أسفر قصف جوي مجهول المصدر، فجر اليوم الاثنين، عن مقتل 8 أشخاص في منزل لأحد المتهمين بتجارة المخدرات في ريف السويداء الشرقي، عند الحدود السورية- الأردنية.
وقالت مصادر في محافظة السويداء، لـ"العربي الجديد"، إن طيراناً حربياً مجهولاً قصف منزل المدعو "مرعي رويشد الرمثان" في قرية الشعاب شرقي المحافظة، ما أدى إلى مقتله هو وزوجته وأطفاله الستة.
وذكرت المصادر، التي فضّلت عدم ذكر اسمها لدواع أمنية، أن الرمثان متهم بإدارة مجموعات تهريب المخدرات إلى الأردن، ويرتبط بـ"حزب الله" اللبناني وفروع أمن النظام السوري.
وتأتي الضربة بعد أيام من تهديد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الأسبوع الماضي، بشنّ عملية عسكرية داخل سورية، بهدف وقف عمليات تهريب المخدرات.
وبحسب ما نقلت محطة "سي أن أن" الأميركية، قال الصفدي: "نحن لا نتعامل مع تهديد المخدرات باستخفاف، في حال لم نر إجراءات للحد من هذا التهديد، فسنقوم بما يلزم لمواجهته، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سورية".
من جانبه، قال "تجمع أحرار حوران" ومصادر إعلامية أخرى إن طيراناً حربياً يرجح أنه أردني شنّ غارة على محطة التنقية القريبة من بلدة خراب الشحم في ريف درعا الغربي، فجر اليوم.
ونقل التجمع عن مصدر محلي أن المحطة تحتوي على مصنع لإنتاج المخدرات، تشرف عليه مليشيات مدعومة من "حزب الله" اللبناني، ويستخدم موقعاً للتخزين المؤقت ومنطلقاً لعمليات التهريب، مضيفاً: "تمتاز المحطة بموقعها المميز على الحدود الأردنية السورية، بين بلدة خراب الشحم وحي الضاحية على مدخل مدينة درعا الغربي".
ولم يعلن الأردن عن تنفيذ ضربات في سورية. وقال مصدر عسكري أردني، أمس إن "قوات حرس الحدود، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية العسكرية، رصدت من خلال المراقبات الأمامية محاولة مجموعة من المهربين على الواجهتين الشمالية والشرقية اجتياز الحدود بطريقة غير مشروعة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية".
وأشار إلى العثور على 1.2 مليون حبة كبتاغون، وكميات من المخدرات والذخائر والأسلحة، على الواجهة الشمالية.
وكان "جيش سورية الحرة"، المدعوم من واشنطن والتحالف الدولي ضد "داعش"، قد أعلن، أمس، عن ضبط شحنة من حبوب الكبتاغون في منطقة التنف، شرقي سورية، كانت معدة للتهريب إلى الأردن.
وتأتي الضربات الجوية بعد يوم من إعلان عودة النظام السوري لشغل مقعد سورية في جامعة الدول العربية.
وأعلن الأردن سابقاً ضبط شحنات مخدرات خلال محاولة تهريبها من سورية، كما اشتبك الجيش الأردني مع مسلحين خلال عمليات التهريب، فيما أعلنت السعودية أيضاً ضبط شحنات مهربة وإيقاف متورطين، بينهم مقيمون سوريون.
"مسد" يرحب بالتقارب العربي مع النظام السوري
سياسياً، رحب "مجلس سورية الديمقراطية" (مسد)، الجناح السياسي لمليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" "(قسد)، بالتحرك العربي تجاه النظام السوري، مطالباً بإشراكه في العملية السياسية.
وقال المجلس في بيان له: "يرحب مجلس سورية الديمقراطية بأي تحرك دولي وبشكل خاص الاهتمام الدولي العربي بالقضية السورية، والمتمثل مؤخراً باجتماع جدة 14 إبريل/ نيسان واجتماع عمان 1 مايو/ أيار، وآخرها اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري برئاسة مصر في دورته غير العادية المنعقد في 7 مايو في العاصمة المصرية القاهرة".
واشترط البيان ترحيبه بأن "تراعي هذه الخطوات مأساة السوريين التي لا يمكن أن تنتهي دون عملية سياسية متكاملة، ولتحقيق ذلك لا بد أن تشارك الأطراف السورية الوطنية الفاعلة في العملية السياسية دون إقصاء".
وأبدى المجلس أمله بأن تساهم المبادرة العربية "بشكل حقيقي في تهيئة الأوضاع لتفعيل مسار العملية السياسية، وفق قرار مجلس الأمن 2254، وبما يهيئ الظروف المناسبة لعودة آمنة للاجئين، وعدم المجازفة بتعريض مصيرهم للخطر".
وأكد المجلس في بيانه أنه "مستعد للتعاون من أجل ذلك، وخاصة في قضية اللاجئين"، موضحاً أنه "يدعم مبادرة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية المعلنة في 18 إبريل، والتي أشارت إلى إمكانية استقبال اللاجئين السوريين".
وأضاف: "كما يؤيد المجلس ما ورد في البيانات السابقة حول ضرورة مكافحة تجارة المخدرات عبر الحدود، ويرى المجلس أن آثار تجارة المخدرات لا تقتصر على الإقليم ودول الجوار، وإنما هي مشكلة وطنية عميقة نالت من قطاعات كبيرة من الشباب السوري".
وفي الثامن عشر من الشهر الماضي، قالت "الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سورية" التابعة لمليشيات "قسد"، في بيان، إنها مستعدة للقاء حكومة النظام السوري وبقية الأطراف، من أجل التشاور وتقديم مبادرات في سبيل إيجاد حل للأزمة في سورية، زاعمة أن تجربة "الإدارة الذاتية" مثال لحل الخلافات. وجاء البيان في ظل تقارب عربي وإقليمي مع النظام السوري.
وكان اجتماع وزراء خارجية الدول العربية، أمس، في القاهرة قد خرج ببيان أكد عودة النظام السوري لشغل مقعد سورية في الجامعة العربية، في حين أكدت قطر أن عودة النظام للجامعة لا تعني عودة علاقاتها معه. في حين انتقدت الولايات المتحدة قرار عودة النظام السوري لشغل مقعده في جامعة الدول العربية، قائلة إن دمشق لا تستحق هذه الخطوة.