنح الطرف المعني امتيازات محددة في مجالات التعاون الدفاعي والأمني والتجاري، وهو بمثابة مؤشر قوي إلى العلاقات الوثيقة بين الولايات المتّحدة والدولة المشمولة بهذا التصنيف.

وأشاد الرئيس الأميركي بـ"العلاقات القوية" مع قطر، مشدداً على أنّ "علاقاتنا كانت أساسية في كثير من القضايا، إذ ساعدتمونا في إجلاء الآلاف من أفغانستان، وكثير من الملفات الحيوية، ولدينا الكثير لنناقشه".

سياسة/أمير قطر وبايدن/(نيكولاس كام/فرانس برس)
إشادة أميركية بمستوى العلاقات مع دولة قطر (نيكولاس كام/ فرانس برس)

وفيما وصف بايدن أمير دولة قطر بـ"الصديق" وقطر بـ"الحليف منذ 50 عاماً"، فإنّه شكر أمير دولة قطر "على الالتزام تجاه الصداقة بين البلدين".

كذلك كشفت شركة "بوينغ" الأميركية عن توقيع اتفاقية مع الخطوط الجوية القطرية لشراء 50 طائرة جديدة، لتصبح الناقلة القطرية المشغل العالمي الأول لطائرة الشحن الجوي "777-8"، مع طلب مؤكد لشراء 34 طائرة، وطلب اختياري لشراء 16 طائرة أخرى.

وقالت "بوينغ"، في بيان، إنّ القيمة الإجمالية لصفقة شراء الطائرات تتجاوز 20 مليار دولار أميركي، حسب الأسعار المدرجة، في اتفاقية ستصبح الأعلى قيمةً في تاريخ الشركة.

قطر أجلت مواطنين أميركيين الأسبوع الماضي

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أنّ دولة قطر ستتولى إدارة مصالح الولايات المتحدة في أفغانستان بعدما أغلقت واشنطن سفارتها في أعقاب استيلاء حركة "طالبان" على السلطة.

وكان موقع "ان بي سي نيوز" قد أورد أنّ أول رحلة إجلاء تقوم بها الخطوط الجوية القطرية من أفغانستان منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حصلت في الأسبوع الماضي، حيث تم نقل أزيد من 30 مواطناً أميركياً.

من جانب آخر، ذكر موقع "أكسيوس" أنّ وزير الخارجية القطري رفض خلال المقابلة التأكيد ما إذا كان تجميد الإدارة الأميركية لنحو 9 مليارات دولار من الأصول الأفغانية هو السبب الرئيسي وراء الأزمة الإنسانية التي تمرّ بها أفغانستان، لكنه تحدّث عن الضرورة العاجلة لتقديم "خريطة طريق" لحركة "طالبان" بشأن الخطوات التي يتعين عليها اتباعها لتخفيف العقوبات.

وقال الوزير القطري خلال المقابلة: "نعتقد أننا بحاجة لمجهود مشترك لكافة أعضاء المنتظم الدولي والأطراف المعنية من أجل وضع خريطة طريق للسير قدماً في أفغانستان".

وتابع قائلًا: "لأنّ هذا الوضع لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. وفي حال تخلفنا عن ذلك فإنّ الوضع الإنساني هناك سيتدهور أكثر، ومن سيعانون من تبعات ذلك هم البسطاء من المواطنين الأفغان".

المساهمون