جدّد الطيران الحربي الروسي صباح اليوم الثلاثاء، قصفه على إدلب شمال غربي سورية، بعيد ساعات من حديث عن اتفاق في مجلس الأمن الدولي على آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة عبر الحدود، فيما قُتل وجُرح عناصر من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بهجوم جديد في الرقة، فيما جدّد الجيش التركي قصفه على مواقع لـ"قسد" في الرقة وحلب.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن الطيران الحربي الروسي جدّد صباح اليوم قصفه على جبل الزاوية جنوبي إدلب، تزامناً مع قصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام السوري على محور جنوب إدلب وغرب حلب، ولم يتبين وقوع خسائر بشرية جراء القصف.
وجاء القصف بعد ساعات من أنباء تحدثت عن اتفاق في مجلس الأمن الدولي على تمديد آلية دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سورية عبر الحدود 6 أشهر فقط، بناءً على تعديل جرى على مشروع القرار الروسي، بعد فشل المفاوضات في الوصول إلى اتفاق يقضي بالتمديد لعام جديد.
ومن المتوقع أن يجري اليوم التصويت مجدداً على مشروع القرار الروسي أو القرار الأيرلندي النرويجي، اللذين يجري التفاوض حولهما في مجلس الأمن منذ نهاية الأسبوع الماضي.
قصف تركي على مواقع "قسد"
من جانبه، جدّد الجيش التركي، مساء أمس الإثنين، قصفه على مواقع لـ"قسد" في محيط الطريق الدولي "إم 4" قرب بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، شمال شرقي سورية.
وتزامن ذلك أيضاً مع قصف تركي على مواقع لـ"قسد" في ناحية تل رفعت شمالي حلب، ما أدى إلى أضرار مادية في المواقع التي تعرضت للقصف. وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن القصف تزامن مع وصول تعزيزات للنظام إلى تل رفعت بهدف نقلها إلى منطقتي منبج وعين العرب شمالي حلب.
ويأتي ذلك، في ظل استمرار التصريحات التركية حول عملية عسكرية مرتقبة ضد "قسد" في شمال سورية. وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قد زار قبل يومين ضريح جد مؤسس الدولة العثمانية سليمان شاه بن قايا ألب في قرية أشمة بريف حلب شمالي سورية، وذلك بالتزامن مع الزيارة الأولى لرئيس النظام السوري بشار الأسد، لمحافظة حلب، منذ 2010.
وقالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد"، إنّ مجهولين هاجموا دورية لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على محور قرية مزرعة الصالحية بريف الرقة، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخر بجروح من عناصر المليشيات. وذكرت المصادر أن "قسد" كانت تداهم مناطق بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها.
وأضافت المصادر أن دوريات من "قسد" داهمت قرية الشنان بريف دير الزور الشرقي، واعتقلت مدنيين بهدف التجنيد الإجباري، كما كانت تبحث عن مطلوبين لها بتهمة التعامل مع تنظيم داعش. وكانت المليشيا قد تعرضت، أول من أمس الأحد، لهجوم في قرية حمار العلي، قُتلت وجُرحت على إثره مجموعة من العناصر، وحاصرت "قسد" القرية لاحقاً ونفذت عملية تمشيط.
وتشهد مناطق "قسد" بشكل شبه يومي هجمات من قبل مجهولين، يُرجح أنهم من خلايا تنظيم داعش، إضافة لهجمات يرجح أنها ناجمة عن عمليات ثأر بين عناصر لـ"قسد" وشخصيات عشائرية محلية. وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر "قسد".
وفي شمال شرق البلاد، قالت وكالة أنباء النظام السوري "سانا"، صباح اليوم الثلاثاء، إنّ أهالي قرية الصالحية بناحية القامشلي، طردوا، بمساندة حاجز لقوات النظام، رتلاً من خمس مدرعات للقوات الأميركية حاول الدخول إلى قريتهم.
وكانت عدة حوادث مشابهة وقعت في المنطقة خلال إجراء القوات الأميركية دوريات ضمن التحالف الدولي ضد داعش، حيث يعترض مناصرون للنظام السوري طريق الدوريات الأميركية التي تقوم بدورها بتغيير مسارها دون حدوث أي اشتباك مع المدنيين أو مع عناصر النظام.