قتيل برصاص قوات الأمن السودانية في مواكب 28 فبراير.. والمتظاهرون يصلون إلى القصر الرئاسي
قتل متظاهر بنيران الأمن السوداني خلال مشاركته في مواكب مليونية 28 فبراير/ شباط ضد الانقلاب العسكري، بينما تمكّن المتظاهرون في العاصمة الخرطوم من الوصول إلى المحيط الخارجي للقصر الرئاسي من الناحية الجنوبية.
وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية أنه لم يتم التعرف على القتيل ولا على بياناته، وأنه توفي إثر "إصابته برصاص حي في الرأس اخترق الجمجمة وذلك بواسطة قوات السلطة الانقلابية بمواكب مدينة أم درمان".
وأضافت اللجنة أن "القوات الانقلابية مستمرة في استخدام العنف والقمع المفرط، واستخدام الرصاص الحي بجميع أنواعه وأشكاله دون أي وازع إنساني أو أخلاقي، ولا تزال".
وأردفت: "تتواتر المعلومات عن محاصرة القوات الانقلابية مباني المستشفيات، ما يعد انتهاكاً صارخاً لحرمات المرافق الصحية".
ويرفع حادثة اليوم الإثنين عدد قتلى الانقلاب العسكري إلى 84 منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي الخرطوم، تمكّن متظاهرون من الانتشار في محيط القصر الرئاسي بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الشرطة بدأت من منطقة السكة حديد، حتى تمكنوا من كسر كل الأطواق الأمنية ووصلوا إلى محيط القصر الرئاسي، ورددوا هتافات "الشعب يريد إسقاط البرهان.. الشعب يريد إسقاط النظام، الثورة ثورة شعب والعسكر للمكانات"، فيما أقام المحتجون حواجز على الطرق المؤدية إلى القصر، بينما انتشر المئات من جنود الجيش السوداني على مداخل القصر.
وشددت السلطات تدابير الأمن على جسر الملك نمر القريب من القصر، والذي يربط الخرطوم بمدينة الخرطوم بحري، خشية تدفق المزيد من المشاركين ناحية القصر.
أطلقت الشرطة السودانية، اليوم الاثنين، الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وخراطيم المياه، لتفريق آلاف المتظاهرين في الخرطوم.
وأوقعت الاشتباكات المستمرة حتى الآن إصابات وسط المحتجين نقلوا على وجه السرعة إلى عيادات ميدانية وإلى مشافٍ قريبة.
وخرج آلاف السودانيين، اليوم الاثنين، في مواكب بالخرطوم وعدد آخر من المدن، استجابة لدعوة وجهتها لجان المقاومة للخروج في مليونية 25 فبراير لمناهضة الانقلاب العسكري، وذلك في آخر فعالية لجدولها الثوري لشهر فبراير/شباط.
ومن عدد من النقاط في الخرطوم، اتجه الآلاف إلى القصر الرئاسي وسط العاصمة، لكن قوات الشرطة قطعت طريقهم وأطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع بكثافة لتدور بعدها اشتباكات استخدم فيها المتظاهرون الحجارة وردوا بعضاً من عبوات الغاز المسيل للدموع نحو الشرطة.
وتمكن المتظاهرون إلى من الاقتراب من محيط القصر الرئاسي.
كما شهدت مدن السودان الأخرى تظاهرات مماثلة، أكبرها في مدينة ود مدني، وسط السودان، وحاول فيها المتظاهرون اقتحام مقر حكومة ولاية الجزيرة.
كذلك، خرج المئات في مدينة البحر الأحمر في مواكب طافت شوارع المدينة منددة بالانقلاب العسكري.
سياسياً، أفادت بعثة الأمم المتحدة، في بيان لها، اليوم الإثنين، بأنها عقدت 110 اجتماعات تشاورية شارك فيها 800 شخص ضمن مبادرتها لتقريب شقة الخلاف بين السودانيين، مشيرة إلى أن "التقرير النهائي للمرحلة الأولى سيحدد تصميم المرحلة الثانية للعملية من أجل الخروج من المأزق السياسي الحالي"، وأنها جمعت أكثر من 80 مقترحا تقدمت بها القوى السياسية والمجتمعية، لافتة إلى وجود جوانب توافق كبير بين المقترحات.