قادة جيوش "إيكواس" يضعون اللمسات النهائية على تدخل محتمل بالنيجر

18 اغسطس 2023
يجتمع قادة "إيكواس" في أكرا عاصمة غانا (فرانسيس كوكوروكو/رويترز)
+ الخط -

من المقرّر أن يجتمع قادة جيوش دول غرب أفريقيا (إيكواس) في اليوم الثاني والأخير من المحادثات، اليوم الجمعة، في أكرا عاصمة غانا، حيث يبحثون تفاصيل تدخل عسكري محتمل في النيجر، إذا أخفقت الدبلوماسية في إنهاء الانقلاب العسكري هناك.

وأطاح ضباط في الجيش الرئيس محمد بازوم في 26 يوليو/ تموز الماضي، ويتحدون دعوات من الأمم المتحدة و"إيكواس" وجهات أخرى لإعادته إلى منصبه، مما دفع "إيكواس" لإصدار أمر بتشكيل قوة احتياطية.

ووفقاً لما يظهره الجدول الرسمي للاجتماعات على مدى يومين، والتي تنتهي في نحو الساعة 16:00 بتوقيت غرينتش اليوم الجمعة، يناقش قادة الجيوش الجوانب اللوجستية، إضافة لجوانب أخرى تتعلق بنشر محتمل للقوات.

وقال مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في "إيكواس" عبد الفتاح موسى، في بداية الاجتماعات أمس الخميس، إن استخدام القوة لا يزال الملاذ الأخير، لكن "إذا فشلت كل الحلول الأخرى، فإن القوات الباسلة في غرب أفريقيا... مستعدة للاستجابة لنداء الواجب". وأضاف أن معظم الدول الأعضاء في "إيكواس"، والبالغ عددها 15، مستعدة للمشاركة في القوة الاحتياطية التي يمكن أن تتدخل في النيجر، باستثناء مالي، وبوركينا فاسو، وغينيا، وجميعها واقعة تحت الحكم العسكري، بالإضافة إلى دولة الرأس الأخضر الصغيرة.

ومن شأن أي تصعيد أن يزيد زعزعة استقرار منطقة الساحل الفقيرة في غرب أفريقيا، التي تخوض معارك منذ ما يقرب من عقد مع حركات تمرد إسلامية.

وتتمتع النيجر أيضاً بأهمية استراتيجية بالنسبة لقوى عالمية، بسبب احتياطاتها من اليورانيوم، والنفط، ودورها كمركز لقوات أجنبية تشارك في قتال حركات تمرد وجماعات مسلحة لها صلات بتنظيمي "القاعدة" و"داعش".

تحذير من نهاية الديمقراطية في أفريقيا

إلى ذلك، حذر نائب الأمين العام لـ"الحزب النيجري للديمقراطية والاشتراكية" (حزب بازوم) بوبكر سابو، من أن نجاح المتمردين يهدد الديمقراطية والأمن في جميع أنحاء المنطقة والقارة، معتبراً أن الرئيس بازوم "اختُطف" على أيدي أفراد من الحرس الرئاسي الذين أطاحوه في 26 يوليو، وأبقوه رهن الإقامة الجبرية منذ ذلك الحين.

وقال سابو في حديث مع وكالة "أسوشييتد برس"، إن "ما يحدث في النيجر، إذا نجح، هو نهاية للديمقراطية في أفريقيا.... إذا قاتلنا اليوم، فهذا لمنع حدوث هذا النوع من الأشياء، ولضمان مستقبل لقارتنا".

وسابو هو أحد المنتقدين القلائل الصريحين للمجلس العسكري الذي ما زال في البلاد وليس مختبئاً.

وأشار إلى أنه تم اعتقال عدد من الوزراء والسياسيين رفيعي المستوى، بينما تعرض آخرون للتهديد، واصفاً سابو موجة التأييد للعسكر في العاصمة بأنها مخادعة، لأن المجلس العسكري يدفع أموالاً للناس للاحتشاد لدعمه.

وتنظم المسيرات المؤيدة للمجلس العسكري يومياً، حيث يسير المئات وأحياناً الآلاف في الشوارع، ويطلقون أبواق السيارات، ويلوحون بأعلام النيجر، وروسيا، ويهتفون "تسقط فرنسا".

الأمم المتحدة تنتقد الانقلاب في النيجر "لمجرد نزوة"

دولياً، انتقدت الأمم المتحدة الجمعة العسكريين الذين استولوا على السلطة في النيجر "لمجرد نزوة"، مؤكدة أن "مفهوم الحريات في النيجر على المحك".

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك في بيان، أوردته وكالة "فرانس برس"، إنه "لا يمكن الجنرالات أن يعطوا أنفسهم الحق في تحدي إرادة الشعب، لمجرد نزوة. سيادة السلاح ليس لها مكان في عالم اليوم".

وأشار تورك إلى أن انتخاب الرئيس محمد بازوم في العام 2021، شكل "أول انتقال ديمقراطي في تاريخ البلاد الذي تميز بالانقلابات".

كما أعرب تورك عن "قلقه إزاء القرار الذي أعلنه الانقلابيون، والقاضي بمحاكمة الرئيس محمد بازوم وأشخاص آخرين يعملون معه بتهمة الخيانة العظمى".

ودعا تورك الجنرالات إلى إطلاق سراح بازوم و"إعادة النظام الدستوري فوراً".

من جانب آخر، دعا تورك إلى "وصول حر وكامل للمساعدات الإنسانية" في البلاد، التي تعد من بين الأفقر في العالم والتي يقوضها عنف مجموعات جهادية مسلحة.

تحذير أوروبي من "عواقب خطيرة"

كذلك، حذّر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال من "عواقب خطيرة" في حال تدهورت صحة رئيس النيجر محمد بازوم المحتجز منذ الانقلاب العسكري الذي أطاحه، وذلك خلال اتصال برئيس نيجيريا بولا تينوبو.  

ونقلت المتحدثة باسم ميشال عنه قوله، اليوم الجمعة، إن "الرئيس بازوم المنتخب ديمقراطياً ما زال الرئيس الشرعي للنيجر. ظروف اعتقاله تتردّى. وأي تدهور إضافي في حالته الصحية سيؤدي إلى عواقب خطيرة"، من دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل. 

وأضافت أن "الرئيس النيجيري أكد على التصميم والإدارة السياسية لإيكواس (الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا) للتحرك معاً. ستواصل إيكواس فرض عقوباتها رغم التداعيات الاقتصادية على بعض دول المنطقة".

وأكد ميشال "دعم الاتحاد الأوروبي الكامل لقرارات إيكواس وإدانته الحازمة للانقلاب العسكري غير المقبول في النيجر".

وتابعت المتحدثة أن "الاتحاد الأوروبي لن يعترف بالسلطات المنبثقة من الانقلاب في النيجر. لا يزال الرئيس بازوم، المنتخب ديمقراطيا، رئيس الدولة الشرعي للنيجر".

(رويترز، أسوشييتد برس، فرانس برس)

المساهمون