نقلت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، الجمعة، مقاتلين من تنظيم "داعش" الإرهابي من سجن الصناعة في مدينة الحسكة، أقصى شمال شرقي سورية، إلى مدينة الشدادي الواقعة قرب حدود مدينة دير الزور، فيما استنكر "مجلس سورية الديمقراطية - مسد" طلب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من تركيا الدخول إلى مناطق سيطرة "قسد" بعد اتهامها بالوقوف وراء قصف مستشفى مدينة عفرين بريف حلب، الذي راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى.
وذكر موقع "الخابور" المحلي، أن عملية نقل مقاتلي "داعش" العراقيين جاءت بالتزامن مع تحليق مكثف لمروحيات تابعة للتحالف الدولي في سماء مدينة الحسكة.
ووفق مصادر لـ"العربي الجديد"، فإن السجن يضم قرابة خمسة آلاف من السجناء ومعظمهم من غير السوريين، ينتمون إلى قرابة خمسين جنسية، ومن بينهم أشخاص كانوا فاعلين في تنظيم "داعش".
وتم اعتقال معظم هؤلاء السجناء في معركة مدينة الرقة إثر تمكن "قسد" بدعم التحالف الدولي من السيطرة على عاصمة التنظيم في 2017، وكذلك خلال معركة الباغوز التي مكنت "قسد" من السيطرة على الضفة اليمنى لنهر الفرات في ريف دير الزور في 2019.
ويشهد السجن استعصاءات بشكل متكرر، يطالب خلالها عناصر التنظيم بتسليم إدارة السجن للتحالف الدولي وتحسين الأوضاع فيه، وتبديل عناصر الحراسة بعد قيامهم باستفزاز السجناء والسخرية منهم وشتمهم.
وأدى تدخل عناصر "قسد" في فضّ أحد الاستعصاءات إلى مقتل سجينين وإصابة خمسة آخرين بجراح، بعد إطلاق النار داخل السجن.
وفي سياق منفصل، استنكر "مسد" مطالبة رئيس الائتلاف الوطني نصر الحريري الرئيسَ التركي رجب طيب أردوغان بالتدخل العسكري من أجل طرد قوات "قسد" من مدينتي تل رفعت ومنبج بريف حلب وكافة المناطق السورية، وقال إنها جاءت في الوقت الذي كان جميع السوريين يترقبون فيه باهتمام وقلق بالغ لقاءات القمة الرئاسية التي أُعلن عنها بين الولايات المتحدة وروسيا من جهة، والولايات المتحدة وتركيا من جهة أخرى، وخصوصاً أنه كان متوقعاً أن يكون الملف السوري حاضراً بقوة في هذه اللقاءات المهمة، وكان يأمل السوريون أن تفضي هذه اللقاءات إلى انفراجة في مسار الأزمة، وتهدئة الصراع.
وأشار "مسد" في بيان إلى أنه يعمل جاهداً لتفعيل قنوات الحوار مع مختلف السوريين الوطنيين ويضع كل طاقاته في خدمة قضية الشعب السوري وإخراج المحتلين من أراضيه، ويرفض بشدة أن تمر جريمة مستشفى عفرين دون محاسبة ويرفض أن تتحول دماء الأبرياء من الشعب السوري إلى مجرد أوراق ضغط.
كما طالب الأممَ المتحدة ومجلس الأمن بعدم طي ملف هذه الجريمة، وتشكيل لجنة دولية خاصة ومحايدة تقوم بالتحقيق في هذه الجريمة وكشف الجهات المسؤولة عنها وتقديم مرتكبيها للعدالة وإظهار الحقيقة لتصبح في متناول الشعب السوري.
وكانت الخارجية الأميركية دانت القصف الذي استهدف مستشفى في مدينة عفرين وأدى إلى مقتل وجرح 79 مدنياً، بينهم أفراد من الكوادر الطبية ومتطوعون في المنظمات الإنسانية وفِرق الإنقاذ.