قصف صاروخي جديد يستهدف مقرات تابعة لجماعات كردية إيرانية شمالي العراق

14 نوفمبر 2022
يأتي ذلك بعد نحو شهر من قصف إيراني واسع (Getty)
+ الخط -

أعلن مسؤولون محليون وأمنيون في إقليم كردستان العراق شمالي البلاد، اليوم الإثنين، مقتل شخص واحد على الأقل، وجرح 10 آخرين، في حصيلة أولية بقصف صاروخي وبطائرات مسيّرة مفخخة، استهدفت مقرات تابعة لأحزاب كردية إيرانية معارضة في بلدة كويسنجق، شمال أربيل، وبلدة أخرى شرق السليمانية.

يأتي ذلك بعد نحو شهر من قصف إيراني واسع طاول تجمعات ومقرات لقوى سياسية كردية إيرانية معارضة شمالي العراق، أسفر عن عشرات القتلى والجرحى. 

وقال مسؤول أمني كردي في أربيل، لـ"العربي الجديد"، إنّ ثلاثة صواريخ استهدفت مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض ومبنى آخر قريباً منه في بلدة كويسنجق شمال أربيل، بالتزامن مع استهداف طائرات مسيّرة مقرات لجماعة "كوملة"، الإيرانية في مخيم عربت شرق محافظة السليمانية. 

وأكد المسؤول أنّ القصف أسفر عن قتيل حتى الآن ونحو 10 جرحى، بينهم مدنيون عراقيون من سكان الإقليم، وهي حصيلة أولية، كما يُتوقع أن يستمر القصف نظراً لتجارب سابقة، موضحاً أنّ المعلومات المتوافرة تؤكد أنّ القصف إيراني، ونُفذ من مناطق حدودية مع الإقليم.

في الأثناء، نقلت محطة تلفزيون رووادو الكردية، المقرّبة من حكومة أربيل، عن قائممقام مدينة كويسنجق طارق الحيدري، تأكيده أن القصف الذي طاول المدينة كان بواسطة صواريخ استهدفت مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض. 

كما أعلن وزير الصحة في إقليم كردستان، اليوم الإثنين، عن مقتل شخص، وإصابة آخرين بالقصف الإيراني الذي استهدف كويسنجق في أربيل صباحاً.

وقال سامان برزنجي في تصريح ورد لوكالة "شفق نيوز"، إنّ القصف الإيراني تسبب حتى الآن بمقتل شخص وإصابة 8 آخرين نُقلوا إلى المستشفى، موضحاً أنه جرى التواصل مع المستشفيات للعمل في حالة التأهب لتقديم المساعدات الطبية.

وأظهرت لقطات مصورة بثتها وسائل إعلام محلية كردية، بعضاً من الجرحى الذين وصلوا إلى مستشفيات الإقليم جراء القصف، إلى جانب مشاهد لأطفال يفرون من مدارسهم في بلدة كويسنجق.

وقال مسؤول في وزارة داخلية حكومة إقليم كردستان، لـ"العربي الجديد"، إنّ القصف إيراني واستهدف مقرات لجماعات كردية معارضة تتواجد داخل الإقليم"، لكنه أكد أنّ القصف تسبب بخسائر بين الأكراد العراقيين وبعض الممتلكات.

متحدثاً عن أن القصف وقع بالتزامن في مناطق كويسنجق وسيدكان شمال أربيل، ومنطقة (زوغويزي) شرقي السليمانية، واستهدف جماعات الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، وكادحي كردستان وجماعة يسارية كردية معارضة لإيران. 

في السياق، قال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني عماد باجلان، إنّ "إيران تنتهك السيادة العراقية من دون أي رادع على مستوى الفعل السياسي أو الدفاعي"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن "هذا القصف هو الأول من نوعه في حكومة محمد شياع السوداني الذي تقع على عاتقه مسؤولية إيقاف هذا الفعل الخطير".

وأشار إلى أن "حكومة بغداد تتحمل المسؤولية لوضع حدّ لهذه الانتهاكات"، موضحاً أن "هناك عوائل باتت تلجأ إلى النزوح عن مناطقها بسبب هذا القصف".

يُذكر أنه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قصفت إيران مناطق متفرقة في إقليم كردستان شمالي العراق، راح ضحيتها نحو 18 قتيلاً، بينهم طفل وامرأة، إلى جانب 58 جريحاً، غالبيتهم من المدنيين، وطاول القصف أربع مناطق في الإقليم، أبرزها بلدتا سيدكان وكويسنجق شمال أربيل وشرقي السليمانية.

وشنّ "الحرس الثوري" الإيراني، في مارس/ آذار الماضي، هجمات صاروخية على موقع بالقرب من القنصلية الأميركية في أربيل، معلناً تبنيه استهداف "المركز الاستراتيجي للمؤامرة والشر للصهاينة بصواريخ قوية ودقيقة"، كما قصفت المدفعية الإيرانية في مايو/ أيار مناطق جومان وسيدكان شمالي أربيل، أعقبه قصف مبنى ومزرعة بقرية بربزين (145 كيلومتراً شمالي أربيل)، بطائرتين إيرانيتين مسيّرتين، دون أن يسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية.

وشكّل البرلمان العراقي على أثر القصف الذي تبناه "الحرس الثوري" لجنة لتقصي الحقائق؛ وفنّد تقرير اللجنة مزاعم طهران بوجود مقار إسرائيلية في الموقع المستهدف، مؤكداً عدم وجود أي دليل على ذلك، ومعتبراً الهجوم تجاوزاً للأعراف الدولية.

وتقصف طهران بعض المناطق شمال العراق، حيث تتمركز أحزاب وتنظيمات معارضة كردية إيرانية، فيما يعتقد الحرس الثوري الإيراني أن الأحزاب المعارضة تدفع الناشطين الإيرانيين إلى استمرار التحشيد ضد الحكم الديني في إيران، وذلك وفقاً لتفسيرات مراقبين.