قتلى وجرحى بقصف أميركي استهدف موقعاً لـ"كتائب حزب الله" جنوبي بغداد

22 نوفمبر 2023
القصف الأميركي استهدف منزلاً ومبنى في منطقة السعيدات (Getty)
+ الخط -

قال مسؤولون أمنيون عراقيون إن ما لا يقل عن 8 من عناصر "كتائب حزب الله" قُتلوا وجُرح 4 آخرون بقصف أميركي استهدف موقعين للجماعة المنضوية ضمن "الحشد الشعبي" في منطقة جرف الصخر غير الخاضعة لسيطرة الحكومة العراقية، جنوبي العاصمة بغداد.

ووقعت الهجمات، فجر اليوم الأربعاء، بعد أقل من يوم واحد من قصف أميركي استهدف شاحنتين غربي بغداد. وقالت القيادة الأميركية الوسطى، في بيان، إن القصف جاء رداً على مهاجمة قاعدة "عين الأسد" الجوية التي تضم المئات من العسكريين الأميركيين.

وقال مسؤول أمني عراقي رفيع في العاصمة بغداد لـ"العربي الجديد"، إن القصف الأميركي استهدف منزلاً ومبنى في منطقة السعيدات تستخدمه جماعة كتائب حزب الله مقراً لها وتمّ تدمير مقر لهم بشكل كامل.

وذكر أن التفاصيل الدقيقة غير متوفرة لديهم كون القصف وقع في منطقة خارج تغطية القوات العراقية الرسمية في جرف الصخر، لكن سيارات الإسعاف سُمح لها بالدخول إلى جانب سيارتي إطفاء. 

وقال كريم الشويلي، أحد أعضاء الحشد الشعبي في محافظة بابل، لـ"العربي الجديد"، إن الهجوم "كان متوقعا"، مضيفا أن "القصف الأميركي بمثابة إعلان حرب على الحشد الشعبي، وعلى حكومة السوداني (رئيس الوزراء محمد شياع السوداني) التنديد بالقصف واتخاذ موقف حقيقي".

في الأثناء، نقلت منصات مرتبطة بفصائل عراقية مسلحة حليفة لإيران تفاصيل حول الضربة الجوية الأميركية الجديدة، كاشفة عن أسماء عدد من قتلى الغارة الأميركية، الذين وصفتهم بـ"شهداء العدوان الأميركي الغاشم"، من بينهم محمد فاضل، وعلي قمر، وعلي محيبس.

وحول التصعيد الجديد في العراق، تساءل الباحث والمختص بالشأن العراقي رعد هاشم عن إمكان خروج الأوضاع عن السيطرة، مبينا بالقول "ضربة بضربة، وسقف التصعيد يتزايد، فهل يخرج عن نطاقه؟"، وتساءل عن موقف الحكومة العراقية إزاء التطورات الأمنية الحالية.

ونددت الحكومة العراقية بالضربات الأميركية التي استهدفت مواقع لفصائل مسلحة حليفة لإيران، وعدّتها "تجاوزاً خطيراً على السيادة العراقية".

وقال بيان للحكومة إن بغداد "تتعامل مع التصعيد الأخير، الذي شهدته الساحة العراقية خلال اليومين الماضيين، على أنه تصعيد خطير فيه تجاوز مرفوض على السيادة العراقية، التي نلتزم، تحت كلّ الظروف، بصيانتها وحفظها والدفاع عنها، وفقاً للواجبات الدستورية والقانونية للحكومة".

ودان البيان بشدة الهجوم الذي استهدف منطقة جرف الصخر، مؤكداً أنه "جرى دون علم الجهات الحكومية العراقية، ما يُعد انتهاكاً واضحاً للسيادة، ومحاولة للإخلال بالوضع الأمني الداخلي المستقر، فالحكومة العراقية هي المعنية حصراً بتنفيذ القانون، ومحاسبة المخالفين، وهو حق حصري لها، ولا يحق لأية جهة خارجية أداء هذا الدور نيابةً عنها، وهو أمر مرفوض وفق السيادة الدستورية العراقية والقانون الدولي".

ولفت إلى أن "وجود التحالف الدولي في العراق، هو وجود داعم لعمل قواتنا المسلحة عبر مسارات التدريب والتأهيل وتقديم الاستشارة، وأنّ ما جرى يعد تجاوزاً واضحاً للمهمة التي تتواجد من أجلها عناصر التحالف الدولي لمحاربة داعش على الأراضي العراقية؛ لذلك فإنها مدعوة إلى عدم التصرّف بشكل منفرد، وأن تلتزم بسيادة العراق، التي لا تهاون إزاء خرقها بأي شكل كان".

كما تشدد الحكومة العراقية على أنها "الجهة المسؤولة دستورياً عن رسم وتنفيذ سياسات الدولة، وحفظ النظام والاستقرار، والدفاع عن الأمن الداخلي، وأنّ أيّ عمل أو نشاط مسلّح يتم ارتكابه من خارج المؤسسة العسكرية، يعد عملاً مداناً ونشاطاً خارجاً عن القانون، ويعرّض المصلحة الوطنية العليا للخطر، وأنّ أية عناصر مسلحة أو غيرها لا تلتزم بهذا المبدأ فإنها تعمل بالضدّ من المصلحة الوطنية العليا، وستتخذ الحكومة الإجراءات الضرورية للدفاع عن مصالح العراق العليا". 

وختم البيان العراقي الأول من نوعه منذ ارتفاع وتيرة التصعيد بين واشنطن وفصائل حليفة لطهران في العراق، بأن رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، "وجّه القوات المسلحة كافة، وجميع الأجهزة الأمنية، للقيام بواجباتها وتنفيذ القانون وفرضه، وعدم السماح لأية جهة بأن تخلّ أو تضرّ بأمن البلد واستقراره".