قتيل في درعا والنظام السوري يجدد قصف إدلب

06 سبتمبر 2022
تجدد قصف إدلب بعد فشل قوات النظام في التسلل إلى نقطة متقدمة بريف حلب الغربي (فرانس برس)
+ الخط -

جددت قوات النظام السوري قصفها شمال غربي البلاد، اليوم الثلاثاء، فيما قتل شخص في درعا على يد مجهولين، واعتقل آخر في الحسكة بتهمة دعم تنظيم "داعش".

وقال الناشط مصطفى المحمد، في حديث مع "العربي الجديد"، إن النظام السوري جدد اليوم قصفه المدفعي والصاروخي على مناطق متفرقة في جبل الزاوية، جنوبي إدلب، ما أدى إلى إصابة امرأة في قرية شنان وأضرار مادية في قريتي الفطّيرة والبارة، مضيفاً أن القصف جاء بعد فشل قوات النظام في التسلل إلى نقطة متقدمة في جبهة "الفوج 46" بريف حلب الغربي.

وكانت المنطقة قد شهدت هدوءاً شبه تام خلال الساعات الـ24 الماضية، تخللها وصول تعزيزات تركية إلى المنطقة، وتحليق مستمر من طيران الاستطلاع التابع للنظام.

من جانب آخر، وقعت اشتباكات بين "الجيش الوطني السوري" و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على محاور قرية الدغلباش في ريف حلب الشمالي، تزامناً مع قصف المدفعية التركية مواقع لـ"قسد" في قرى شعالة والنيربية وردار الشعالة، لم يتبين حجم الخسائر الناجمة عنه.

وتحدثت مصادر محلية عن اعتقال شخص متهم بالانتماء إلى تنظيم "داعش" فجر اليوم، في عملية أمنية نفذتها قوات أميركية في مدينة الحسكة، شمال شرقي سورية، بالتعاون مع "قسد".

وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن العملية جرى تنفيذها بواسطة مروحية ومجموعة من العربات المدرّعة، حاصرت المكان ومنعت السكان من الاقتراب، واستهدفت منزلاً في منطقة دوار مرشو بجانب مكتب "القدموس".

وبحسب المرصد، استمرت العملية قرابة ساعة من دون وقوع اشتباكات، نقل بعدها المعتقل إلى جهة مجهولة، ولم تتبين هوية المعتقل التي لم تعلنها "قسد"، فيما ذكرت مصادر أنه تاجر في المدينة ويعمل في الحوالات المالية.

في الجنوب، قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن سكان طفس عثروا صباح اليوم على جثة الشاب أدهم جبر العبد، الذي ينحدر من بلدة تل شهاب في ريف درعا الغربي، وإن الجثة وجدت مكبّلة بالقرب من معصرة الشمري غرب المدينة، وعليها علامات ترجّح موت الشخص تحت التعذيب.

وقال "تجمّع أحرار حوران" إن الشاب كان عنصراً سابقاً في تنظيم "داعش" في منطقة حوض اليرموك، اعتقلته قوات النظام عقب سيطرتها على المنطقة منتصف عام 2018، وأفرجت عنه فيما بعد.

وكان النظام قد نفذ، صباح أمس، مداهمة ضد "أبو قاسم العقرباوي"، العنصر السابق في فصائل "الجيش السوري الحر"، وكان يعمل إلى جانب القيادي معاذ الزعبي الذي قُتل في كمين مع مجموعة من معاونيه نهاية الشهر الماضي، بعد عودته من اجتماع مع ضباط في الفرقة الرابعة.

وبحسب مصادر، فقد قضى العقرباوي بعد اعتقاله مصاباً من النظام إثر الاشتباك معه، ويتهمه النظام بأنه كان قيادياً سابقاً في تنظيم "داعش" بالمنطقة.

"قسد" تواصل حملتها في الهول

من جهة أخرى، واصلت "الأسايش" التابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية (قسد) حملتها الأمنية في مخيم الهول في ريف الحسكة شمال شرقي سورية، لليوم الثالث عشر على التوالي.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات الأمن التابعة لـ"قسد" بدأت اليوم تفتيش القطاع السادس من مخيم الهول، مضيفة أن هذا القسم يقطنه نازحون سوريون، ويعد امتداداً للقطاع الخامس.

