تناولت الصحافة الروسية اليوم الجمعة، دلالات هجومي مطار كابول اللذين وقعا، أمس الخميس، وأسفرا عن مقتل أكثر من 100 شخص، بينهم 13 جندياً أميركياً، بالتركيز على عجز الولايات المتحدة عن السيطرة على الوضع بعد قرار الرئيس الأميركي جو بايدن، سحب قوات بلاده من أفغانستان.
وفي مقال بعنوان "طالبان تسعى لإظهار عجز بايدن" نُشر بصحيفة "فزغلياد" الإلكترونية، لفت رئيس تحرير موقع "كارنيغي.رو" ألكسندر باونوف، إلى أنّ "مهمة الأميركيين كانت هي إنهاء الحرب في أفغانستان مع خلق انطباع بأنهم ينسحبون بأنفسهم، بينما احتاج الإسلاميون إلى الإظهار أنهم أقصوا الأميركيين وانتصروا عليهم".
ويقول كاتب المقال إنّ "سقوط كابول والفوضى فيها والانفجارات الأخيرة، ترسم صورة نهائية يحتاج إليها الإسلاميون، بمن فيهم حركة طالبان رغم أنها تحارب تنظيم "ولاية خراسان" التابع لـ"داعش" والذي تبنى المسؤولية عن الهجوم على المطار".
وأضاف باونوف أنه "في حال وقوع خسائر جديدة في صفوف الأميركيين، فإنّ ذلك سيرسم صورة عجز بايدن، حيث أنّ الديمقراطيين لم يقصدوا عند اختياره، انتخاب جيمي كارتر جديد"، في إشارة إلى فشل كارتر أمام الإسلاميين في إيران وفشله في تحرير الرهائن الأميركيين في طهران، وما تلاه من هزيمته أمام المرشح الجمهوري رونالد ريغان عام 1980.
من جهته، اعتبر المستشرق المتخصص في الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى كيريل سيميونوف، أنّ تفجيرات "داعش" "تشكل رسالة لحركة طالبان"، قائلاً، في حديث لصحيفة "روسيسكايا غازيتا": "هذا تكتيك اعتيادي لـ"داعش" الذي رأى أنّ هناك حشوداً من اللاجئين في كابول، لا سيما في محيط المطار، فقرر التذكير بوجوده وقدرته على مواصلة الإرهاب (..) هذه بالطبع إشارة لـ"طالبان" بأن "داعش" لا يزال موجوداً في أفغانستان".
وأضاف سيميونوف: "ربما سيطالب المجتمع الدولي طالبان اليوم بالإسراع في تعزيز السلطة وبسط النظام في البلاد عن طريق القضاء على خلايا "داعش"، لكن هذه ليست حجة لـ"داعش" نفسه للكف عن نشاطه (..) تكتيكه هو القيام بأعمال مثيرة للضجة للتذكير باستعداده لمحاربة العالم أجمع في أي وضع".
وعلى الصعيد الرسمي، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن تنديد بلاده بهجومي كابول، معرباً عن تعازيه لعائلات الضحايا، وداعياً إلى تعزيز دعم الأفغان في تشكيل الحكومة الانتقالية.
كما عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اجتماعاً مع الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الروسي الذي يضم كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين الروس، لمناقشة الوضع على خلفية الأحداث في أفغانستان والعمل على المسارات الدبلوماسية والعسكرية والإنسانية.