قضية ابتزاز الملك المغربي: من هو هشام ناصري؟

10 سبتمبر 2015
عدة لقاءات جمعت ناصري بلوران (Getty)
+ الخط -
شكّلت الفضيحة التي فجّرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية، هذا الصيف، سابقة في تاريخ الإعلام الفرنسي، فقضية ابتزاز ملك المغرب من قبل صحافيين فرنسيين، تأتي بعد سلسلة من المشاكل بين البلدين، رطّبتها زيارة الملك محمد السادس للإليزيه وتوقيعه اتفاقيات تعاون اقتصادية وأمنية في الربيع الفائت.

في خضم الجدل الكبير الذي صاحب هذه القضية، واهتمام الصحافة العالمية، بانعكاساتها على العلاقة بين المغرب وفرنسا، برز اسم هشام ناصري الرقم واحد في القصر الملكي كما وصفته صحيفة "لوباريزيان".

والباحث عن سيرة ناصري، أمكنه الاستدلال على الثقة التي اكتسبها في علاقته بالعائلة الحاكمة، لا سيما شخص الملك محمد السادس. في يناير/كانون الثاني الماضي، عدّته صحيفة Jeune Afrique، واحداً من عشرين شخصية سترفع المغرب عالياً في السنوات العشر المقبلة، وأضافت في ملف خصّصته للمغرب آنذاك، "ناصري شخص لا يحب الإعلام والفانتازيا، هو رجل الظل والمهمات الصعبة في القصر". ولم تخف الصحافة الفرنسية، الهمس إلى اسم والد هشام الناصري، وزير العدل الأسبق محمد الناصري، الذي ورد اسمه ضمن الاتهامات التي وجهتها "لوموند"، مطلع 1990 بتجارة المخدرات، لكن ناصري الأب كان قد كسب الدعوى بعد سنوات من المد والجزر.

بالعودة إلى قضية "ابتزاز" الملك، أوردت "لوموند"، تفاصيل القضية كاملة وكيف نجح الناصري المكلّف من سكرتير الملك، منير الماجدي، في الإيقاع بالصحافيين الفرنسيين، اريك لوران وكاترين غراسيي، اللذين كانا يستعدان لنشر كتاب "الملك المفترس" - الجزء الثاني، ويحتوي على فضائح مالية كبيرة أوردت منها "لوموند"، فضيحة داخل مجموعة مكتب الشريف للفوسفات.

عدة لقاءات جمعت ناصري بلوران، في شهر أغسطس/آب الفائت في الدائرة الـ 16 في باريس. في المرّة الأولى نجح ناصري في الحصول على تسجيلات صوتية للوران، تؤكد عرضه الحصول على المال مقابل عدم نشر الكتاب قيد التحرير. 40 ألف يورو للوران، وغراسيي، كانت كفيلة بالحصول على نسخة من الكتاب، سارع ناصري إلى ايداعها لدى المحكمة حاملاً معه نسخة ثانية إلى موكله منير الماجدي في الدار البيضاء.

وقد اتخذ قرار رفع دعوى قضائية، على أعلى مستوى في الدولة، عبر الناصري أولاً في الدار البيضاء، يوم 17 أغسطس/آب الماضي، ثمّ في باريس بعد ثلاثة أيام عبر رالف بوسيي، أحد المحامين الفرنسيين الذين يناصرون المملكة، وتمّ اتهام لوران وغراسيي بالتآمر، والابتزاز.
في باريس، قدّم الناصري شهادة مفصلة. وأصبحت السلطات الفرنسية، آنئذٍ على علم بالموعد الثاني مع إريك لوران، والذي سيجرى يوم 21 أغسطس/آب.

وكان اريك لوران، قد شكّك لأول مرّة بتسجيلات المحامي المغربي واتهم عبر قناة i-télé، الطرف المغربي بإدخال تعديلات صوتية عبر تقنيات متطورة تظهره كما لو أنه البادئ بعرض المال، مقابل سحب الكتاب من النشر، فكان ردّ الماجدي، "نرحب بأن يثبت الطرف الخصم التزوير، طالما أن الشرطة الفرنسية قد تحققت من الأشرطة السمعية".

اقرأ أيضاً: عام على اختطاف سفيان ونذير.. ماذا حصل؟