وأنهت "قسد"، أمس الإثنين، تفتيش القطاع الخامس واعتقلت منه قرابة 25 شخصاً بتهمة الانتماء إلى "داعش".

وكانت اعتقلت في الأيام السابقة العشرات من العراقيين في بقية الأقسام، خلال عمليات تفتيش المخيم، الذي يقبع فيه الآلاف من السوريين والعراقيين والأجانب، من بينهم ذوو عناصر لتنظيم داعش.

الإدارة الذاتية تتوعد تركيا

في سياق آخر، تحتفل "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد" في العديد من المناطق الخاضعة لسيطرتها شمالي وشرقي سورية، اليوم الثلاثاء، بمناسبة ذكرى تأسيسها الرابعة.

وقالت في بيان لها إنّ تأسيس الإدارة بالشكل الحالي جاء كحاجة وضرورة لتوحيد وتنسيق الطاقات في الإدارات السبع في هيكلية وإطار تنسيقي واحد.

وأعلن عن "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية" في عين عيسى في 6 سبتمبر/أيلول 2018 بهيكليتها الحالية، التي توزعت على مجالس ثلاثة: تشريعي، وقضائي، وتنفيذي، تضمنت مؤسسات مدنية وعسكرية وأمنية.

وقالت الإدارة في بيانها إنّه "بحلول الذكرى الرابعة للإعلان عن الإدارة الذاتية في السادس من أيلول لهذا العام، وما زالت الأزمة السورية تراوح مكانها دون وجود حل يلوح في الأفق، تزداد معها معاناة الشعوب السورية في الهجرة والتهجير القسري، ناهيكم عن ارتكاب الجرائم من قبل الدولة التركية في المناطق المحتلة ترتقي معظمها إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وتوعدت الإدارة تركيا في بيانها بالعمل "على جميع الأصعدة لتحرير المناطق المحتلة عفرين - سري كانيه - كري سبي تل أبيض، التي تُشكّل جزءاً استراتيجياً من مناطق الإدارة الذاتية والعودة الكريمة والآمنة لكل شعبنا وأهلنا المهجرين قسراً".

ويذكر أن "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد" يقودها "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي، الجناح السياسي لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية التي تقود "قسد"، وهي متهمة بممارسة انتهاكات ضد المكونات الأخرى في المنطقة، وتصنّفها أنقرة أنها منظمة إرهابية والجناح السوري لـ"حزب العمال الكردستاني".

تشكيل مجلس أعيان منبج

إلى ذلك، قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قسد" أعلنت مساء أمس عن تشكيل "مجلس أعيان" في ناحية منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، وهي منطقة ذات غالبية عربية، تستهدفها العمليات العسكرية التركية المتوقعة في شمال سورية.

وبحسب المصادر، جرى تأسيس المجلس بحضور شيوخ ووجهاء عشائر من منبج، وممثلين عن "الإدارة المدنية" التابعة لـ"قسد" وممثلين عن قوى الأمن الداخلي ومجلس منبج العسكري.

وأوضحت المصادر أن الهدف المعلن من وراء تشكيل هذا المجلس هو "ضمان السلم الأهلي والحد من الحروب الأهلية"، في حين أن السبب الحقيقي هو رغبة الإدارة في تمكين سيطرتها على أبناء العشائر الذين يرفضون ممارساتها بحقهم، وخاصة سياسة التجنيد الإجباري.

وشهدت منبج عدة تظاهرات واحتجاجات وحالات إضراب ضد ممارسات "قسد" التي تنتهج أسلوب التجنيد الإجباري، إضافة لاعتقال المعارضين والمنتقدين لها. ويذكر أن العشائر في المنطقة تعيش حالة انقسام نتيجة سعي أطراف مختلفة (قسد وتركيا وروسيا وإيران والنظام السوري) لاستمالة أبنائها.