كشفت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، أن ثلاث قاذفات استراتيجية من نوع " تو 22 إم 3" حطت في مطار قاعدة حميميم الروسية قرب اللاذقية في سورية، بعد أعمال التوسعة في المطار ما جعله قادرا على استقبال جميع الطائرات والقاذفات الضخمة. ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقاطع فيديو تشير إلى لحظة هبوط القاذفات الروسية في المطار.
وأوضح بيان صادر عن الخدمة الصحافية في الوزارة أنه "للمرة الأولى سوف يتمركز هذا النوع من القاذفات بعيدة المدى" في سورية، مشيرا إلى أن "طواقم القاذفات الاستراتيجية سوف تكتسب خبرات عملية، وتجري مهمات تدريب في مناطق جغرافية جديدة أثناء تحليقها في المجال الجوي فوق منطقة البحر الأبيض المتوسط".
وكشف البيان أن أعمال توسيع وتحديث المدرج الثاني في المطار قد انتهت بعد تبديل الغطاء الخارجي في شكل كامل، وتثبيت معدات ضوئية وإلكترونية لبعث الإشارات، موضحا أنه بفضل توسيع مدارج المطار أصبح بالإمكان تأمين هبوط وتحليق جميع أنواع الطائرات والقاذفات الموضوعة في خدمة سلاح الطيران الروسي بغض النظر عن حجمها.
وذكر بيان الوزارة أن القاذفات سوف تعود إلى مناطق تمركزها الثابتة في المطارات الروسية، بعد انتهاء التدريبات.
وبعد أعمال التوسيع في القاعدة ومطارها، أصبحت روسيا قادرة على استخدام حميميم كنقطة انطلاق للقاذفات الاستراتيجية في سورية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعد أن كانت تنفذ طلعاتها انطلاقاً من روسيا وفي بعض الأحيان من إيران.
وبدأت روسيا استخدام مطار حميميم منذ تدخلها العسكري في سورية خريف 2015 لدعم نظام بشار الأسد الذي كان يوشك آنذاك على التهاوي، وبنت لاحقا قاعدة عسكرية بمقتضى اتفاقات مع النظام السوري. وتواصلت أعمال توسيع المطار والقاعدة منذ 2016، حيث أعلنت وزارة الدفاع توسيع مدرج المطار ليصبح طوله 4600 متر، وعرضه 100 متر. ولاحقا أعلنت في 2019 بناء مدرج ثان في المطار.
وفي صيف العام الماضي كشفت وزارة الدفاع الروسية عن توصلها إلى اتفاق مع النظام من أجل تخصيص 8 هكتارات إضافية للقاعدة من الأراضي المحيطة بها من أجل تعزيز أمن القاعدة وتوسيع البنى التحتية التابعة لها وبناء مركز لعلاج ونقاهة الجنود الروس، إضافة إلى منح روسيا مناطق بحرية إضافية قرب قاعدة طرطوس البحرية.
وزودت روسيا القاعدة، التي تضم عشرات المقاتلات والمروحيات، بمنظومة دفاع جوي منفصلة تضم صواريخ " بانستر" ومنظومتي "إس 300" و"إس 400".
وأنجزت قاذفة " تو 22 إم 3" أول رحلة طيران لها في 1976، ودخلت الخدمة في سلاح الطيران في 1983، وتعد نموذجا مطورا من فئة قاذفات " تو 22" التي دخلت الخدمة نهاية ستينيات القرن الماضي. واستخدمت روسيا القاذفة في حربي أفغانستان والشيشان لرمي قنابل ثقيلة.
وحسب موقع "افيا برو" فإن القاذفة الاستراتيجية" تو 22 إم 3"، هي من القاذفات الأسرع من الصوت، وتحلق بسرعة 2300 كيلومتر في الساعة، ويمكن تزويد القاذفة التي يصل مدى عملياتها إلى 7000 كيلو متر بثلاثة صواريخ جو - أرض تفوق سرعتها سرعة الصوت، و10 صواريخ لتدمير أهداف أرضية، وقادرة على حمل 12 طنا من القنابل التقليدية أو النووية. وفي مارس/ آذار من العام الجاري أقرت روسيا بتحطم قاذفة من هذا النوع ومقتل طاقمها المكون من ثلاثة طيارين، أثناء إقلاعها من مطار كالوغا، جنوب غرب العاصمة موسكو.