شنّ الجيش الإثيوبي، الإثنين، ضربات جوية على مدينة ميكيلي، أسفرت بحسب مصدر طبّي عن سقوط ثلاثة قتلى على الأقلّ، في أول غارات جوية معلومة تستهدف عاصمة تيغراي منذ بدء النزاع في الإقليم قبل حوالى سنة.
وطاولت الضربات الجوية الإثنين، بحسب مصادر إنسانية ودبلوماسية، داخل وخارج ميكيلي. وأشار مسؤول في مستشفى آيدر، أبرز مؤسسة صحية في المدينة، هايلوم كيبيد، إلى سقوط "ثلاثة قتلى" بحسب حصيلة أولية، وإلى وصول "العديد من الضحايا".
ومنذ حوالى أسبوعين، تتحدث مصادر من المتمردين ومن وكالات إنسانية عن مؤشرات إلى هجوم جديد للجيش الفدرالي، ما يشكل مرحلة جديدة في هذا النزاع الذي أغرق مئات آلاف الأشخاص في المجاعة بحسب الأمم المتحدة.
وكتب مسؤول إغاثي فضل عدم الكشف عن اسمه، في رسالة هاتفية قصيرة بعث بها إلى وكالة "فرانس برس": "ضربة جوية الآن في ميكيلي"، مشيراً إلى ضربات أكدها مصدر إغاثي آخر ودبلوماسيان ومتحدث باسم المتمردين.
والضربة الأولى جرت صباحاً على أطراف المدينة قرب مصنع إسمنت كما أعلنت هذه المصادر. ووقعت الضربة الثانية خلال النهار قرب فندق بلانيت الذي كان يستخدمه في السابق مسؤولو "جبهة تحرير شعب تيغراي" التي كانت تسيطر على المنطقة قبل بدء النزاع.
ومنذ بدء النزاع، سجلت ضربات جوية في المنطقة، لكن ليس داخل ميكيلي. وكتب غيتاشيو رضا، الناطق باسم الجبهة على "تويتر"، إنّ القوات الفدرالية استهدفت "مدنيين داخل وخارج ميكيلي"، مشيراً إلى أنّ "الإثنين هو يوم السوق في ميكيلي والنية واضحة".
وفي اتصال مع وكالة "فرانس برس"، نفى مسؤول الإعلام في الحكومة الإثيوبية هذا الأمر. وقال ليغيسي تولو، مدير الدائرة الإعلامية في الحكومة لـ"فرانس برس": "ليس هناك أي سبب أو خطة لاستهداف مدنيين في ميكيلي التي تشكل جزءاً من إثيوبيا وحيث يعيش مواطنونا. إنها محض أكاذيب".
لكن في وقت لاحق الإثنين، أكدت وسيلة إعلامية إثيوبية رسمية حصول الغارات، وذكرت وكالة "اثيوبيان برس" أنّ الضربات الجوية استهدفت بنى تحتية للاتصالات يستخدمها المتمردون في ميكيلي، لافتة إلى "نجاح الإجراءات التي اتخذت خلال الضربات الجوية لمنع سقوط ضحايا مدنيين". وأضافت الوكالة أنّ "الضربات الجوية طاولت أبراجاً ووسائل اتصال، وتكللت بالنجاح".
من جهتها، اتهمت وزارة الخارجية الاثيوبية، "جبهة تحرير شعب تيغراي"، بمحاولة إخفاء هجمات مفترضة على مدنيين في المناطق المجاورة أمهرة وعفر.
وكتبت في بيان أنّ "جبهة تحرير شعب تيغراي" سبق أن حذرت الأسبوع الماضي من خطر غير قائم، داعية المجموعة الدولية الأسبوع الماضي إلى إنقاذها من الهجوم "المخطط" للحكومة ضدها".
وقال ليغيسي إنّ الجبهة استخدمت أسلحة ثقيلة في الأيام الماضية في ووكال، وهي مدينة في أمهرة. وأضاف "لقد هاجموا بالمدفعية. قتلوا أكثر من 30 مدنيا هناك وشردوا الكثيرين"، مضيفاً أن شيفرة وهي بلدة في عفر، تضررت أيضاً.
واستؤنف القتال الأسبوع الماضي في عفر، ويبدو أن "جبهة تحرير شعب تيغراي" تتقدم في اتجاه بلدة ديسي في أمهرة، حيث لجأ عشرات الأشخاص منذ يوليو/تموز.
وقال أحد سكان ديسي لوكالة "فرانس برس"، إنّ البلدة "مكتظة" بالنازحين القادمين من ووكال الواقعة شمالاً.
وفي نهاية الأسبوع، قال غيتاتشو إن قوات المتمردين استولت على ووكال، وكذلك على مناطق محيطة بها، وهو ما نفاه مسؤول عسكري في امهرة الاثنين في اتصال مع "فرانس برس".
وأكد المتحدث مجدداً أن قوات "جبهة تحرير شعب تيغراي" ستزحف إذا لزم الأمر الى أديس أبابا. وقال لوكالة "فرانس برس" في رسالة نصية: "إذا كان هذا ما يجب القيام به لكسر حصار تيغراي فلم لا؟".
دعوات أممية وأميركية لوقف القتال في تيغراي
وصرح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك بأن أنطونيو غوتيريس "قلق للغاية من تصعيد النزاع في شمال إثيوبيا، والذي تجلى في ضربات جوية في ميكيلي اليوم"، داعياً جميع الأطراف إلى تجنب استهداف المدنيين، ومكرراً الدعوة إلى وقف العمليات القتالية.
وفي واشنطن أعلن المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أنّ الولايات المتّحدة "تدعو جميع الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية على الفور (...) والدخول في مفاوضات غير مشروطة للتوصّل إلى وقف إطلاق نار ثابت".
(فرانس برس)