قصف صاروخي يستهدف قاعدة عين الأسد الأميركية غربي العراق

05 اغسطس 2024
جنود أميركيون في قاعدة عين الأسد يجمعون مخلفات هجوم سابق (فرانس برس)
+ الخط -

أفادت مصادر أمنية عراقية في محافظة الأنبار غربي العراق، مساء اليوم الاثنين، أن صاروخين على الأقل أطلقا تجاه قاعدة عين الأسد التي تضم مئات العسكريين الأميركيين العاملين ضمن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق، من دون الكشف عما أسفر عنه القصف الذي يعد الثالث من نوعه منذ السابع عشر من تموز/ يوليو الماضي.

ومنذ عدة أيام، تواصل قوات الأمن العراقية الانتشار على مسافات واسعة في محيط قاعدة عين الأسد لمنع أي استهداف محتمل للقاعدة الجوية العسكرية الواقعة في بلدة "البغدادي"، على بعد 90 كيلو متراً غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار. وقال مسؤول بالشرطة، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن القصف تم بصاروخين، وتصاعد لسان دخاني عقب الهجوم من جهة قاعدة عين الأسد"، مؤكداً أنه غير مسموح لهم بالدخول إلى الجزء المخصص لقوات التحالف في القاعدة وينتظرون أي تفاصيل ترد من الجانب الأميركي.

وأضاف المسؤول نفسه أن قوات الأمن ضبطت شاحنة مخصصة للحمل من طراز "كيا"، نُصبت منصة إطلاق صواريخ محلية الصنع عليها لاستهداف قاعدة عين الأسد من المحور الجنوبي الغربي بالحي الصناعي المحاذي لمدينة حديثة، كاشفاً أيضاً أن عدداًمن الصواريخ المثبتة على منصة الإطلاق فشلت في الانطلاق حيث كان هناك جهاز للتحكم عن بعد بآلية إطلاق الصواريخ، من دون أن يُعتقل أي مشتبه فيه بالهجوم حتى الآن". ولم يصدر عن السلطات العراقية العسكرية أو الحكومية أي تعليق لغاية وقت كتابة التقرير، لكن منصات مرتبطة بفصائل عراقية مسلحة نشرت صورة لمنصة إطلاق على سيارة شحن من طراز "كيا"، قالت إنها لعملية إطلاق الصواريخ. 

وهذا هو الهجوم الثالث من نوعه الذي تتعرض له منشئات عسكرية أميركية في العراق خلال أقل من شهر، رغم الجهود التي تبذلها حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للحفاظ على حالة التهدئة بين الفصائل المسلحة الموالية لطهران والقوات الأميركية العاملة في العراق. 

والخميس الماضي، تعرضت قاعدة "عين الأسد"، غربي محافظة الأنبار، والتي تضم المئات من العسكريين الأميركيين ضمن قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، إلى قصف صاروخي لم يسفر عن خسائر، وذلك بعد استهداف سابق لها في السابع عشر من الشهر الفائت بواسطة طائرتين مسيرتين ملغمتين، ولم يسفر الهجومين عن أي أضرار أو خسائر بشرية في القاعدة، كما لم يتبن أي فصيل مسلح تلك الهجمات حتى الآن.

وتترقب الأوساط الحكومية والسياسية والشعبية في العراق تصعيداً محتملاً للفصائل المسلحة المقربة من إيران ضد الأهداف والمصالح الأميركية في العراق والمنطقة، بعد شن الولايات المتحدة ضربة جوية مساء الثلاثين من تموز/ يوليو الماضي، استهدفت "كتائب حزب الله" العراقية في منطقة جرف الصخر، جنوب العاصمة بغداد.

و"عين الأسد"، التي تضم أكبر عدد من القوات الأميركية بالعراق، تعرضت لهجمات صاروخية عديدة منذ سنوات، وزادت بعد إعلان المقاومة الفلسطينية البدء بعملية "طوفان الأقصى"، في إطار الرد العراقي على المجازر التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نفذت جماعة "المقاومة الإسلامية"، التي تضم فصائل "النجباء" و"كتائب حزب الله" و"سيد الشهداء" والإمام علي" و"الأوفياء"، وفصائل أخرى تُعرف بأنها مرتبطة أو مدعومة من إيران، أكثر من 200 عملية إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة على قاعدتي عين الأسد وحرير الأميركيتين في الأنبار وإربيل، غربي وشمالي العراق، إلى جانب هجمات مماثلة على قواعد أميركية شرقي سورية، ضمن الحسكة ودير الزور.

ويوجد نحو 2500 عسكري أميركي في العراق ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي تقوده واشنطن منذ سبتمبر/أيلول 2014. ويتوزع الجنود على ثلاثة مواقع رئيسية في العراق، هي قاعدة عين الأسد في الأنبار، وقاعدة حرير في إربيل، ومعسكر فيكتوريا الملاصق لمطار بغداد الدولي. وليست كلّ هذه القوات أميركية، إذ توجد أيضاً قوات فرنسية وأسترالية وبريطانية تعمل ضمن قوات التحالف، وأخرى ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العراق.

المساهمون